فتح العليم محمد عبد الماجد إدريس طفل وديع صبوح ضحوك تجاوز عمره تسعه سنوات بقليل ذهب صحبة والده لقضاء اسبوع في منطقة العبيدية حيث مقر عمل والده ، كان يجالس أباه محبة و شوقا و يغمره الأب دفئا وسكينة وطمانينة.
وبعد اسبوع حافل بالحب والرعاية قرر الاثنان العودة ادراجهما إلى مدينة عطبره حيث أمه تنتظرهما بكل لهفة وصبر وشوق لقضاء إجازة العيد .
في الطريق الى عطبره كان فتح العليم يلح على والده بطلبات وبعض الأحلام وكثير أماني وحفيف توقعات، طلب فتح العليم مواصفات معينة لملابس العيد ….كان يمنُي نفسه بعيد مختلف.. وسعادة العودة للديار ..
.أخذه الأب إلى سوق المدينة أنفق عليه بسخاء إبتاع له ثلاث ملابس جديدة غير جلابية العيد و ثلاث أحذية و لعبة مميزة كان فتح العليم مصمما أن يرتدي في كل يوم من أيام العيد زيا جديدا يباهي به أقرانه و يرسخ اهتمام وحرص والديه على سعادته…..كيف لا وهو الأبن الوحيد بعد إنتظار عشرة سنوات .
أكمل فتح العليم تسوقه وفي طريق العودة من السوق التقى بأبن عمه وأبناء خالته اللذين كانا في الطريق إلى صالة إنفينتي لحضور إفطار كتيبة البراء بن مالك ….وتكريم أسر بعض الشهداء والمصابين .
.ذهب الصغير بصحبتهم وفي عقله تناول تميرات و كوب عصير مثلج من الحلو مر و اكل سوداني رمضاني يعزز ملامح الشهر الكريم ، لم يدر بخلد الصغير أن الايادي الآثمة ستمتد إلى الصائمين في الشهر الحرام .
استشهد فتح العليم داخل الصالة محترقا ….ولم تفلح أي محاولة لإسعافه….تعرف والده لاحقا على جثمانه مسجي في المشرحة….كما تعرف على مرتزقة يقتلون الأطفال بدم بارد
المتمرد حميدتي :
هل أخبرك والدك يوما أن كان لك والد عن إراقة الدماء في الشهر الكريم ، و عن العشر الأواخر و حرمة قنص الصائمين وقصف سجادات الصلاة و حرق ملابس العيد وتحطيم العاب الصغار كسر قلوب الآباء والأمهات.
هل عشت أيها السفاح طفولة فيها ملامح فرحة الصغار بالعيد ، وصباح العيد وصلاة العيد وحلاوة العيد و بسكويت العيد أم أن العابك وطفولتك تشابه صباك وشبابك قتل وحرق واغتصاب،.
إلا تسأل نفسك يوما كم أم مثل والدة فتح العليم ترفع يديها في جوف الليل دعاءً لله أن يخسف بك الأرض ويهلكك انه منتقم جبار .
الا تعلم أن ثلاث واربعون مليونا من الاصوات والحناجر والقلوب تلهج مع غسق الفجر في ربوع السودان واقصى المنافي و على أستار الكعبة بالدعاء عليك أن يبديك الله ومن شايعك ومن أيدك ومن تضامن معك ومن مولك من على وجه البسيطة ..
نسأله اللهم مع ليلة السابع والعشرين من رمضان أن يرينا عجائب قدرته فيك وأن يهلكك و اتباعك كما اهلك عاد وثمود
خارج السور :
فتح العليم يحلق الإن مع طيور الجنة ….وأنت ياحميدتي حجزت مكانا واسعا في الجحيم