الكتاب

أحمد يوسف التاي يكتب: على مشارف مدني الحبيبة

نبض للوطن

(1)
المعلومات المتواترة من مصادر متطابقة ظلت تؤكد منذ فجر اليوم أن قواتنا المسلحة باتت على تخوم مدينة ود مدني وتحكم قبضتها على المدينة من ثلاثة اتجاهات، فمن الجنوب يُحكمُ جيش سنار قبضته على قرى “الشُّكَّابات” ويقوم بتمشطيها ويتقدم منها بثبات نحو مدني، ومن المحور الغربي جيش المناقل يسيطر الآن على كبري بيكة سيطرة تامة ويتقدم في منطقة بيكة نفسها باتجاه المدينة التي لم تفصله منها إلا بضع كيلومترات، وأما جيش الشرقية يسيطر الآن على منطقة الشبارقة منها يحكم الحصار على مدني ويتقدم نحوها، وأما قوات درع السودان فقد أحكمت قبضتها على محلية أم القري تماماً، وبذلك فقد وضع الجيش المدينة تحت إبطيه، وبدا يرسل بصره نحو عناصر الميليشيا المذعورة التي بدت في تراجع وتقهر مستمر.
وبعد سيطرة الجيش على كبري “بيكة ” غرب مدني بمسافة 15 كيلو  تأكد  انسحاب الميليشيا الى كبري البوليس حيث تنتظر حتفها هناك.
مصادر ميدانية رفيعة أكدت لنا أن الجيش بات على مرمى حجر من مدني التي طوقها من ثلاث اتجاهات سبقت الإشارة إليها…إذ أن كل المعطيات تقول أن تحرير مدني بات مسألة وقت وبمعنى أدق مسألة توقيت الإعلان وربما اليوم أو غداً أو ربما ساعات تفصلنا عن تحرير المدينة لتعلن القوات المسلحة نهاية الحرب رسمياً اللهم إلا ملاحقة بعض الجيوب..
(2)
ونحن نقف على عتبة نهاية معركة التحرير الحاسمة التي ينتظرها كلُّ مفجوعٍ وموجوعٍ مظلومٍ ومقهورٍ ، ومنهوب لابد من إستيعاب رسائل مهمة : أولها التخلق بأخلاق نبي الرحمة المعصوم صلوات ربي عليه مع أفضل التسليم في معاملة الأسرى ، وعدم اللهث خلف الانتقام خارج إطار القانون، حتى لاتكونوا نسخة أخرى من الميليشيا المجرمة ، وكذا التواضع لله عند الانتصار كما كان يفعل رسول الله،مع التسليم واليقين الكامل بأن هذا النصر من عند الله وليس منكم.. وعدم أخذ الناس بالشبهات والتعامل مع كل متهم على أنه بريء حتى تثبت إدانته..
(3)
أقول وأكرر ضرورة توخي الحذر من الإنسياق وراء الوشايات وتصفية الحسابات السياسية والكيد السياسي، خاصة وأن كل الأجواء والمناخات القذرة محفزة لذلك…
واقولها صادقاً لكل قيادات الاستخبارات العسكرية خاصة، والجيش عموماً أحذروا أبالسة السياسة أن يفتنوكم في دينكم ويتخذونكم لتصفية حساباتهم الخاصة وصراعاتهم المريرة عديمة الأخلاق، فإن فعلتم فإنكم مثلهم وأنتم وهم سواء، فالجيش لايزال عندنا رمزاً للقومية رغم محاولات بعض السياسيين “الإرتداف” على دابته..
أقول ذلك من باب التذكير رغم أني على المستوى الشخصي وجدتُ كامل الإحترام والتقدير من قيادات الاستخبارات والجيش والبعد عن أخذي بالمظان والوشاية، وقد خاب وخسر الواشون..
(4)
وفي خلاصة هذه الرسائل أقول إن هذه الحرب كانت درساً بليغاً وتصحيح مسار لبداية جديدة فلابد أن نستلهم العبر والدروس لنعلم يقيناً أن الأوطان لاتبنيها الأحقاد العنصرية والدسائس والمؤامرات السياسية وتصفية الحسابات الخاصة، وليكن في علم الجميع ماضر السودان إلا خبث السياسيين وطمعهم السلطوي الذي أعمى ابصارهم فهم عن الحق دوماً عمون…
اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى