الكتاب

نبض للوطن.. أحمد يوسف التاي: ياسر العطا وعُش الدبابير

خاص صوت السودان

(1)

كنتُ قد تناولتُ في هذه المساحة الأهداف الخفية لفئة “خلوها مستورة” التي ترفع عقيرتها وتطالب بعدم الحديث عن أي فساد أو أي محاسبة أو أي نقد للمسؤولين أثناء المعركة حتى ولو جاء هذا النقد والحديث عن الخيانة من الرجل الثالث في الدولة ،ألم تر كيف هاجموا ياسر العطا بأقلام مسنونة وألسنة حداد إلى درجة التهديد المبطن ب”مراجعة أداء مؤسسة الجيش” إن لم يقلع العطا عن توجيه نقد القلاع المحصنة.

(3)

الحقيقة المجردة التي يكره أكثركم سماعها والتي أسقطت أخلاقكم قبل بلادكم وبددت ثرواتكم ونهبت خيراتكم هي فسادكم…فساد الأخلاق والمعاملات والسياسات والفساد الأعظم المنظم وهو فساد الدولة الذي تحميه القوانين ولايقوى على محاسبته أحد ولايقف في وجهه احد ولايصادمه أحد إلا “الأحد” قاصم ظهر الجبابرة الطغاة عندما تكتمل عنده كل الحُجج وتستنفد عنده كل “المهلات ” فيسلط “عذابه” فيأخذ بنواصي الجميع ولم يستثنِ أحداً لأنهم لم يتقوا فتنة لم تصب الذين ظلموا منهم خاصة.. تصيب الجميع لأنهم صمتوا عن قول الحقيقة وتخاذلوا عن مناصرة الحق المبين والضعفاء والمستضعفين، وأيدوا الباطل وصفقوا له وانساقوا وراءه وقبلوا عطاياه ورشاويه بالمناصب والمواقع

ولعاعات من نعيم زائل فودسوا رؤوسهم في الرمال

لذلك لاتسألوا عن سبب الحرب وكل هذا الدمار فانتم شركاء فيها بصورة أو أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر.

(4)

الآن وقد أفقتم من الصدمة وفرحتم ببعض ملامح النصر على من سامونا سوء العذاب، لكنكم لم تعوا حكمة الله فيما ابتلاكم به ولم تتعلموا شيئا من نائبات أحالت بيوتكم خراباً وأيام حالكاتٍ أصابتكم بالقرح والبؤس والذل فعدتم إلى ما نُهيتم عنه..عدتم إلى الفساد والإفساد وسرقة إغاثات المقهورين والتستر على سارقيها والفجور في الخصومات والصراع على السلطة بأساليب محرمة ووسائل قذرة ، عدتم للتآمر على بعضكم والتعاون على الإثم والعدوان وقد نُهيتم عن كل ذلك

 بل تتهمون من يكشف فسادكم الظاهر والخيانة الباينة والإختلالات والسرقات بأنه مرتزق وخائن وعميل…فمن أين أتيتم يا هؤلاء بكل هذه الجرأة وقوة العين، ومتى تتعلمون من آيات الله البينات وسننه الكونية وحكمتة الحكيمةبعد إذ رأيتم ما حل بكم رأي العين..

(5)

لم استبعد أن تخرج علينا هذه الفئة بحديث تضع من خلاله القائد العسكري ياسر العطا في دائرة إتهاماتها الجاهزة لكل من ينتقد التقصير والإهمال والفساد والخيانة في أجهزة الدولة الحساسة، لا استبعد أن يستهدفوا العطا الذي رفع صوته عالياً وبكل وضوح وجرأة ليحدثنا جهراً وليس همساً عن روائح الخيانة النتنة داخل أجهزة الدولة.. المطلوب من كل المخلصين الذين لايخشون في الحق لومة لائم من أئمة وقادة رأي وإعلاميين أن يدخلوا أيديهم في عش الدبابير مع العطا ولايكتفون بالتفرج فيه، فهذا والله أفضل باب للجهاد ، فإذا كان هناك في مؤسسات الدولة مَن يحمي قتلة الشعب فالواجب أن يقف كل الشعب في مواجهته حتى يخرج منها صاغرا مهما كبر أنفه وانتفخت أوداجه

(6)

بعد سويعات من حديث العطا عن إختلالات داخل أجهزة الدولة وانتقاده الجريء لمجلس السيادة وحديثه عن جهات داخل أجهزة الدولة ومؤسساتها بما فيها المجلس السيادي تحمي القتلة ، بعد سويعات من هذا طالعنا بعض الصحافيين الكبار يدبجون مقالات ينتقدون فيها ياسر العطا ويوبخونه ويعيبون عليه هذه الصراحة والوضوح في كشف المسكوت عنه ودلق هذه الاسرار على قارعة الطريق حتى لايتسقّطه المارة ويلتقطه “الأعداء”..الأعداء ديل طبعاً كل شخص يحارب الفساد وينتقد التقصير والإهمال فهو عدوء لفئة “خلوها مستورة، وليس العدو من يحمي الجنجويد داخل مؤسسات الدولة بما فيها السيادي كما قيل …لكننا لن نصمت عن فساد أو أي تقصير وتجاوزات من اي مسؤول صغُر أو كبُر لا في زمن الحرب ولا السلم ليقيننا التام أن الفساد بكل انواعه هو بيت القصيد ومربط الفرس وهو الحاضنة التي فرخت الحرب والدمار… اللهم هدا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى