صبري محمد علي يكتب.. كبير يا غندُور
خاص بـ{صوت السودان}
شاهدت واستمعت للحوار (الإسفيري) الذي أجراه المُهندس عبد المجيد قرشي محاوراً للبروف إبراهيم غندور
الحوار كان ……
عبر منتدى الثقافي لجنوب (كالفورنيا) هذا المُنتدى لا ينتمي لأي جهة سياسية
(هكذا عرّفه المُقدِم)
الحوار الذي لم يتجاوز ال (٢٨) دقيقة كان دسماً ثراً
(البروف) غندور ….
و كعهدنا به بدأ واثقاً وهو يستجيب لدعوة شخص لا يعرفه
فكانت إجاباته شامله مُستحضرةً للماضي و التاريخ
و بالتاريخ ….
كان يُحدد أنه قال كذا ل(قناة الحُرة) بتاريخ كذا مثلاً
الباشمهندس ….
المُحاور بدأ لي انه لا يحمل أي اجندة سياسيوة و لم تبدو عليه أي إنفعالات كان مُهذباً حيياً وهو يطرح الأسئلة التي لم تتعدي السبعة أسئلة على ما أعتقد
ما اود التعليق عليه هو سؤال ….
بعد حكم الإنقاذ (٣٠) سنة وما حدث من إنتهاكات بخصوص حُقوق الإنسان ودارفور وإنفصال الجنوب لماذا لم تقدمون إعتذاراً للشعب السوداني ؟
في حين أن المؤتمر الشعبي قد إعتذر عن إنقلاب (٨٩) وحميدتي أيضاً قد إعتذر للشعب السوداني
هذا كان سؤال المُهندس عبد المجيد
إجابة (البروف) غندور …
قال إن الإعتذار لربما يكون بصورة شخصية ولكنه لم يسمع بنظام إعتذر عن أخطائه وإن كان الأمر كذلك فلتجلس جميع الأحزاب التي حكمت السودان و ليعترف كل بأخطائه وليعتذر الجميع
(تقريباً كان هذا ملخص)
الاجابة على الشق الاول من السؤال أما عن إعتذار المُؤتمر الشعبي فقال يعتقد أنه جاء من باب (المُكايدة السياسية)
اما عن إعتذار (حميدتي) فقد إستهجن التوصيف وقال انه كلام لا يجب التحدث عنه
سؤال آخر (برأيي) كان مُهماً وهو
الخلط بين (إيقاف الحرب)
و(لا للحرب) فقد أبان السيد غندور الفارق بين الجُملتين وقال إن
(لا للحرب) يجب أن تُقال قبل إندلاع الحرب وأبان في ذلك مساعي المؤتمر الوطني مع الامام الراحل الصادق المهدي منذ العام ٢٠١٩م واسهب في سرد تفاصيل تلك الجهود
اما جُملة (إيقاف الحرب) فقال نعم يجب أن تتوقف الحرب وأن تُعالج الأسباب التي ادت لإندلاعها حتى لا تتكرر مرة أخرى .
سؤال آخر ….
حاول فيه المحاور أيضاً بقصد او بغير قصد الخلط بين خطاب الكراهية و ما أسماهُ ب (تجييش الشعب) !
وهنا أيضاً أبان (البروف) وعرف كل عبارة في قالبها الموضُوعي الذي يراه
حقيقة كان حواراً ….
تمنيت لو إمتد لساعات لما فيه من الفائدة وموضوعية الطرح وليت المُحاور
(ولعله حديث عهد بالحوارات) ليته لو ملأ كنانته من سهام الأسئلة الساخنة
حتى يزيل كثير من اللبس
غندور قال ….
إنه قيادي بالمؤتمر الوطني و لكنه يتحدث بصفة شخصية لعلمه أن للحزب مواعين التكليف والتحدث ولا يريد أن يتجاوزها باي حالٍ
ما قد أختلف فيه مع (البروف)
هو حالة الخطاب التصالحي العميق الذي تحدث به للمنبر
فقد يكون هذا مقبولاً لمن يجلسون على المقاعد الأمامية من قادة الحزب
ولكن ماذا عن الشباب …
هل يعتقد (البروف) أن مثل هذه النبرة الهادئة و العقلانية سيقبلها شباب الحزب في مقبل الأيام وهم يرون بأم أعينهم
شيوخهم وقادتهم يُذلون و يُسجنون ويمُوتون قهراً ومرضاً داخل سجون (قحت)
فهل سيمُر هذا بدون عقاب و قِصاص؟
أعتقد جازماً …
أن حزب المُؤتمر الوطني
سيعود بعد تجاوز هذه المحنه وهو مُخرج ذراعه الأيمن وسيرمل في (الطواف السياسي) و بقوة
ستتغير ….
كثير من المفاهيم والعبارات
سيكون هناك (صعاليك إسلاميون) وسيخاطبوا كل فئة بما تفهم من اللغات والمفردات (جغم ، بل ، فتيل) أحصي ما شئت
فلن يكُن شباب المؤتمر الوطني كما كانوا قبل سقوط حكمهم
بعد ما قدموا كل هذه العقلانية بعد أن اكتشفوا أن (قحط) لا تفهم هذه اللغة الوطنية الراقية .
سأعود لسؤال الإعتذار ….
فلو وُجه ليّ السؤال لأجبت بالآتي ….
أووول حاجة (حا) أخت لي سَفّه كاربة وأنفض راحتي يدي الاثنين من بقايا التُمباك
ولأعدت السؤال لمُحاوري ….
يعتذر عن ماذا ؟
عن الرغيفة أم نُص جنية!
ام عن الدولار أبو (٤٧) جنية
أم عن (أملأ التنك) والفطور غندهار
أم عن مطاعم الخرطوم الساهرة حتى الثالثة صباحاً
يعتذر عن ماذا ؟
عن الأمن ؟
أم عن خلو مضابط الشرطة من جملة (قيدت ضد مجهول)
أم عن المواصلات والأسواق
فعن ماذا يعتذر المؤتمر الوطني ؟
عن التصنيع الحربي يا تُرى؟
أم عن الصافات وجياد
أم عن طيران الشرطة
أم عن بترول عوض الجاز
أم عن (جزمة) البشير التي كان كابسه على أنفاس الصلف الغربي والصهيوني
فعن ماذا يعتذر المؤتمر الوطني؟
عن (٣٠٠) طن من السكر تلاشت الي (٨) طن في أحسن الحالات .
ام عن (٩٠) طن من الذهب كانت تنتج سنوياً …
ياخ أقول ليك حاجة …!
(سامحني غلطان بعتذر)
بس رجعوا لينا رغيفتنا الزمان
(حسبي الله ونعم الوكيل)
الثلاثاء ١٣/فبراير ٢٠٢٤م