مليشيا الدعم السريع المتمردة تطلق سراح أخطر قيادات التنظيمات الإرهابية في الإقليم
تقرير - صوت السودان
مقدمة :
ظل السودان وبحكم موقعه الجيواستراتيجى يلعب دوراً حيوياً في القضايا المركزية في القارة الأفريقية وعلى رأسها حفظ الأمن والاستقرار وذلك من خلال جهوده في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمةالعابرة بكافة أشكالها.
ظلت التنظيمات الإرهابية تحاول أن تجعل من السودان ملاذاً آمناً ومعبراً لعناصرها إلى البؤر المختلفة التي تنشط فيها هذه التنظيمات خاصة (سوريا والعراق، الصومال، نيجيريا، ليبيا، اليمن، مالي والنيجر وغيرها) وشهد السودان حوادث إرهابية نفذتها خلايا من تنظيمي داعش والقاعدة وبعض الجماعات التكفيرية الأخرى وذلك بعد نجاحها في إنشاء حواضن داخل البلاد إلا أن يقظة جهاز المخابرات العامة أدت إلى تفكيك عدد من الخلايا استباقيا حمت الشعب السوداني من كوارث العمليات الإرهابية .
خلال الفترة قبل تمرد الدعم السريع نفذ جهاز المخابرات العامة السوداني عدد من العمليات الأمنية الإعتراضية أسفرت عن تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية وتوقيف عدد من الإرهابيين والمتطرفين ، تم اتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم بالمحاكمات بينما ظل هنالك بعض المعتقلين في انتظار تقديمهم للمحكمة.
بعد التمرد :
قادت مليشيا الدعم السريع بتاريخ 15/4/2023م تمرداً بهدف الاستيلاء على السلطة في السودان أدى إلى خلق بيئة مساندة لنمو النشاط الإرهابي من خلال الآتي :
تدمير البنية التحتية بالعاصمة واجبر حوالي 76% من السكان على النزوح واللجوء للولايات الأخرى ودول الجوار .
نهب وحرق حوالي 82% من مخزون وموارد العمل الإنساني لدى الوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية ومفوضيات العون الإنساني .
نهب وسرقة آلاف السيارات الخاصة بالمنظمات الإنسانية، وإجبار 85% من العاملين الدوليين في العمل الإنساني للمغادرة أدى إلى انخفاض قدرة المحتاجين والمتأثرين على الحصول والوصول للمساعدات الانسانية والحماية بحوالي 79 %.
توقف انفاذ أكثر من (500) مشروع ضمن خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة ِوالمنظمات الاقليمية الأخرى العاملة في السودان والتي رصدت لها أكثر من (3) مليار دولار.
نهب وسرقة حوالي (120 طن) من الأسمدة والمبيدات وخطورة ذلك تكمن في إمكانية الاستفادة منها من قبل التنظيمات الإرهابية في تصنيع المواد المتفجرة بدائية الصنع.
بعد تمرد مليشيا الدعم السريع برزت تطورات جديدة في مسار الإرهاب في السودان وسوف يكون لها تداعيات خطيرة على الأوضاع في أفريقيا خاصة غرب افريقيا ومنطقة الساحل وشرق أفريقيا من المهم أن نلفت الانتباه إليها ومن أبرزها :
استقطبت مليشيا الدعم السريع المرتزقة على اساس إثنيات عابرة لحدود عدد من الدول الأفريقية من مناطق تنشط فيها التنظيمات الإرهابية مما يجعل من السهل تسلل الإرهابيين عبرهم من مختلف الدول (خاصة داعش) لأجل الحصول على الإمكانيات اللوجستية وتعزيز قدراتهم ومؤازرة قبائلهم.
سلوك الدعم السريع خلال الحرب تؤكد تعمد اتاحة الفرصة للإرهابيين والعصابات الإجرامية للحصول على الأسلحة والأموال ودعم مباشر.
بعض العناصر الإرهابية من الدول المجاورة دخلت ضمن المجموعات القبلية المساندة للمليشيا شاركت بفعالية في نهب وسلب المؤسسات والشركات العامة والخاصة والبنوك والمنازل والسيارات وغيرها من الممتلكات والأموال وعادت الى بلدانها محملة بهذه الإمكانيات التي تعتبر دعم غير محدود لإمكانيات وقدرات الإرهابيين في الإقليم سوف تظهر نتائجها في هذه الدول في شكل عمليات إرهابية واختطاف وتفجيرات وغيرها.
مليشيا الدعم السريع والمرتزقة الذين إستجلبهم ومن بينهم الإرهابيين من غرب إفريقيا نهبت أعداد كبيرة من السيارات الخاصة من ولاية الخرطوم وحدها لا تقل عن (150,000) سيارة مختلفة الأنواع من غير سيارات القوات الأمنية.
تعمدت مليشيا الدعم السريع اقتحام السجون العامة وإطلاق سراح ما لا يقل عن (18,292) من المساجين من بينهم من أخطر معتادي الاجرام بما فيهم عدد من الإرهابيين من جنسيات سودانية وعربية وإفريقية إضافة الى معتادي الجرائم المنظمة كالمخدرات وتهريب الأسلحة ومهربي البشر وجرائم الأنفس والأموال وجندت بعضهم للقتال ضمن قواته.
من بين المساجين الذين أطلقتهم مليشيا الدعم السريع المتمردة من السجون العامة عدد من الإرهابيين وكبار عصابات الجريمة المنظمة والعابرة وعددهم (23) .
لخطورة العناصر الإرهابية التي ما زالت في مرحلة التحريات والمحاكمات تم التحفظ عليهم في معتقلات المخابرات العامة تحت أشرف النيابة العامة ولم يطلق سراحهم عندما فتحت المليشيا السجون العامة.
تعرض مبني معتقلات المخابرات في بحري لهجمات عنيفة ومتواصلة من قبل مليشيا الدعم السريع كما تعرض المبني لتدوين كثيف على مدار 10 أشهر.
ادي التدوين الكثيف الي احداث اضرار بالغة في هيكل المبني وتدمير كامل للسور الخارجي كما اخترقت القذائف بعض غرف المعتقلين واصابتهم إصابات مباشرة.
الاستهداف المباشر لمباني المعتقلات أدت الي استشهاد عدد من الضباط والافراد المنوط بهم تامين المعتقلين.
فرضت مليشيا الدعم السريع حصار على منطقة بحري ومنعت وصول أي تعزيزات تساعد في استعواض القوة التي تقوم بمهام حماية وتامين المعتقلين.
تمكن (4) من العناصر السودانية في منتصف يناير من الهروب خلال إحدى هجمات الدعم السريع على معتقل المخابرات العامة حيث مقر إعتقالهم وهذه العناصر شديدة الخطورة من بينهم عناصر خلية جبرة وخلية أخرى متخصصة في تصنيع المتفجرات يقودها إرهابي يحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء ، وتفيد المعلومات بان بعضهم انضم للدعم السريع في منطقة بحري .
بعد هروب المجموعة الاولي أصبح الهجوم على مباني المعتقلات بصورة يومية كما صاحب ذلك تكرار محاولات تسلل عناصر الدعم السريع ليلا الي داخل مبني المعتقلات ويعود ذلك الي ان بعض عناصر المجموعة التي انضمت الي المليشيا قامت بإرشاد عناصر المليشيا في التسلل الي مبني المعتقل في محاولة لتحرير بقية العناصر الإرهابية.
في منتصف مارس قامت المليشيا بهجوم ليلي عنيف مصحوب بتدوين كثيف على مبني المعتقلات ادي الي هروب مجموعة اخري تضم 13 من العناصر من سودانيين وأجانب .
مليشيا الدعم السريع حتى هذه اللحظة تهاجم وتقصف بشكل يومي معتقل المخابرات العامة في محاولة لإطلاق سراح او اسر بقية المعتقلين الإرهابيين شديدي الخطورة للادعاء إعلاميا ان الجيش السوداني يقاتل معه إرهابيين.
التعليق:
سلوك المليشيا يتنافى مع كل القوانين الوطنية والدولية في تعمدها إطلاق سراج معتقلين إرهابيين شديدي الخطورة بل وتجنيدهم للعمل معها لتحرير بقية الإرهابيين.
لا نستبعد ان يكون هنالك قيادات إرهابية في صلب مليشيا الدعم السريع تعمل على تحرير المعتقلين وخاصة وان المناطق التي تستقطب منها المليشيا المرتزقة مناطق تنشط فيها التنظيمات الإرهابية خاصة ولاية غرب افريقيا (داعش)، ولاية الساحل (داعش) جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (القاعدة)، بوكو حرام.
عملية مكافحة وتحجيم النشاط الإرهابي في الإقليم ، يتوقف على وقف تقديم الدعم لمليشيا الدعم السريع من الأطراف الخارجية وتصنيفها كجماعة إرهابية يجب محاربتها وفرض عقوبات على قياداتها ووضعها في قوائم الحظر الإقليمية الدولية.
الدعم الإقليمي والدولي الذي يتوفر لمليشيا الدعم السريع سيؤدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية في السودان ومن ثم الإقليم مما يزيد من فرص التنظيمات الإرهابية والمجموعات المرتبطة بها، في بناء قدراتها القتالية والمالية وتسهيل التواصل فيما بينها ومن ثم زيادة عملياتها الإرهابية وتمددها وتوسعها في الإقليم.
استمرار الحرب واتساع رقعتها سينعكس سلباً على الإقليم والذي يعاني من هشاشة الأوضاع الأمنية والسياسية ومن نشاط الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء وبحيرة تشاد وليبيا ومنطقة شرق أفريقيا فضلاً عن نشاط شبكات الجريمة المنظمة المتصاعد .
تمرد الدعم السريع يقدم نموذج لبناء تحالفات عسكرية بين حركات التمرد الأفريقية والتنظيمات الإرهابية أو اختراقها مما يشكل خطراً كبيراً على الأمن والإستقرار نسبة لهشاشة الدول الإفريقية خاصة في غرب أفريقيا .
من الواضح ضعف أمن الحدود وعدم الاستقرار في دول غرب أفريقيا أدى إلى ضعف تبادل المعلومات وتنسيق الجهود بين أجهزة هذه الدول سمح المرتزقة والمليشيات العابرة للحدود بحرية الحركة والتحشيد والمشاركة في الحرب مع الدعم السريع ولا يخفى لما لذلك من مالات خطيرة على الأمن الإقليمي لن تسلم منها أي دولة حاضراً أو مستقبلاً