الكتاب

صوت الحق.. الصديق النعيم موسى: مجزرة الحُرقه – قهر الرجال وقتل الأبرياء !

خاص - صوت السودان

أعداد كبيرة هربت من جحيم المليشيات إلى ولاية القضارف باحثةٌ عن الأمن والأمان تَركوا أموالهم وممتلكاتهم وفقدوا أفراداً من أسرهم ، أحد الناجين من تلك المجزرة هاتفني بأنّ المليشيات فعلت بهم ما لم يفعله فرعون في قومه ، إنهم يبكون بكاء الرجال لما شاهدوه من قتل على أساس عنصري وإعتداء على الأعراض وسفك للدماء بطريقة وحشية ، يقول لي حدث ذلك ونحن عُزّل لا نملك أسلحة تواجه المد الكبير للقوات المتمردة التي تمتطي الثنائي والرباعي والدوشكا وقذائف ( RPG ) .

هي قرية وادعة لم تعرف الحرب ولا القتل بالسلاح يعيشون حياتهم الطبيعية كغيرهم من سُكان الجزيرة ولكنهم وجدوا معاملة أسوأ من متمردين وأجانب في صفوف المليشيا ؛ إصابات مباشرة موت بالجملة أدخل في نفوس الأطفال والأبرياء والمساكين الرعب واجهوا الموت بصدور عارية لا يحملون إلاّ ( العصا ) بدت المعركة بضرب عشوائي بالأسلحة التي تُستخدم في إسقاط الطائرات ولكنها كانت تعمل في قُرى الجزيرة لإسقاط المدنيين وقتلهم بأبشع الصور ، ولا مُنقذ لهم من هذا المد إلاّ الله .

مجزرة الحُرقه نور الدين لا تختلف عن غيرها من المجازر ولكنها كانت أشدّ قسوة وأكثر إنتقاماً فأثبتت المليشيات أنها تقتل ليس من أجل الحرب وإنما الإنتقام والغل الذي في صدورهم على سُكان عٌزّل كانوا سنداً وعضداً لأهل السودان ومشروع الجزيرة ينتج الخيرات لتصل جميع الولايات .

عندما إنتظم الألآف من أبناء الجزيرة داخل معسكرات الإستنفار تلبية لنداء القائد العام وجدوا أنفسهم بعد فترة التدريب هذه بلا سلاح ( رفضت قيادة الفرقة الأولى تسليحهم ) وحينها تحدثنا برفقة أعداد مُقدّرة من الزملاء عن منع التسليح من شباب تدربوا لحماية أرضهم وعِرضهم وذكرنا حينها أنَّ الوالي وقائد الفرقة اللواء أحمد الطيب لا يُعتمد عليهم لأنَّ الواقع كان يكشف تمدد المليشيات في قُرى الجزيرة شرقاً وغرباً وظلّ الصمت الرسمي على هؤلاء ( الخونة ) حتى تم تسليم الجزيرة تسليم مفتاح وأي حديث غير هذا لا يمت للواقع بصلة قط .

تأييدنا للقوات المسلّحة لا يعني أن نسكت على ما حدث ويحدث في قُرى الجزيرة ، وسؤال عامة الناس : متى يتم تحريرها ؟ لماذا تتقدّم القوات حتى تخوم شبارقة ثم تعود ؟ لماذا لم تتم محاسبة اللواء ركن أحمد الطيب ومن معه ؟ لماذا لا يتم ضرب متحركات قادة المليشيات وهم يتجولون بين التُرع والأرض المكشوفه ؟

ما نُشاهده في ولاية الجزيرة لأمرٍ عظيم والصمت عنه خيانة كُبرى وما لم يتم التحرك لإستعادتها ستمحوا المليشيات القُرى وتحوّل مناطقهم إلى حُطام فألقتل يتم على أساس معيّن وليس سواه .

تحركوا يا قيادة الجيش وأنقذوا ما تبقّى فكل يوم يمر يدفعون أرواحهم ثمناً لإنسحاب الفرقة الأولى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى