كلام بفلوس | صرخة تنبعث من داخلى لتتفجر فى عمود كلام بفلوس لشباب اليوم !!!
تقف كلماتى حائرة وتتبعثر أوراقى وتنبعث من أعماقى صرخة مكتومة .. مضى زمن طويل على آخر مرة عانق فيها قلمى صفحات أوراقى متحدثا عن ( شباب اليوم) شعور غريب يجتاحنى وأنا أمسك بالقلم بعد فترة صمت انتابتنى وأنا أنظر إلى وأقع شباب وطنى نظرة تمزق أنياط قلبى .. أرى بعض من هؤلاء الشباب وقد ذاب فى مجتمع غير مجتمعه وتمسك بتقاليد غير تلك التى تربى عليها أباؤه وأجداده .. تساؤلات شتى تدور بخاطرى عن واقع شباب فرقة الاغتراب والهجرة خارج الوطن .. شباب أصيل لكن عبث به الزمن وجعله بعيدا عن الديار والوطن .. لا أدرى لماذا خالجنى شعور قوى بالتردد قبل أن أمسك يراعى لا أناقش معك عزيزى القارئ قضية تهم كل شاب ( سودانى) لديه أقل قدر من الإحساس بالمسؤولية تجاه أسرته التى تعانى أصعب وامر صور المعاناة الحقيقية .
لقد ترددت كثيرا قبل أن أطرح قضية أعظم من أن يحتويها ورق وصفحات .. وأكبر من أن يصفها يراعى المتواضع .. قضية شباب الغربة .. بعض من هؤلاء الشباب الذين ذابت فى أيديهم قوالب كل حسب البيئة التى عاش فيها .. يعتريك الخجل والألم وأنت تنظر لحالهم وهم يرتدون تلك الملابس الضيقة وقص الشعر بطريقة مقززة ويضعون السلاسل فى أعناقهم .. هذه من ناحية ومن جانب آخر تشاهدهم يتسكعون فى القهاوى ومحلات الشاهى والقهوة .. وهكذا نراهم بحالة غريبة من الانفصام رغم كونه أصيل لانتمائه لوطنه إلا أن المكتسب من الغربة التى وجد فيها نفسه تطمس الكثير من أصالته المسلكية .. أنهم شباب ذهبوا ضحية ظروف قاسية نجمت عن تمزق كيانه الإجتماعى .. فمتى ينتهى الإغتراب وتأتى العودة زاحفة ليطرد النور الظلام .
ونظرا لما وصل إليه بعض هؤلاء الشباب من البعد عن الوطن أتتنى فكرة طرح هذه القضية عبر هذا العمود لمناقشة مصير هؤلاء الشباب الذين ذهبوا ضحية معاناة بعدهم عن الوطن .. إنها صرخة وجدانية تنبعث بداخلى لتتفجر فى عمود ( كلام بفلوس) كقضية وهى ذوبان الشباب السودانى وإنصهاره فى قوالب مختلفة وتأثير النشأة على سلوكياته .. ولمناقشة هذه القضية لإنقاذ الشباب الذى يعتبر اللبنة الأولى والأساسية لاعادة البناء والتعمير وتوحيد هدفهم والعمل يدا واحدة فى بناء هذا الوطن الشامخ طوبة طوبة والرقى به إلى أعلى مراتب السمو والإزدهار فهل هذا مستحيل .
نرجو من الله أن يوفق الجميع إلى ما نسعى إليه من أهداف سامية ونبيلة من أجل هذا الوطن المعطاء .. ثم إننى أريد منك أيها القارئ العزيز ان تدلوا بدلوك حول هذه القضية التى تهم الجميع..وكفى.
تاج السر محمد حامد