ليس المستفز رحلات التسفار خالية الوفاض ولا الابتسامات المستهلكة أمام الكاميرات ولا التصريحات المتأرجحة ذات اليمين وذات الشمال ولا حتى اضطراب دولاب الدولة .
ولكن الموجع حقاً مظاهر اللامبالاة والتحليق بعيداً عن معاناة الشعب ، أن تنام آمناً و الشعب مسهَّدٌ بالمسيَّرات و تتخم وجبةً مكتملة البروتين والنازحون التصقت أمعاؤهم بالعدس، تدير التكييف أو تشعل التدفئة والملايين يضحك الشتاء ويقهقه على عُريًهم .
أتعلم السيد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني لماذا يحتفي بك بعض المواطنين في الشوارع والمناسبات والطرق يلوِّحون لك و يصافحونك ويلتقطون معك الصور..؟
ذلك أنهم يشعرون بك بينهم ومعهم في الأحياء والبيوت تجلس على الأرض وتحتسي القهوة ، تشاركهم النكسة والحزن والآمال والأحلام المؤودة في بيوتهم …وهكذا كلما نزلت إليهم اقتربت منهم و كلما ابتعدت ب( بوت) جديد وسيارة حديثة وقصر مشيد وبئر معطلة كلما تضاءلت .
الفريق البرهان قل لرجال البروتوكول عندك إن راق لهم بوتٌ جميلٌ وأرادوا أن تنتعله فأخبر إعلامك أن هذه ليست الصورة التي ينتظرها السودانيون في نكبتهم و وجعهم وقهرهم و معاناتهم .
أوَتعلم …. يمكننا الصمت شهوراً قادمات في انتظار النصر في سبيل وحدة قواتنا المسلحة ولكني أعجز عن الصمت عند استفزاز المواطن بصور يطبل لها المرجفون من حولك و يصفقون لك قائلين (البرهان يا عمك يا ملك التقفيل).
بئساً لهؤلاء المنتفعين، إنهم مثل شعراء الجاهلية يتبعهم الغاوون، وفي كل واد يهيمون، ويقولون ما لا يفعلون ينشدون لمن يدفع أكثر و قد انشدوا للذين من قبلك وسينشدون لمن بعدك …وترويجهم لمثل هذه الصور يخصم منك ولا يضيف.
أتعلم ما الذي استفزني في بوتك البراند الجديد؟ استفزني شراؤك لبوت جديد وشعبك حافٍ ….!!.استفزني بوتٌ في موسم العقارب!
أتعلم ما هو موسم العقارب ….؟؟؟
هو الموسم الذي تخرج فيه العقارب الهجين التي جاءت نتاج تلاقح ما بين عقارب سد مروي و عقارب الصحراء فانتجت عقرباً هجيناً لدغتُه تؤدي فقط إلى المقابر في غياب المصل .
أتعلم بأعداد الأطفال الحفاة العراة في ولاية نهر النيل والولاية الشمالية الناجين من ميليشيا الدعم السريع و الموعودين بلدغات الفجر ..؟
ريثما ينتصر جيشنا الذي نثق به وجنودنا الذين نعشق التراب الذي يسيرون عليه ، ينبغي على وزارة الصحة عندك أن توفر بطاريات الأشعة فوق البنفسجية للنازحين ومعها أمصال العقارب،
وعلى طاقمك في البروتوكول و الإعلام إن كانوا لا يشعرون بمعاناة المواطنين، فعلى أقل تقدير أن يُبعدوا الصور المستفزة عنهم.
*خارج السور :*
كم هالك من مرتزقة ميليشيا الدعم السريع قُتل وهو يرتدي بوتاً ماركة Belleville ؟ و كم جندي من جيشنا العظيم اُستشهد وهو ينتعل سفنجة؟