الكتاب

أحمد يوسف التاي يكتب: معتمدية اللاجئين مرة أخرى

نبض للوطن

 

(1)
أسوأ مافي مناخات الكوارث والأزمات أنها تصنع غطاءً للإنتهازيين وحالات الفساد والتجاوزات، وأنها تخلق بيئةً رديئةً تصلح لتفريخ الفساد وإزدراء القوانين وتجاوزها وتحقيرها حتى من مسؤولي الدولي فلايلقي أحد بالا للقوانين ..ومن ناحية ثالثة وهي الأخطر والأهم أنها تُبرز ضعف شخصية رجال الدولة المعنيين بمتابعة وتنفيذ القوانين والقرارات وهوانهم لدى المتجاوزين للقوانين..
(2)
قبل اسبوعين كتبتُ في هذه الزاوية مقالاً عن تجاوز معتمد اللاجئين موسى عطرون للقانون وتحديه له ورفضه تنفيذ قرارات مجلس الوزراء ووزارة الداخليه، وكذلك نائبه مجيب الرحمن محمد يعقوب الذي جاراه في ذات السلوك المشين حيث رفض هو الآخر تنفيذ قرارات مؤسسات الدولة وقوانينها وتحدها بكل قوة عين وبجاحة..
بعد المقال نما لعلمي أن عطرون راجع نفسه وامتثل لقرار وزارة الداخلية بإنهاء خدمته لبلوغه سن المعاش وفقا للقانون، بينما نائبه مجيب الرحمن مازال يتحدى قرار إنهاء انتدابه للمعتمدية…لكن بعد عودة عطرون من جنيف نكس على رأسه وقلب ظهر المجن للقانون مرة أخرى..
جاء الرجل من جنيف واجتمع بالموظفين وتمادى في رفضه الامتثال لقرار مجلس الوزراء الأخير بتاريخ 9اكتوبر وتحداه بما يشير إلى أنه باق في منصبه رغم أنف القانون..
(3)
ما أحقرها من دولةٍ تعجزُ وزارة داخليتها ومجلس وزرائها من إنفاذ القانون في موظف بلغ سن المعاش، واستمر في عمله وتحدى الدولة وقوانينها وقرارات مجلس وزرائها ووزير داخليتها والعزاء للقانون وهيبة الدولة..
(4)
ما احقرها من دولةٍ تجاهر بالتطبيق الإنتقائي للقوانين، تنفذ القانون في الضعيف الذي لاسند له ولا واسطة ولايجد من “النافذين” ليستقوي بهم ويتحدى بهم قوانين الدولة، وتغض الطرف عن آخرين يسندون ظهورهم إلى (كِبار)..هل قلتُ كباراً آسف لاستخدام هذا المصطلح لأن (الكبير) لا يحتقر القوانين ولايعرف التجاوزات، ولايقف إلى صف الباطل..
القضية بالنسبة لي قضية عدالة وإنصاف ودولة يجب أن تكون محترمة..دولة تحترم قوانينها ومؤسساتها..وسنظل نفتح هذا الملف بعد كل حين حتى يستقيم الأمر، وسنظل نفضح كل أشكال المحاباة والتستر وتجاوز القانون خاصة من رجال الدولة..
(5)
وأخيرا أقول لرئيس مجلس الوزراء ومن بعده وزيرا الداخلية والعمل…لايحق لكم أن تصدروا قرارات إنهاء خدمة أو إنتداب لأي شخص إذا استسلمتم لتحدي معتمد اللاجئين لقراراتكم وركنتم وتجاوز الأمر و(عملتو فيها رايحين )..
الدولة تحتاج لمسؤولين اقوياء ينفذون قوانينها لاتأخذهم في الحق لومة لائم، يوظفون قوة السلطة لضرب الفساد والتجاوزات ويحفظون هيبة الدولة بإنفاذ القوانين..وإلا فلاحاجة لها بأشخاص يجلسون على كراسي السلطة ويقبضون مخصصاتهم ورواتبهم كل شهر وكل همهم هو المحافظة على الكرسي والتماهي مع الأخطاء والتجاوزات ..
اللهم هدا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك عي الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

زر الذهاب إلى الأعلى