الكتاب

نبض للوطن.. أحمد يوسف التاي : حتى لانُفجع في المزيد أخي ياسر

خاص صوت السودان

(1)

بالأمس قرأتُ مقالاً للزميل المحترم ياسر محمود وهو ينعى مدنيين من أهله وعشيرته بقريته أبو حجار سقطوا جراء قصف الطيران الحربي للقرية، وترحم الزميل ياسرعلى أهله وعشيرته، ومن هنا نحيِّه ونرسل له التعازي الحارة فيمن فُجع فيهم من الأهل.

والزميل ياسر ليس مناصراً صلباً للجيش وحسب بل يجمعه معه الكاكي والخنادق والبنادق…وعاد ياسر بعد الحزن على من سقطوا من اهله ليقول هذا هو منطق الحرب، والجيش أكيد لم يقصد قتل العزل، أو كما قال..

(2)

وفي قرية كامراب سقط مدنيين عزل من بينهم أطفال زغب الحواصل بقصف الطيران الحربي بذات الطريقة عاليه، بحسب الفيديوهات التي بثها أهل القرية لحظة الصلاة على الضحايا، وهم ينفون صلتهم بميليشيا الدعم السريع ويرفعون أكفهم لله طلباً للإنتقام..

وقبل أن تنقشع سحب الدخان ومواراة الأطفال الضحايا الثرى اشتعلت الأسافير جدلاً واشتباكات وتنابز وشتائم بين من سرهم الحدث وبين مكلومين فقدوا اعزاءً لهم، وكل يبثُ أحزانه وفقده الأليم ..

(3)

وقبل هاتين الحادثتين شهدنا أحداثاً مرعبة راح ضحيتها الآلاف من الضحايا المدنيين، النساء والأطفال والعجزة والمسنين، على امتداد الوطن الجريح، سواءً بالقصف الدفعي الذي تشنه ميليشيا الدعم السريع وتستهدف به الأحياء السكنية الخالية تماما من الجيوش، أو المرافق الصحية والمؤسسات المدنية، أو باقتحام القرى والمدن والفرقان وقتل كل من يحاول الدفاع عن نفسه وماله وعرضه، أو سقوط مدنيين من كل الاعمار دون استثناء إثر غارات جوية يشنها سلاح الطيران الحربي التابع للجيش السوداني..

ومايهمنا قوله هنا هو أن استهداف المدنيين أمر مستنكر عندنا ومدان ومستهجن من أية جهة كانت..هذا موقف شرعي أخلاقي لن نتزحزح عنه ابداً..

موقف لاتحركه مواثيق حقوق الإنسان الكذوبة، ولاتدغدغ مشاعره خُدع حماية المدنيين الغربية، بل سجية غرسها فينا دين الإسلام..

 ونقول ما كان هناك بشراً مشى على الأرض أحرص على حماية المدنيين في أزمان الحرب أكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم..لذلك وانطلاقاً من هذا الموقف الشرعي ندين إزهاق أي نفس بريئة لم تكسب إثماً، ولم تكن مقاتلة في ساحات الوغى، ولم تحمل سلاحاً في ميادين النزال..

(4)

لكل ما تقدم وبناء عليه ظلت دعوتنا لوقف الحرب ثابتة لا تتزحزح ولا تتغيّر.. مع تمسكنا بالقِصاص من القتلة المغتصبين منتهكي الأعراض وتعويض كل ضرر ، ومع موقفنا الثابت الذي يفرق بين الجيش القومي المخول له دستوراً حماية البلاد وبين قوات أخرى جنحت لتخريب المنشآت والفوضى والنهب وتشريد الآمنين من ديارهم…اللهم هدا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك عي الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى