الكتاب

نبض للوطن .. أحمد يوسف التاي : واقترب الوعد الحق

خاص - صوت السودان

(1)

 الكوارث والأزمات مثل أجنحة الذباب، تحمل الشر والخير، ولاشك أن الحربُ من ذاك، إذ تستبطنُ خيراً لن نراه الآن لأننا مشغولون بويلاتها وأوجاعها وتبعاتها الجسام، ولأننا ما زلنا تحت تأثير صدمتها ولم نفق بعد ، لكن بقليل من التفكير والتدبُّر في قضاء الله سيدرك الإنسان أن هذا الضيق سيعقبه فرج كبير، وأن بعد العسر يسرا ولا شك في ذلك أبداً ، وهل يعقبُ الظلامُ إلا الصبحَ والإشراق..

(2)

التغيير الكبير الذي يحدث في حياة الشعوب والأمم تسبقه في الغالب أزمات وكوارث عنيفة، ومصائب جسام هي وحدها القادرة على وضع الفواصل بين ما كان قائما مقوت وماهو جديد مطلوب…

  المشاريع النهضوية الكبرى والحضارات العريقة والأمجاد الباذخة لم تقم أعمدتها إلا على أنقاض ما سبقها من حضارات وأمجاد استنفدت عمرها لترحل غير مأسوفٌ عليها ..

والإصلاح الشامل يستعصى عليه التقدم خطوة إلا بعد إزالة العقبات والعوائق التي تضعها في طريقه الأوضاع المراد إصلاحها..وهذه العقبات تحتاج إلى هزة عنيفة بحجم الإصلاح المطلوب الذي سيقطع دابر كل ماهو باطل وفاسد،

 وسيضع الإصلاح المعالجات لكل الإختلالات والتشوهات وصولا لمرحلة الإصلاح الشامل، حيث سيادة القانون وبسط العدل، وتحقيق العدالة الإجتماعية، والحريات ،حيث لا أحزاب فكة، وهنابيل وخيال مآتة ولاساسة مستهبلون ولا قادة انتهازيون ولا استهبال واستغفال للشعوب الحرة..

(3)

 شكلت حرب ابريل مرحلة جديدة في تأريخ السودان ، وفتحت صفحة ناصعة لم تسوّد بعد، واحدثت نُقلة كبرى في مفاهيم السياسة والوحدة الوطنية ومتطلبات الأمن القومي والاستقرار وأسس الحكم الرشيد المنشود..

(4)

دقت حرب ابريل ناقوس الخطر بصورة عنيفة، ونبهت بقوة لمشروع استئصالي يتخطى الإقصاء والعزل إلى إلغاء الآخر المستهدف، وإن كان هذا المشروع يطوف بأذهان الناس فيطردون الظنون بحسن نية أو بسذاجة أو غفلة، حتى رأوه رأي العين..

(5)

فشلُ المشروع أعلاه مع لفت الأنظار إلى مخاطره ،سيُوجد الأرضية المناسبة ويخلق الفرص المواتية لبناء مشروع وطني جديد يسد كل الثغرات التي يتسلل منها الخطر والإسترخاء، ويشحذ العزائم لنهضة تقوم على تعزيز الأمن القومي وسيادة القانون وإغلاق كل أبواب التكسب السياسي التي دخل منها عطالى السياسة وأمراء الحرب والانتهازيون الذي فتحوا ابواب الوطن للعمالة والارتزاق بل جعلوا منه مزاد عالمي لمن يدفع أكثر، حتى كدنا أن نفقده بالمرة لولا لطف الله.. ومن هنا لابد من إصلاح شامل يجوس خلال ديار الأحزاب السياسية أولا لأنها رأس الرمح في أي إصلاح فهي كالمضغة في جسد الساحة السياسية إن صلحت صلح العمل السياسي وانصلح الوطن كله وإن فسدت فسدت الساحة السياسية والوطن..

(6)

حرب ابريل وماجرى فيها من فصول مأساوية كانت علامة فارقة بين أصحاب المواقف الوطنية الحقيقية، وأصحاب المصالح الشخصية، كما نزعت الحرب أوراق التوت من أصلاب أهل الزيف وتركتهم في العراء يستدبرون ضوء النهار، ولا سيما أرباب خطاب الكراهية وجهابذة العنصرية الذين كانوا يتخفون وراء العبارات حمالة الأوجه، ولكن الله أبى إلا أن ينزع عنهم القناع الزائف وماكنا سنعرف حقيقة هؤلاء الذين كانو فينا حتى يوم أمس (كبارا) لولا هذه الحرب، ألم أقل أن الحرب رغم ويلاتها تستبطن خيرا كثيرا…

(7)

وأخيرا إن كان الشعب السوداني خسر لعاعاً من متاع الدنيا او نفساً دافعت عن عرضها وشرفها ثم ذهبت شهيدة،فإن مشعلو الحرب والخائضين فيها بالإثم والعدوان قد خسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين…

اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع التي تحبُ أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى