الكتاب

صبري محمد علي: دعوا الجزيرة و جُرحِها يا هؤلاء

خاص - صوت السودان

و دعمنا للجيش لا يعني ان نُغلق الأقلام وندلق الأحبار ونصمت عن تنبيه القيادة

فعبارة …

 (نحن عارفين كل حاجة) لم تعُد تقنع مواطن الجزيرة وهو يعيش الحدث ويعتصره الألم يومياً ويُهجّر يومياً من قراهُ .

إنسان بسيط فقد حتى الخطاب التطميني من القيادة

مجزرة (الحُرقة) شرقي مدني لربما أماطت اللثام عن الكثير من الثغرات والخيانة

 ومن يُقدرها ويتعامل معها هو الجيش وحده

التهجير القسري يطال القرى يوماً بعد يوم وآخرها ما حدث لقرية (أم دوينة) غربي المسلمية

 و ما زالت القيادة

 تلتزم الصمت حتى مما يُباع و يُشترى في سوق السياسة من الكلام

إنسان الجزيرة ….

يعلم تماماً أن ولايته لم تسقط ولكنها سُلمت تسليماً مُباشراً

و واليها الذي كان يُقسم بالطلاق أن (النملة شايفنها) هو أول من أطلق ساقية للرياح بعد إعفائه هُروباً الى حضن العمالة بدويلة الشر

وقائد حاميتها العسكرية لا أحد يعلم عنه شيئاً ولا يهُم الإنسان العادي في شئ .

والبرهان

هو البرهان

 لا يقرأ و لا يسمع

 وإن قرأ و قرر

فمن (بعد ما فات الأوان) !

وبالأمس حديث مفجوعي (الحُرقة) يجعل منه عُنصرياً لعدم مؤاساته إياهُم بينما يذهب لعزاء أهله بنهر النيل

هكذا كتب (منور محمد أحمد الضو) من أهالي الحُرقة مقالاً موجعاً مبذولاً عبر (الميديا) تحت عنوان

 (الحصل في الحُرقة إبادة)

وهذا الذي ما كُنا نُود أن يصل إليه الخطاب حول القيادة !

ولكن (المفجُوع معذُور)

فمهما رأى الناس أن القوات المسلحة تلكأت وتباطأت

فقرارات العسكر لم تكن يوماً مبذولة على قارعة الطريق للمدنيين

 وهذا حقهم وشغلهم

 و من الواجب علينا عدم تناولها مهما (فارت) البطون فللجيش تقديراته

الذين …..

إرتفعت عقائرهم ينعتون إنسان الجزيرة بالخَوَر والجُبن وقد أتيحت لهم فرصة التسلح والدفاع عن النفس

عليهم أن يكفوا أذاهم

فلم ولن تكن الجزيرة كذلك في يوم من الأيام

و قبل ذلك فعليهم أن يتسآءلوا عن البائع والمشتري والسمسار !

إسألوا عن إنسان وجد نفسه أعزلاً في مواجهة عصابة مُسلحة

إسألوا أنفسكم أين كانت حكومة الولاية والحكومة المركزية يومها

 أسألوهم و أولهم الفريق البرهان عن إجاباتهم الصاعقة لقادة الإستنفار عن التسليح بعدما إنتظمت الجزيرة كسائر ولايات السودان

الجزيرة لم تربطها القبلية يوماً ما بل الفت بين قلوب أهلها الجغرافيا والنيل ومشروع الجزيرة

ففيها التامي والزغاوي والجعلي والمسيري والشايقي

وكُلُهم في حُبها سواء

وهُم ………

أهل جود ما له مثلُ

ونارهم تشتكي من كثرة الحطب

وإنسان الجزيرة هو ضحية الحكومات السابقة لانه إنسان مُحترم ومؤدلج على حماية الحكومة

 يُقدس القوانين ويلتزم بالنظام

ليس من ثقافته إقتناء السلاح خارج القانون

ولكنه إستوعب الدرس

 فمن الآن فصاعداً (كلاش) واحد لايكفي أبت الحكومة أو شاءت وصدقوني هذا الذي سيحدُث .

وعلى كل حال ….

نحتفظ بالكثير الذي نؤجل الحديث عنه و عن مُدير المخابرات بالولاية يوم ذاك وعن الوالي وعن الخائن أحمد الطيب

 فإن لم تواسوا الجزيرة فدعوها وجُرحها النازف

وستنهض بعون الله

سعادة الفريق البرهان …..

الجزيرة تنتظر منكم خطاباً يواسي ويُطمئن و يُبشر

فأخرجوا ياسيدي عن صمتكم

 فإن لم تكن (المناقل) هي وجهتكم فليكن من بورتسودان الخطاب

فقد حملتكم (مُسيّرة) واحده للطيران لعطبرة ولم تحملكم أوجاع آلاف المُهجرين بقرى الجزيرة لمواساتهم !

سيدي (الكلام ده غلط عليك)

ونقولها بلسان أهلنا البُسطاء

فقد طفح الكيل

 وعِيل الصبرُ

و قُهِر الرجال

الخميس ١٦/مايو ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى