أخبار

أحمد يوسف التاي يكتب: متى يعي ديوك المسلمية الدرس

نبض للوطن

 

(1)
“اللهم عليك بالقحاطة، اللهم عليك بالكفرة الشيوعيين ومن شايعهم، اللهم مزقهم شرّ ممزق، اللهم دمرهم اللهم إنهم لن يعجزونك..الخ..)..
كان ذلك دعاء لأحد خطباء المساجد في نهاية خطبة الجمعة..
وأُشهِدُ الله أني لم أسمعه يدعو على “الدعم السريع”، فقد جعل دعاءه كله على من سماهم “القحاطة” والشيوعيين والكفرة والملحدين.. فيابخت الدعامة بأئمة تمت برمجتهم وأصبحوا يرددون كالآلات ما يُملى عليهم بلا وعي.
(2)
استمعتُ إلى تسجيل صوتي أيضاً بأحد قروبات الواتساب ناقله نسبه إلى شخص قال إنه “الإنصرافي”..
أسرف التسجيل في الهجوم على من سماهم “القحاطة” وتحاشى الحديث عن “الدعم السريع”،لكنه برر تجاهله ل”الدعامة” وتركيزه على “القحاطة” لقناعته بأن المشكلة الأساسية تكمن في “القحاطة ” وأنهم أس البلاء وليس “الدعم السريع”، مؤكداً أن معركتهم الحقيقية مع (تقدم) وليس “الدعامة” بإعتارهم أخطر من الدعم السريع ، وأن (تقدم) هي من أشعل الحرب وهي التي دمرت البلاد وكان حديثه موجهاً للزميلة رشا عوض..
(3)
وبالمقابل استمعتُ لكثير من تسجيلات وكتابات بعض نشطاء قوى الحرية والتغيير هم أيضاً يجعلون معركتهم الحقيقية مع ” الكيزان” مع تغافل تام لجرائم “الدعامة” وتماهٍ معها في بعض الأحيان وتتجه رسالتهم الموجهه للرأي العام إلى أن “الكيزان” هم أس البلاء وهم من أشعل الحرب..
ولايتطرق كثير من نشطاء (تقدم) إلى جرائم الدعم السريع إلا في إطار تحميل الكيزان مسؤولية “صناعة” للدعم السريع.
(4)
ونقول لهؤلاء وأولئك فوقوا من غفلتكم واصحوا من غيبوبتكم، فإن غول الدعم السريع سيلتهم الجميع بلا استثناء وقد رأيتم بأم أعينكم ماذا حدث لأهلكم وعشيرتكم وعوائلكم وأسركم فهل استثنى الدعم السريع أحداً لانتمائه السياسي في كل المناطق التي اجتاحها، وهل حمى الأعراض والممتلكات في مراكز ثقل (تقدم)،فهل سلم من أذاه مسكيناً أو فقيراً أو غنياً أو يتيماً أو مُقعداً أو شيوعياً أو “كوزاً” أو إمرأة أو طفلاً أو مُسناً كهلاً..كلا والله فقد كان الإجتياح عاماً والنهب شاملاً والإذلال عادلاً في ظلمه لم يستثنَ أحداً..ولكن الفجور في الخصومات والمكر السيء أعمى أبصاركم أيها الساسة ،ولا ولن تبصروا حتى بعد الذي رأيتم..
(5)
أعجب والله أيما عجب ل “كيزان” يرون “القحاتة” يخرجون من بيوتهم مذعورين طريدين مشردين نازحين وقد جُردوا من كل شيء إلا من ثيابٍ على أجسادهم المنهكة ومع ذلك يضعونهم في موازاة “الدعم السريع” ويجعلون معركتهم الأساسية مع “القحاتة” عوضاً عن “الدعامة”..مالكم كيف تحكمون..
والشيء نفسه يفعله “القحاتة” تماماً ، يرون العدو الحقيقي ثم يصرفوا أبصارهم عنه وينشغلوا بمن أقل خطراً، وإذا سألتهم ليقولُنَّ :( ليس هناك أخطر واخبث من الكيزان)..وينسون الذي شردهم واذلهم وسامهم سوء العذاب..
(6)
واعجب أيّما عجب ل”قحاتة” يبررون لاحتلال الدعم السريع لبيوتهم ولا ادري أهو كيد في الجيش أم الكيزان أم كيداً في أنفسهم…بالله مش حاجة تحيِّر
(7)
الخطر الأكبر في الوقت الراهن ليس الصراع السياسي بين اليمين واليسار، فهو مهما تصاعد وتمدد لن يخرج من كونه سياسياً وبذلك يصبح أقل خطراً وأخف ضرراً من الحرب واطماع الدعم السريع والدمار الذي شاهدنا وعايشناه، وهذا المنطق وحده يحتم على القوى السياسية تأجيل معركتها السياسة والتعاون بصدق في مواجهة العدو الذي يستهدف كل الأطراف والأطياف…يستهدف وجودها وكرامتها وشرفها ومجدها واستقرارها ومستقبلها وارضها وعرضها..فمتى يعقل هؤلاء ومتى يفوقون من غيبوبتهم وسكرتهم ومتى يستذكرون من الغفلة..فقد انطبق عليهم مثل ديك المسلمية :(بعوعي وبصلتو في النار وماجايب خبر) ..
اللهم هدا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين .

زر الذهاب إلى الأعلى