الكتاب

*في الذكرى الثالثة للرحيل المر للشيخ الطيب مصطفى* 

خاص - صوت السودان

  رحمك الله والدي الحبيب الطيب مصطفى، رحمك الله وجعل الجنة دارك وقرارك ومستقرك، طبت طيبا يا أطيب الطيبين وطبت حياً وميتاً ،

في مثل هذا اليوم السادس عشر من شهر مايو فارقتنا وانطفأ سراجنا فاللهم جبرا منك يا رحيم بمقادير انت قدرتها وانت تعلمها، الموت علينا حق وإن كان قاسياً، والموت لا يؤالف ولكنها سنة الحياة والموت سبيل الأولين والآخرين وإن كان مؤلماً وموجعاً ولا نقول إلا ما يرضي الله ،

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر يا والدي، فقداً نراه ونلمسه ونحسه في كل المواطن وما اكثر مواقف الفقد هي حياة بأكملها بتفاصيلها بلحظاتها حلوها ومرها طيبها وصعبها، كنت قريباً يا حبيبي وكنت طبيبا، وكنت أباً وكنت أخاً وكنت صديقاً، وكنت دليلاً ،

نفتقدك نحن بناتك وأبناؤك، أسرتك وأهلك واحبابك، ويفتقدك من كنت لهم عوناً وسندا ووجيعاً، تفتقدك القضية وتفتقدك الحركة الإسلامية ويفتقدك القلم وتفتقدك الزفرات الحرى، نفتقدك في حلو المواقف واحلكها، كبيرها وصغيرها بل ويفتقدك السودان كله،

ويا ويح قلبي بما حل بالسودان وأهله ولم تشهده معنا، عام كامل من الذل الهوان بأنواعه ، السودان الذي تنبأت له بعين زرقاء اليمامة وبالشواهد الواضحة وضوح الشمس التي كانت ترى نهاية حكم ثورة ديسمبر غير المجيدة وحكم القحاطة نهاية سوداء وظللت تحذر بأن أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك ان يكون له ضرام، وتسائلت حينها إن تمزق السودان بسبب المؤامرات الداخلية والخارجية فالناس تشيل بقجها وتمشي وين (نشيل بقجنا ونمشي وين) سخر حينها من قولك من سخر وضحك من ضحك واستخف من استخف ورسموك كاريكاتيراً تحمل بقجة،

وفعلاً حدث ما حدث ونزح الناس ولجئوا فاللهم آجرنا في مصابنا والحرب على سوداننا وأخلف لنا خيراً منه وانصر السودان وانصر جيشنا الهمام وقواتنا المسلحة ومجاهدينا ومستنفرينا وحماة اعراضنا.

ودمر المتمردين ومليشياتهم المرتزقة وكل من عاونهم وساندهم، اللهم وخذهم اخذ عزيز مقتدر يا قدير هم وقحاطتهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا فإنهم لا يعجزونك.

 لك الرحمة المجاهد الشهيد ابا الشهيد، اللهم ارحم ابي وتقبله واجعله من اصحاب اليمين واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجعله مع حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً٠٠ وإنا على دربك يا والدي وحبيبي لسائرون وانا لله وانا اليه راجعون.

ابتهال الطيب مصطفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى