(1)
حينما يتم اختيار الشخص في منصب دستوري بأي مستوى من المستويات، يصبح ذلك الشخص مسؤولاً في دولته…
مسؤولاً عن أمنها فلا يفعل ما يعرض أمنها القومي للخطر.. ومسؤولاً عن شعبها، يفعل كل ما يجعل الشعب آمنا مطمئنا موفور الكرامة، مكفول العيش الكريم، مُنعما بالعدل والإنصاف والحرية، مستوفٍ لكل حقوقه.
ومسؤولاً عن سيادتها فلا يهين وطنه وشعبه بساقط القول الذي لايليق برجل الدولة.. ولايقزّم بلده ولا يأتي إلا بما يليق بالأوطان الأبية والشعوب الحرة وإلا فلا يقرب مناصبها الدستورية.
(2)
أن تكون مسؤولا في الدولة، يعني أنك لابد أن تزن كلماتك بميزان الذهب، وتترفع عن الصغائر، وتُنكر ذاتك وترتقي بأفعالك وأقوالك وكل ممارساتك إلى سلوك الدولة وأخلاقها ، فأنت الدولة بشحمها ولحمها، تمثلها في المحافل الدولية والمناسبات والخطاب السياسي والإعلامي والمواقف إزاء القضايا الداخلية والخارجية..إذا تكلمتَ تكلمت الدولة، وإذا صمتَ صمتت الدولة، وإذا انخدعتَ إنخدعت الدولة، وإذا ارتقيتَ بالمفاهيم العميقة والأفكار المثمرة أرتقت الدولة بذلك، وإذ جهلتَ جهلتْ الدولة ، وإذا علمتَ علمتْ الدولة وإذا انحططتً وانحدرتً بمفاهيمك وتكلستْ أفكارك انحطت الدولة وتكلست وانحدرت معك في المزالق والمتهات طالما أنك تمسك بخطام راحلتها وحتما ستوردها مورد الهلكة والضياع..
(3)
الدول ترتقي وتسمو بقياداتها ونخبها السياسية، وتنزلف وتنحدر في أتون الصراع والفتن والحروب العبثية القذرة بقادتها ومسؤوليها.
عندما يصبح الشخص مسؤولاً في الدولة لابد أن يستشعر أنه الدولة المحترمة بقوانينها التي تنشد العدل والإنصاف، وقيادتها العادلة التي تقف في مسافة واحدة بين الجميع سواءً أكانوا أحزاباً أو فراداً أو جماعات.
الدولة التي تمثل الجميع وتحمي الجميع وتحافظ على الجميع.. الدولة التي تقف شامخة في عزة وإباء تنشد الأمن والرخاء لكل أبنائها..وإذا لم تجد ذلك في نفسك، فأنت مجرد لص دفعتك شهوة السلطة لتحقيق طموحك ورغباتك الذاتية، ولستَ برجل دولة.
(4)
المسؤول الذي يعجز عن خلع رداء الحزبية والقبلية والطائفة حينما يطلع بمهام رجل الدولة يصبح هو المسؤول الأفشل على الإطلاق، وهو المثال الصارخ للمسؤول الخائن …خائن لقَسَم الدولة وشرفها وشعبها وسلوكها وأخلاقها ووظيفتها لما بدر منه من إنحياز ظاهر للحزب والطائفة والقبيلة..
(5)
القيادة الوطنية الملهمة هي التي ترفع شأن اوطانها وتبني امجادها وتنظر إلى مستقبلها بعيني زرقاء اليمامة تجنبها الأخطار والمزالق والفتن..
والقيادة المنحطة هي التي تحط قدر الدول، وتجعلها مطية للأجندة الدولية، وساحة لسباق المخابرات الأجنبية، ومتكأ للأطماع الدولية، عندها تتحول الدولة إلى مومس كلٌ يقضي وطره، ويعيش شعبها كاللقطاء لايُعرف لهم أبٌ ولا قائد ولا دليل يألفون الملاجيء مراكز الإيواء…إن أمةً هذا حالها لابد أن تنتفض وتصحو لتعيش كريمة أبية أو فلباطن الأرض أشرف…
اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع التي تحبُ أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..