الكتاب

عبد الباسط عبد اللطيف : رسالة نقرؤها مع وزير التعليم العالي.. مجزرة من نوع آخر؛ اسمها رسوم الجامعات

خاص صوت السودان

السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بروفيسور محمد حسن دهب، البلاد تفيض بها بالمجازر هنا وهناك، وآخرها بل والتي لا يزال الدم ينزف منها وفيها هي مجزرة الهلالية، وقبلها الكثير والكثير، لكن هناك مجازر من نوع آخر؛ منسية مكتومة، لا يعلمها ولا يكتوي بجمرها إلا أهلها فقط، ولهذا كان علينا في الصحافة أن نكشف لك عنها الدثار وكلنا عشم من بعد ذا أن نرى ونسمع منك ما يشفي صدور آباء وأمهات وأولياء أمور لطلاب هم ضمن رعيتك.

  لعله نما لعلمك الأخ الوزير المجازر التي ترتكب يوميا ملء السمع والبصر في حق أبنائنا الطلاب تحت مظلة التعليم .

ولعلك تدرك أن جامعات مثل الجامعة التكنولوجية ما زال اساتذتها يحصلون على رواتبهم في الوقت الذي تماطل فيه كليات لاستئناف الدراسة ، أما التي أعلنت عن التسجيل فقد رفضت الإعلان عن الرسوم عبر مستند رسمي من الجامعة تهرباً من مسؤولية زيادة الرسوم.

ولعلك تدرك أيضا أن الكثير من الجامعات تركت أمر الجنيه السوداني ليكون مبرئاً للذمة لدى بنك السودان فقط ؛ و لابتياع شيء من الخبز والطماطم أما رسوم التعليم فقد اختارت لها إدارات تلك الجامعات عملة جديدة اسمها الدولار

ولا أدري أي نوع من الدول نحن إذا كانت جامعاتنا تتعامل بعملة دولة أخرى و إذا كان يحدث ما يحدث تحت سمع مجلس السيادة و مجلس الوزراء و بنك السودان و وزارة التعليم العالي والتي منوط بها أولاً حسم هذه الفوضى وإعادة الجامعات إلى جادة الصواب .

رسوم تعجيزية قصمت ظهر الأسر وأُسقط في أيديهم كيف لهم أن يواجهوا مافيا التعليم هذه؟! رسوم دولارية فلكية للدراسة و رسوم دولارية فلكية لاستخراج الشهادات و رسوم للتدريب والتسجيل وللإكمال!!

 كل شيء يُباع ويُشترى، لقد تحول التعليم إلى سلعة غير متاحة ؛ تعاني الشح و الركود والغلاء الفاحش و تهُرب كما المخدرات ، تضر ولا تنفع، تربي جيلاً بمفاهيم قبيحة إذا لديك مال أدرس وإلا اجلس على قارعة الطريق محطماً فارغاً عاطلا ً خصماً على المجتمع ونهضة الوطن.

السيد وزير التعليم العالي إن واجبك يحتم عليك الاجتماع بإدارات الجامعات الحكومية و الخاصة وإلزامهم برسوم دراسية منضبطة تراعي الظروف الأسرية و حالات النزوح واللجوء والتهجير القسري للأسر .

 فأنت صاحب قرار في تجميد النشاط و سحب التراخيص ، و من سلطاتك نصرة الطلاب و التعليم كقيمة ، ذلك أو لن تجد لمنصبك جدوى فلن تكون هنالك جامعات لأن نسبة الإضراب والتسرب عالية و بالتالي لن يكون هنالك طلاب

نحن نوشك على فقدان الوطن و نسأل الله أن ينصر جيشنا و يثبت الأقدام ولكن مع مافيا الجامعات سنفقد أبناءنا

*كسرة*

تلك أمانة في أعناقكم؛ قوموا إليها أو استقيلوا، أو على الأقل حللوا رواتبكم وتذكروا أن الكفار في بريطانيا (يتحرون الحلال) ويعملون بمبدأ الرحمة وتقدير الظروف فقد أعادت بريطانيا عن طريق مدارس كامبردج كل رسوم الامتحانات في الحسابات البنكية لتلك المدارس، على النحو الذي اوردته الصحفية الأستاذة سهير عبد الرحيم في عمودها الشهير والذي كان موضوع خطبة الجمعة بالمسجد الكبير ، فمتى تتحرون ومتى ترحمون؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى