تقارير

زيارة الوفد الروسي.. مكاسب عسكرية وإقتصادية

تقرير - صوت السودان

ختم الوفد الروسي رفيع المستوى بقيادة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والوفد المرافق له زيارته للسودان، وسط تفاؤل كبير بإنطلاقة العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، حيث التقى الوفد برئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ونائبه مالك عقار وعضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ووزراء الخارجية والمعادن، حيث كانت الملفات العسكرية والإقتصادية والتعدين حاضرة في مباحثات الوفد مع المسؤلين السودانيين.

ويرى خبراء أن الزيارة حققت إختراقاً كبيراً في علاقة الخرطوم وموسكو، متجاوزة بالخرطوم مخاوف علاقة فاغنر بالمليشيا، ومطمئنة لتردد موسكو إزاء العلاقة بين السودان والدول الغربية.

دعم عسكري وإقتصادي

وكشفت مصادر ل(الكرامة) عن تقديم روسيا دعم عسكري للسودان وإعفاء 19 مليون دولار من ديون موسكو العسكرية علي الخرطوم.

وأكدت أن هذه القرارات جزء من مكاسب زيارة الوفد الروسي بقيادة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ولقائه بقادة الدولة.

وأضافت المصادر أن موسكو قررت منح السودان “3” سفن قمح خلال شهر مايو، بالإضافة إلى تعاون سوداني روسي جديد في مجال المعادن.

تسليح الجيش

ويقول الخبير العسكري اللواء “م” عبد الحليم محجوب، في حديثه ل(الكرامة)، إن العلاقة بين الجيش السوداني والروسي قديمة ومتجذرة، لافتاً إلى أن تسليح الجيش السوداني روسي وبدأ منذ عهد الإتحاد السوفيتي، ونبه محجوب الى ان جيش السودان يمتلك ترسانة من الأسلحة الروسية وأن التعاون العسكري بين البلدين سيسهم في تحديث وصيانة الأسلحة والطائرات الروسية (الميج) و(السوخوي) وغيرها من الأسلحة، بالإضافة إلى توفير الذخائر للجيش السوداني الذي يخوض معركة الكرامة ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة والغزو الإقليمي الذي تتعرض له البلاد.

وأكد محجوب أن الزيارة على المستوى العسكري حققت أغراضها وينتظر أن تحدث فارقاً كبيراً على مستوى المعركة خلال المرحلة القريبة المقبلة.

ويضيف محجوب بأن روسيا متطورة عسكرياً وأستطاعت كسر شوكة الدول الغربية وقال إن دخولها في الملف السوري رجح كفة نظام الرئيس الأسد وانتصرت على الغرب، وبين أن لها مصالح في المنطقة ستدافع عنها.

مخرجات مهمة

ويؤكد الخبير الدبلوماسي السفير السابق العبيد أحمد مروح في تعليق ل(الكرامة) أن زيارة نائب وزير الخارجية الروسي لبورتسودان أتت في توقيت مهم للبلدين، وبالنظر إلى برنامج الزيارة والقضايا التي بحثها المسؤول الروسي الرفيع ووفده المرافق واللقاءات التي أجراها مع رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ومع نائبه ومع نائب القائد العام للقوات المسلحة ومع وزير المعادن، فضلاً عن استمرار الزيارة ليومين، كلها تعطى أقوى المؤشرات على أن الزيارة غطت جميع مجالات الإهتمام والعمل المشترك.

ويضيف مروح بالقول : لقد أكدت الزيارة على التنسيق السياسي في المحافل الدولية وعلى الجوانب العسكرية والإقتصادية التي يستند فيها البلدان إلى رصيد كبير من الشراكة والتعاون.

وأردف مروح، بالقول لا أستبعد أن تكون الزيارة قد بحثت دوراً روسياً في وقف الحرب في السودان من خلال علاقات روسيا مع الأطراف الإقليمية المتحالفة مع متمردي الدعم السريع.

ومن المرجح أن تبدأ نتائج هذه الزيارة في الظهور خلال الفترة القادمة على عدد من الأصعدة.

موسكو تغير المعادلة

ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية الدكتور شمس الدين الحسن في حديثه ل(الكرامة)، إن الزيارة كانت ناجحة ويتضح ذلك من حجم الوفد وطبيعة تشكيله، وقال الحسن في تقديري موسكو قادرة على تغيير المعادلة الدولية والإقليمية في حرب السودان، وأشار الحسن إلى أن لروسيا مصالح ولكنها ليست ذات مطامع إستعمارية أو أجندة أيدلوجية كما هو الحال بالنسبة للغرب، وأبان أنه من هذا الباب تعزيز وتطوير التعاون مع موسكو أفيد للسودان وسيحافظ على سيادته ويتم التعاون في إطار تبادل المنافع، والمصالح المشتركة وأضاف الحسن بأن روسيا لديها نفوذ ودور في المؤسسات الدولية وقادرة على التأثير في ملف الحرب وعلى المليشيا وداعميها سوا أن كان ذلك بوسائل ضغط أو دعم عسكري مباشر.

وقال على الحكومة متابعة الملفات التي اتفق عليها في زيارة الوفد على أن يتبع ذلك زيارة وفد رفيع من السودان لروسيا لتنزيل الاتفاق على أرض الواقع، وقال الحسن لاحل إلا بتجاوز انتظار الغرب فهو ضالع في المؤامرة الحالية وليس حريصاً على الحل ولا سيادة السودان.

إستراتيجية الروس

ويقول القيادي بحزب البعث السوداني محمد وداعة بأن زيارة مبعوث الرئيس الروسى للشرق الاوسط و افريقيا ميخايل بوغدانوف الى السودان فى وقتها تمامآ ، و لعل أهم مخرجاتها إعلان بوغدانوف دعم بلاده لسيادة السودان و الشرعية القائمة و رفض التدخلات الاجنبية فى شؤونه ومخططات تمزيقه.

ويضيف وداعة، بوغدانوف هو ممثل الرئيس الروسي و لذلك فان هذه الزيارة و على هذا المستوى حققت اهدافها للجانبين ، و لا يقلل من ذلك اثارة التكهنات و التحليلات بأن القاعدة الروسية كانت حضور فى الزيارة ، والمسؤولين الروس يعلمون ان القيادة السودانية وفقآ للوثيقة الدستورية الحاكمة ليست مفوضة بالتصديق النهائى على منح القاعدة البحرية ، فهذا أمر تقرره السلطة التشريعية .

وأضاف الخبراء الروس يدركون تماماً إن حرب مليشيا الدعم السريع المدعومة من الامارات و امريكا و بريطانيا و فرنسا و دول افريقية هدفها الاستيلاء على السودان بكامله ، ومن ثم السيطرة على ثرواته و موقعه الاستراتيجى ، بجانب أن الإهتمام بقاعدة عسكرية على البحر الأحمر محاولة للاستهانة بالتهديدات الكبيرة التى تواجه السودان ، و احتمال احتلاله و تحويله الى قاعدة عسكرية غربية فماذا تكون قيمة قاعدة عسكرية.

وقال في إعتقادي إن استراتيجية الروس تقوم على الحيلولة دون سقوط السودان تحت الاحتلال أو النفوذ الغربي، و تحويله بالكامل الى مستعمرة غربية ، لمواجهة الوجود الروسى فى شمال ووسط و غرب افريقيا ، و روسيا تدرك ان استمرار وجودها فى افريقيا رهين ببقاء السودان خارج مظلة النفوذ الغربى ، من الطبيعي أن تكون المصالح المشتركة وراء التقارب بين البلدين، حيث إن القيادة السودانية تسعى إلى تعاون عسكري يعزز الوضع القتالى للقوات المسلحة، لا سيما ان غالبية أسلحتها وخصوصا الطيران و الدبابات روسية المنشأ.

عليه فان اثارة وضع فاغنر ، وتقاطعات العلاقات الروسية الاوكرانية فى السودان ، لا يمكن مقاربته أو بحثه فى هذه الزيارة الخاطفة ، و بلا شك الجانبين يدركان أهمية حسم الملفات بشفافية ووضوح يعزز الثقة بينهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى