(1)
أثبتت دروس التأريخ المجانية على نحو لايتسرب إليه الشك، أن إمتلاك القوة العسكرية، وإمتلاك النفوذ السياسي، والإقتصادي يغري صاحبه بالسعي لامتلاك السلطة، ويغذي الطموح السياسي والسلطوي لديه، ولاسيما إمتلاك القوة العسكرية، و كم روى لنا التأريخ قصصاً وأحداثا تؤكد أن إمتلاك النفوذ المالي والإقتصادي والقوة العسكرية لهو الطريق الأيسر للإستيلاء على السلطة وتعزيز الطموح السلطوي..
(2)
وفقاً للفرضية عاليه، فإن الطريق كان ممهداً أمام قائد قوات الدعم السريع “حميدتي” للإستيلاء على السلطة وإشباع طموحه السلطوي في حكم السودان،حتى جنح بعض الصحافيين لترشيحه لرئاسة البلاد، وبعضهم طفق يلمع الرجل ويذكر فيه صفات رجال الدولة، والكرماء والزعماء مما دفعنا للتصدي لهم في حينه، وذلك مما رأوا عليه من نفوذ عسكري ومالي وكاريزما، وأذكر من هؤلاء الكتاب بكري المدني، ويوسف عبد المنان، ومحمد حامد تبيدي، ومحمد لطيف..،أما بكري فقد هاجمني دفاعا عن حميدتي وعن ترشيحه للحكم.. وقد بدا بالفعل حميدتي يخطو نحو حكم البلاد بخطوات متسارعة..
(3)
حاول حميدتي بالتعاون والتنسيق مع البرهان إزاحة قوى الثورة والإنفراد بالحكم، وإقصائهم عن المشهد عبر محاولات متكررة أبرزها على الإطلاق ما حدث من استقطاب سياسي وتجميع لبعض القوى المعادية للثورة والإدارات الأهلية بعد مجزرة فض الإعتصام، واستمرت محاولات إقصاء القوى المدنية وتدجينها حتى إنقلاب 25 اكتوبر2021، المشترك بين البرهان وحميدتي وهو إنقلاب على قوى الثورة بهدف القضاء على ثورة ديسمبر وإخماد جذوتها والإنفراد بالسلطة..لكن حميدتي لم يجد ضالته في انقلاب 25 اكتوبر الذي لم يحقق طموحه السلطوى خاصة بعد ميل البرهان نحو أنصار النظام المخلوع، مما دفع حميدتي لتنفيذ إنقلاب جديد للقضاء على سلطة إنقلاب 25اكتوبر، مستغلاً تذمر قوى الثورة من انقلاب 25اكتوبر، طارحا نفسه حام للديمقراطية والدولة المدنية، غير ان ممارسات قواته خلعت كل أردية الخداع وكشفت ماكان مستترا، وعرته أمام الناس ..
(4)
ما حدث في 15 ابريل من نشوب الحرب بين الجيش وقوات حميدتي ليس بعيداً عن ذلك الطموح السلطوي لحميدتي والتخطيط للإستيلاء على السلطة …لكن ما الذي حدث بعد عام كامل من الحرب التي بدت جلياً أنها حرب قذرة تافهة وفقاً لنتائجها على الأرض وماحدث فيها للمواطن السوداني من نهب وسلب لممتلكاته وامتهان لكرامته، وهتك لعرضه وانتهاك لحرماته وشرفه، وماحدث من تدمير لبنيات الدولة التحتية.. والسؤال :هل حققت قوات حميدتي أهدافها من الحرب؟..وماهو السيناريو القادم بعد فشل مخططها..
(5)
بدا واضحا بعد عام من الحرب ان قوات حميدتي فشلت في الإستيلاء على السلطة وفقا للتصور الأول، مما قد يدفعها للجوء إلى الخيار الآخر وهو الإنسحاب إلى دارفور والتمركز فيها بهدف فصلها عن السودان، وذلك باستمرار الحرب من هناك..
(6)
ما يعزز هذا السيناريو هو قبولها دون قيد او شرط ببنود إعلان أديس والحماس والتعهد بتنفيذه، مقابل الخروج الآمن من منازل المواطنين، فالخروج الآمن هو ما يضمن لهذه القوات المحاصرة في كثير من المناطق، الانسحاب بسلام الى دارفور، ويعزز هذا السيناريو ايضا هو فقدان الأمل في تحقيق اي نجاح في شمال البلاد ووسطها، كما أن الاستعصام بدارفور وطبيعتها يجعل قواته بعيدة عن المحاسبة والملاحقة الجنائية والتمترس بالمنطقة من اجل فصلها..
السيناريو المقبل هو خطوات نحو الإنفصال إن استطاعت لذلك سبيلا..
اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.