كلام بفلوس | الإختلاط والحرية ممنوعان لكنهما محببان للنفس البشرية !!
مدخل ،
كتبت عدة مقالات سابقة عن شروط خروج المرأة من البيت وشروط عمل المرأة وعدة مقالات أخرى فى هذا المجال .. ولكننى سمعت أحدهم يقول أن من يكتب تلك المقالات إنسان لم يفهم المرأة !!
وإنى أستغرب مثل هذا الرأى فلقد سمعته أكثر من مرة .. علما بأننى لم أكتب أى مقال إلا بدليل شرعى ولم يكن للرأى سوى قدر ضئيل !! .
فكيف أفهم المرأة ياترى؟
إذا كان الصحابة ونساء النبى وهم يمثلون قمة الإيمان والإلتزام خاطبهم الله فسالوهن من وراء حجاب .. ذلك أطهر لقلوبكم .. فما معنى هذه الأية ؟
مهما كان الإنسان سواء رجل أو إمراة ملتزما ووقع فى محظور الإختلاط وبدون الضوابط الشرعية فلابد ان يتدنس قلبه .. فكيف بنا نحن اليوم والنساء تبرجت تبرجا أشد من الجاهلية الاولى و95٪ من عمل المرأة بدون ضوابط شرعية ثم تدعى بعد ذلك أن القلوب لم تدنس !!.
الله سبحانه وتعالى يضع الوقاية قبل العلاج .. فكم حالة خيانة زوجية سببها الاختلاط ؟ كم حالة إغتصاب وهتك عرض أمام المحاكم فى أى دولة سببه الإختلاط ؟ كم فتاة ذهبت ضحية ذئاب بشرية وعاشت ذليلة بسبب الإختلاط ؟ كم جريمة حدثت وكان سببها الإختلاط ؟ كم حالة زنا يتم ضبطها ويتم تحويلها للقضاء وسببها الإختلاط ؟ كم عدد الأطفال اللقطاء؟ وكم وكم عدد لا يحصى من الخلل الإجتماعى والأخلاقى الذى نراه اليوم وسببه الإختلاط ؟!.
فماذا تريدون منا يا دعاة التقدم أن نكتب لنكون قد فهمنا المرأة ؟ هل تريدونا أن نوافق على عمل المرأة التى تعود لبيتها بساعة متأخرة ؟ هل تريدونا أن نوافق ان يكون مكتب المرأة العاملة مثل ( بيت العرس) يتجمع عندها سقط المجتمع والطامعين بها ؟
هل تريدونا أن نوافق ان يتسامر عندها الموظفين الرجال فى وقت فراغهم فتضحك لهذا وتبتسم لذاك .. هل تريدونا بسبب عمل المرأة أن يحصل معظم الموظفين على رقم جوالها بحجة العمل ويكلمونها فى البيت ؟
فإذا وافقنا على كل ذلك فهل نكون فهمنا المرأة ؟ إنى لا أكتب من الخيال بل من الواقع وماخفى كان أعظم .. وإذا كنتم لا تصدقون كلامى راجعوا ملفات القضاة فى أى دولة عربية واتحداكم ! فسوف تجدون أن معظم قضايا الأحوال الشخصية او القضايا الجنائية أو حتى جرائم الأحداث يكون الإختلاط سبب رئيسى مسبب لتلك الجرائم .. فكيف تريدونا أن نفهم المرأة .. لست ادرى لماذا هذا الكم الهائل من الغشاوة على عيوننا فالقرآن وأضح والسنة واضحة فلماذا المراوغة !!
نفهم المرأة وكأن المرأة كائن هبط من المريخ وليس بشر مثلنا لها شهواتها وغرائزها واخطاؤها .. نحن نريد للمرأة أن تكون طاهرة نقية من الدنس لا أن تكلم هذا وتراسل ذاك وتهاتف فلان وعلان .. فماذا تبقى لها من الأنوثة والخجل والبراءة .
لا نريد حرية المرأة التى تفقدها أنوثتها وخجلها .. لا نريد حرية المرأة التى تسمح لها بالصداقة مع الرجل وهى صداقة مزعومة فى نهاية المطاف سيقع المحظور هكذا أخبرنا الخالق وهو اعلم العالمين..
لا نريد تلك الحرية المزعومة التى ينادى بها الضالون والضالات لينالوا مآربهم بإسم الحرية .. فالحرية معناها أكبر وأسمى من تلك الحرية التى ينادون بها .
فالإنسان عندما يتحرر من عبودية الشهوات ويلتزم فإن إلتزامه حرية لأنه أعطاه مسمى إنسان وارتفع عن مرتبة الحيوان والشهوة الحيوانية .
الحرية الحقيقية هى التى تسمو بنا فوق الرذائل والموبقات فتسمو ارواحنا فنكون أحرارا بمعنى الكلمة .. الحرية الحقيقية أن أكون عبدا للخالق بكل اوامره وعندما اخرج عن نطاق عبودية الخالق فإنى أصبح عبدا للشهوات والنزوات والدنيا والمال وكل شى فأفقد المعنى الحقيقى لمعنى الحرية .
هكذا نحن نفهم حرية المرأة ونفهم المرأة .. فلسنا مثل الغرب ممن يعطون الحرية المزعومة للمرأة ويكون مصيرها الشارع فإن لم يكن الشارع فالذل والنبذ ينالون منها ما يريدون ويتركونها مثل أى حيوان أليف مرمى فى الشارع .
واخيرا اقول .. لقد وهب الله تبارك وتعالى الإنسان نعمة العقل وعليه ان يختار بها احد طريقين إما مجاهدة النفس الامارة بالسوء وإخضاعها لحكم العقل السليم .. واما ترك المجاهدة والإنقياد للنفس واهوائها وبذلك يصبح عبدا لها اسيرا ذليلا تجاه شهواتها .. وهذا هو طريق الإنحدار إلى اسفل سافلين .. الم يان للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ( صدق الله العظيم) والسلام على من اتبع الهدى .. وكفى .
تاج السر محمد حامد