تقارير

” كباشي في جوبا “.. كواليس ونتائج الزيارة

تقرير - صوت السودان

سلفاكير و كباشي بحثا مسألة إيصال المساعدات الإنسانية ونأقشا سبل إحلال السلام
التوقيع على وثيقة خاصة للعمليات الإنسانية مع حركة” الحلو “خلال اسبوع
مصادر لـ”الكرامة”: مبادرة جوبا لإنهاء الحرب تشمل وقف إطلاق النار وتتضمن إجراء محادثات سياسية.

استقبال سلفاكير

أستقبل رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت بالقصر الرئاسي بجوبا يوم الجمعة، عضو مجلس السيادة الإنتقالي نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي.

وقال مجلس السيادة الانتقالي ، إن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وعضو المجلس شمس الدين كباشي، بحثا مسألة إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب.

ونقل إعلام المجلس عن توت قلواك، مستشار سلفاكير للشؤون الأمنية، قوله إن اللقاء ناقش سبل إحلال السلام في السودان وإيصال المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن قلواك أكد “جاهزية جنوب السودان لإيصال الإغاثة لكل السودانيين الذين لجأوا لدولة جنوب السودان بسبب الحرب”.

وكان كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية، قد وصل إلى جوبا، في زيارة رسمية لإجراء مباحثات رسمية مع كبار المسؤولين في جنوب السودان.

لقاء الحلو

والتقى عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس لدين كباشي، السبت، بجوبا الفريق عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال.

وناقش اللقاء الأزمة السودانية وتبادل الطرفان الرؤى حول الحلول، للملف الانساني وإيصال المساعدات والحل السياسي.

واتفق الطرفان على تسهيل ايصال المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحكومة وفي مناطق سيطرة الحركة بشكل فوري كل طرف في مناطق سيطرته.

كما اتفقا على عقد اجتماع خلال أسبوع لوفد من حكومة السودان ووفد من الحركة الشعبية شمال للتوقيع على وثيقة خاصة بالعمليات الإنسانية في المنطقتين.

وصرح توت قلواك مستشار الرئيس سلفاكير للشؤون الأمنية بان رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو أكد جاهزيته لاستقبال اي وفود شعبية للتفاكر حول الحلول للازمة في كل السودان.

وقال ان اللقاء تناول حل الأزمة في السودان والملف الإنساني وتم الاتفاق على إيصال فوري للمساعدات الانسانية في مناطق سيطرة الحكومة وفي مناطق سيطرة الحركة الشعبية في المنطقتين على ان يلتقي خلال اسبوع وفد لاقرار وثيقة تحدد كيفية إيصال المساعدات.

مبادرة السلام

وكشفت مصادر جنوبية رفيعة المستوى، لـ”الكرامة” ، السبت،ان دولة جنوب السودان طرحت مبادرة لـ”إحلال السلام ووقف إطلاق النار بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع

وأشارت المصادر، إلى أن لقاء ” سلفاكير _كباشي” ناقش مبادرة دولة جنوب السودان لإنهاء الحرب، والتي تشمل وقف إطلاق النار في أنحاد البلاد، وتتضمن إجراء محادثات سياسية تشارك فيها جميع الأحزاب،لإنهاء ازمة السودان

ونقلت المصادر تأكيد سلفاكير، على “ضرورة تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية لإحلال السلام والاستقرار،و حرص بلاده التام على إستباب الأمن في السودان وسعيها الجاد لإيجاد حل للازمة الراهنة التي يمتد اثرها السالب على الأوضاع بجمهورية جنوب السودان

وفي وقت سابق، نقل عن وزير شؤون الحكومة في جنوب السودان مارتن إيليا لومورو قوله إنه “من المعروف أن الرئيس كير هو الشخص الوحيد الذي تجمعه خصوصية معينة ومعرفة بالسودان، ويمكنه إيجاد حلّ للأزمة السودانية”.

دور جوبا

وقال مسؤول ديلوماسي رفيع فضل حجب اسمه،لـ”الكرامة”، ان جوبا تبحث عن دور فعال لها في إيقاف َ الحرب السودانية من خلال كسب ثقة مختلف الأطراف للقبول بوساطة جنوبية في ملف يهمها بشكل مباشر لاعتبارات أمنية واقتصادية

وأشار إلى أن الأزمة السودانية تهم جوبا ، وعلى دبلوماسيتها أن تلعب دورا مهمّا، لأن السودانيبن لديهم ثقة في جوبا،وقد اوضح ذلك وزير الخارجية السابق علي، الصادق، حين قال :”ان جنوب السودان هو أفضل بلد مخول القيام بوساطة بشأن النزاع في السودان، لأننا كنا بلدا واحدا على مدى طويل ونعرف بعضنا بعضا، نعرف مشكلاتنا ونعرف حاجاتنا ”

ويعتبر الدبلوماسي أن احتضان جوبا لمفاوضات السلام، يمكن أن تحقق من خلاله مصالح ذات أبعاد أمنية واقتصادية،واستتباب الأمن في السودان لا يمكن إلا أن تستفيد منه جوبا في المقام الأول، ، فالخرطوم سوق مهم جدا، وسيستمر تدفق صادر البترول الجنوبي دون توقف، فضلا عن تعزيز التبادلات التجارية”.

ملفات الحرب

من جانبها، تقول الكاتبة الصحفية أمل ابوالقاسم لـ”الكرامة”، ان زيارة عضو السيادى نائب القائد العام للجيش الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي الى عاصمة دولة جنوب السودان جاءت على نحو مفاجئ، لكنها قطعا لا تخرج عن ملفات الحرب الدائرة في السودان منذ ابريل 2023م سيما وان جوبا من اقرب دول الجوار الى السودان، كما ان الكباشي الأكثر إطلاعا بملفات علاقات البلدين منذ انخراطه فى عمليات السلام ابان فترة حكومة د. حمدوك الانتقالية.

وتضيف :ظاهر الزيارة جاء عن بحث البلدين سبل إحلال السلام ودور جوبا في ذلك فضلا عن إسهامها في عملية إيصال المساعدات الإنسانية سيما للاجئن في بلادهم، لكن بالقطع ان ما خفي أعظم.، صحيح ان الكباشي هو من يمسك مع آخرين بملف السلام في الحكومة السابقة قبل والآن بعد الحرب ومتابعة مسار جدة والذي يجري الحديث حوله مجددا رغم عدم رد قيادة الجيش حوله حتى الآن و ربما كان الأمر ضمن أجندة الزيارة.

وتابعت أمل: ربما كذلك ناقش السودان دولة جنوب السودان حول ما يتردد عن دعم جوبا للتمرد بشكل أو بآخر وربما لدى السودان ما يشي بذلك. وفي إطار دعم جوبا للدفع بعملية السلام فقد سبق لها ان تبنت عملية السلام مع اطرافه من الحركات المسلحة، وبالرغم من أن القضية تختلف هذه المرة إلا انها يمكن ان يكون لها سهمها المقدر لما يربطها بقائد قوات الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو حميدتى والخيوط الرفيعة التى تربط بينهما الآن

منبر دولي

من جانبه، قال المحلل السياسي محمد ادريس، إن زيارة الفريق اول، كباشي لاتخلو من طابع انها زيارة روتينية في إطار العلاقات الازلية بين البلدين، ولا اعتقد ان جوبا يمكن ان تلعب دور مهما في إيقاف الحرب، باعتبار ان هنالك مبادرة ومنبر دولي بدعم امريكي سعودي لعملية إيقاف الحرب

واضاف لـ”الكرامة” :جوبا تبحث عن تعويض خسائرها، فتكلفة حرب السودان كانت كبيرا عليها،خصوصاً ملف البترول والتجارة، والتبادل في المناطق التجارية المتاخمة وغيرها من الملفات

واشار ادريس إلى تاثير الخرطوم علي جوبا ابان أزمة الفرقاء، وانها لعبت دور بارز في رعايتها للحوار بين الفرقاء وعملية احلال السلام في الجنوب، وقد عاد د. رياك مشار ورفاقه للحكومة التنفيذية واستقرت الاوضاع بفضل تدخل الخرطوم

واوضح ان هنالك نقاط تبحث عنها القيادة السودانيةَوهي ان لاتكون جوبا معبراً أو لاتكون جزء من مؤامرات تحاك ضد السودان في المحافل الدولية،، منوهاً إلى ان الحرب سوف تحسمها القيادة السودانية سواء كان ذلك على الصعيد العسكري او السياسي، وبالتالي كل الاوراق هي اوراق سودانية بامتياز وتمتلكها القيادة وستعمل على حلها، وسيصبح تاثير جوبا محدود في هذا الأطار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى