أول بطانية وزعتها في مبادرتي (دفِّيني) كانت في شهر ديسمبر من العام 2014م لأطفال يتامى في مدينة سوبا ، بدأتها ب (25) بطانية ومع نهاية الشتاء، كنت قد أكملت توزيع قرابة 1,300 بطانية غير الملابس الشتوية، وكان وقع ذلك كبيراً وعظيماً في نفسي، مما جعل المبادرة حيةً لا تموت طيلة عشرة أعوام خلت.
الآن وفي هذا العام؛ عام الرمادة، عام الحزن والحداد، عام النزوح واللجوء، عام التشرد والسواد، عام القهر والمعاناة، عام الذل والمسغبة والحرمان، عام بؤس الشعب و ضحكات الزعماء، عام انكسار النساء وقهر الرجال، وعام المستقبل المعتم والأفق المسدود.
في هذا العام، ومع كل شيء، وأي شيء، لا نملك إلا أن نفتح نفاجاً للأمل وطاقة للعشم ونواصل مساعدة شعبنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ، نحاول عبر مداد وحبر وقلم وقرطاس أن نجمع الأغطية و نصد الرياح و نقاوم الصقيع و ننشر الشمس
إنه الشتاء يا رفاق … ذاك الذي لا يُجامل ولا يُداهن ، يجتاحنا بقسوة وعنف دون أن يطرق الأبواب ، أو يستحي من أجساد عارية من الطمأنينة .
شتاء مختلف افتقدت فيه الأسر دفء البيت والعشيرة، افتقدت النوافذ المغلقة والأمان ، نار التدفئة والطمأنينة ، كوب الحليب الدافئ والعشاء الساخن ، راحة البال وشاي اللبن الطاعم، الأغطية الناعمة والاستقرار .
شتاءٌ جاء مشرعاً كل النوافذ والأبواب نحو السراب؛ جوع ونزوح ، إهانة ورهق و انكسار، جاء الشتاء و جئنا نحن ، جاء الصقيع وجاءت مبادرتنا، جاء البرد و وصلت (دفِّيني) لتكمل عامها الحادي عشر في تدفئة المحتاجين.
هذا العام (دفِّيني) لشراء (سويترات) لجنود القوات المسلحة في خطوط القتال الأمامية ، (دفِّيني) لتدفئتهم و جبر خاطرهم في الارتكازات و في مواجهة المليشيا ، لا نستطيع حمل السلاح معكم ولا القتال إلى جانبكم أو إشعال النار لتدفئتكم ولكنا نراهن على قلوب تحملكم شهداءَ وأحياءً و مواطنين مؤمنين بجهادكم و بذلكم .
معاً لتدفئة جنودنا، معاً لصد الزمهرير عنهم، معاً لحمايتهم من قنَّاصة البرد ومليشيا الشتاء،
معاً أيضاً لتوزيع بطاطين على النازحين في معسكرات الإيواء و مخيمات النزوح.
خارج السور:-
شيوخ وأطفال نازحون و جنود مرابطون في الثغور في انتظار قلوبٍ ما زالت تنبض بالخير …… (دفَّوهم)