(1)
في مدينة الحواتة ضبط تيم من الشرطة وجهاز الأمن بقيادة مساعد شرطة حسين الياس، عدداً من المسؤولين بمحلية الرهد بينهم ضباط إداريين، وأمين المخزن، وموظفين في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الموافق 24 سبتمبر، يقومون حسب حديث الشاكي مساعد شرطة حسين الياس بأخذ مواد إغاثية من مخزن داخل مباني المحلية بعد أن قاموا بفتحه في غياب مسؤول الحراسة والتأمين الذي غاب عن الموقع لبرهةٍ من الوقت بغرض تناول وجبة العَشاء.
وتشمل المواد التي قاموا بأخذها كميات من السكر،الدقيق ،الزيت كراتين مغلقة قادمة من الخارج، الأرز، وجوالات بلاستيكية بداخلها مواد اغاثية أخرى، كانوا يقومون برفعها على متن عربة بوكسي حكومية تتبع لولاية القضارف تحمل الرقم 747 …ومازاد الشكوك أكثر ليس معهم نازحين كمستفيدين وأنهم يقومون بعملية (العِتالة) بأنفسهم، وأن الأمر تم ليلاً ..وبينما يسرد لي حضرة الصول الحكاية المأساة تساءلتُ في نفسي أيعقل عندنا في السودان مسؤولين وموظفين يقتفون أثر الفاروق عمر (يحملون الإغاثات على ظهورهم ابتغاء الثواب والأجر ويرحلونها بعربات الحكومة إلى حيث النازحين؟) لكن بالطبع طردتُ هذا الهاجس المسكين لأني أعرف سلوك المسؤولين مع طالبي الإغاثة إذ يبقونهم تحت الهجير يتزاحمون ويتكدسون بلارحمة، دعك عن (العِتالة وخدمة التوصيل) لوجه الله..
المهم تيم الشرطة نفذ عملية مداهمة محكمة وأحضر الشهود وأشهدهم على ما رأوا بأم أعينهم من مواد إغاثية أخذها موظفون يتبعون لمحلية الرهد وليس من بينهم نازحاً واحداً وفي ساعة متأخرة من الليل!!..
كانت المداهمة عند الساعة التاسعة مساءً بالتحديد وفي غياب خفير الحراسة والمسؤول عن التأمين.
(2)
ذهب مساعد شرطة حسين الياس نيابة عن التيم إلى النيابة واحضر الشهود ، وهناك قام وكيل أول نيابة الحواتة مولانا أحمد صالح بفتح بلاغ بالرقم 2386 تحت اربع مواد ( 177 خيانة الأمانة )، (181 إستلام مال مسروق ) (89 مخالفة الموظف العام بقصد الإضرار أو الحماية والإدلاء ببيان كاذب أو التستر على الجاني ) ، والمادة (21 الاشتراك الجنائي) ، وذلك بعد حضور الشهود وإدلائهم بشهاداتهم التي كانوا عليها قائمين…
مولانا أحمد صالح وكيل أول نيابة الحواتة قام بواجبة القانوني كاملاً ودفع بمايمليه عليه ضميره بما يدفع لتحقيق العدل ونُصرة الحق والانتصار للنازحين المقهورين..
قام وكيل اول نيابة الحواتة بحسب إفادة الشاكي بتوجيه التهم أعلاه للمتهمين الخمسة وإضيف إليهم إثنين لاحقاً ، وأمر بحبسهم جميعاً، وإحضار المعروضات، (لا أدري أأقول المعروضات أم المسروقات)، وتفتيش منازلهم..
وبالفعل أحضر المتهم أمين المخزن المعروضات التي أخذها ظلماً وهي (جوال دقيق 25 كيلو
جوال سكر ، ارز،
كريستالات زيت
عدد “4” كراتين، جوال بلاستيك به مواد إغاثة اخرى)، احضرها معروضات واستسلم تماماً (وبقى راجي أمر الله).. أما بقية المتهمين لم يُحضروا شيئاً مما أخذوا ولم يُحبسوا ولم تُفتش منازلهم.. ومن هنا بدأت التدخلات والضغوط والإغراءات على الشاكي الذي ماتزحزح من موقفه قيد أنملة..فله التحية ولتيمه ولمولانا وكيل اول نيابة الحواتة مولانا أحمد صالح.
(3)
نعم للأسف الشديد من هنا بدأت التدخلات السياسية والولاءات التي غالباً ما تهزم العدالة والقانون وحتى انسانيتنا..لكن أنى لهم، فهناك رجال جندوا أنفسهم للوقوف مع الحق وفي أتم الاستعداد لدفع أغلى الأثمان وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
(4)
بالمناسبة نسيت أقول ليكم أن عملية البوكسي الحكومي رقم 747 سبقتها بساعة واحدة عملية اخرى حيث حضر مخزن المحلية كارو يقودها شقيق احد المتهمين حملت أكثر من (10) كراتين مابين المغرب والعشاء وغادرت المحلية لتأتي بعدها العملية التي تم تنفيذها بالعربة الحكومية حسب إفادة الشاكي..غدا نواصل بإذن الله بقية التراجيديا مصحوبة بمعاناة النازحين المقهورين الذين مازالوا يفقرون افواههم بشفاههم اليابسة في انتظار إغاثة تأتي باسمهم وتذهب لغيرهم…اللهم هدا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك عي الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين