تساؤلات متواصلة على هاتفي و منصاتي في السوشيال ميديا استغربت غياب مبادرتي (وصِّلني) لترحيل طلاب الشهادة السودانية مجاناً لمراكز الامتحانات هذا العام .
التساؤلات منطقية وصائبة، فإذا كانت الحاجة لـ(وصلني) ملحِّة خلال السنوات الأربع الماضية من عمر المبادرة فإنها في عام الرماد هذا أكثر إلحاحاً وطلباً والطلاب أكثر حاجةً لها .
ولكن (وصِّلني) مثل الزواج؛ الأصل فيها الإشهار والإعلان تحت ضوء النهار و أعين الناس ومظلة الشمس .
في (وصِّلني) أخرج يومياً عبر الإذاعة والتلفزيون والصحف لأعلن عن مراكز الامتحانات وعن أماكن تجمعات الطلاب وعن خطوط عمل البصات المنضوية تحت المبادرة والتي تقارب الـ200 بص، بصات نعلق الإستيكرات عليها والأشرطة الحريرية الحمراء لتعلن للجميع أن بداخل هذا البص طلاباً يتم ترحيلهم مجاناً .
بصات من شركة مواصلات ولاية الخرطوم وبصات تابعة للقوات المسلحة السودانية و بصات جهاز الأمن والمخابرات العامة و وزارة الداخلية و كل دوريات الشرطة والمرور و شركة سوداني وأصحاب البصات السفرية في القطاع الخاص حدباي وغيرها إضافة إلى عشرات الآلاف من سيارات المواطنين .
كل ذلك نعلن عنه بصورة مستمرة و تحديث دائم و بتنسيق كبير مع وزير التربية والتعليم الراحل الحوري، رحمه الله رحمة واسعة وغفر له بقدر جهده وجهاده في سبيل التعليم، الحوري كان يقوم بتمليكنا مواقع مراكز الامتحانات فيسهِّل عملنا في ترحيل الطلاب و وصولهم قاعات الدراسة قبيل جرس بداية الامتحان.
بكل هذه المعطيات تعمل (وصِّلني) فكيف لها أن تعمل و تعلن عن مراكز الامتحانات واللوكيشن و حركة البصات و أماكن الطلاب و هنالك ميليشيا تشادية من المرتزقة تتربص مسيَّراتها في انتظار معرفة مركز أو تجمُّع للطلاب لتضرب تأمين الشهادة و تصيب أبناءنا في مقتل .
(وصِّلني) مبادرة تعمل في وضح النهار بصوت عالٍ ولا يُناسبها الهمس و الوسوسة، لن تكْمل عملها كما كانت في ثماني نسخ لمدة أربع سنوات في ظل وجود الأعين المتلصِّصة و الجدران المثقوبة و الملاعين من المتعاونين مع مليشيا الدعم السريع.
عزائي في غيابي هذا العام التقاطُ جهاتٍ أمنية قفاز المبادرة وطرحها (وصِّلني) على طريقتها من جهاز المخابرات والشرطة السودانية والمرور والجمارك، وهي بالتأكيد لديها من الإمكانيات والقدرة ما تستطيع به توفير أقصى درجات التأمين والسلامة أكثر من سهير.
خارج السور:
نسأل الله أن يحفظ الطلاب والطالبات وأن يكمل الجلسات على أفضل حال وأن يُبعد أعداء النجاح و لصوص الفرحة عن قاعات الامتحانات.