الكتاب

صبري محمد علي (العيكورة) يكتب.. (بعيداً عن السياسة) ده (أوميغا ثِرِي) ياهندسة

أكثر ما يضايقني في حياتي هو (الجهل) بما قُدِر لك أن يكون هو مصدر رزقك .
فمثلاً ان تكون بائعاً لسلعة ما سواءاً كانت مُنتج زراعي أو حيواني أو غير ذلك .
فغالباً السودانيين لا يهتمون بتثقيف أنفسهم بمعرفة صفات وخواص ما بين يديهم من سلعة

فيحصر الواحد (كل فهمو) في ….
مسالة السعر و المكاييل أو وُحدة البيع عُمُوماً

لكن هذه (المُصيبة)
أصلها شنو؟
أين تُزرع أو تُصنع أو من أين تُستورد فهذا لا يهمه في شئ

فأرى انه ….
من ضروري أن نهتم بالعلم بالشئ تقديم خدمة المعلومة المجانية والتسويقية للمُشتري .
كما يفعل المصريون والشوام مثلاً

طيب ….
نأتي لمناسبة هذه (الرمية) كما يسميها أستاذنا عبد اللطيف البوني
متعه الله بالصحة والعافية وأحييه من على البُعد
(و ليّ في اللّعوتة غزال)

ذات مرة ذهبتُ لسُوق السمك و لجهلي بانواع السمك البحري تحديداً كُنتُ أسأل (عم احمد المصري) عن السعر والنوع
وكان الرجل يزيدني فوق إجابة السؤال معلومة (هُوادة)
وكنت أنا مُهتماً بالارخص سعراً
حتى جاء عند سمك قدّرت أنه هو ما يُناسب (جيبي)
فقلت له ….
(ده إسمو شنو)؟
فقال لي إنه سمك (الماكريل)
ثم سألته إن كان جيداً ام لا
فأجابني
(آآه ده أوميغا ثِري يا هندسة
(يقصُد الرقم ثلاثة)
آآ و طعمو حلو أوي!
فإبتعت منه ثم ذهبت

ولما كُنتُ من أصدقاء الضغط و الكوليسترول ذهبتُ أبحث عن هذا السمك داخل ديوان (العم قوقل) فجدته غني (بالأوميغا ٣) و هي حمض دهني غير مُشبع و يُعتبر من أهم المُكملات الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان

(فااا) تعال شوف جماعتنا نحن ….

(حا يقول ليك) ….
سمك مقرشة ياعمك وبالشطة والبصل حاجة ما تخلص!
هذا إن فتح اللهُ عليه و حدثك أصلاً

أما إن كان …
من تجار العربات أو السمسّارة
فأول حاجة
حااا يقول ليك
(حرررم فرملتا ابوالشهيق
ومكنتا عليّ الطلاق تتوضأ من عادما !)

بالله طلعت بي شنو عزيزي القارئ من مثل هذا الكلام ؟

طُرفة أُخرى حدثت لزميلنا الدكتور حسين جعفر الحفيان إستشاري الأمراض النفسية عندما كان جالساً بكافتريا كلية الطب بجامعة الاسكندرية ثمانينيات القرن الماضي
ويبدو أنه طلب عصير برتقال و لكن النادل أخطأ وجاءه بعصير فراولة ولعله قد إحتج بأنه لم يطلب الفراولة
فما كان من (النادل) إلا و أن قال له
(يابني ما كلو فيتامين سي زي بعضو) !
والقصة على عُهدة الراوي الدكتور أحمد عثمان حسن رزق مُؤسس جامعة الرازي و مُدير مُستشفى أبوبكر الرازي جنوبي الخرطوم

موقف ثالث ….
أحذر منه المهوسين بإستخدام إختصارات الحروف الإنجليزية في مجالس (الفخفخة و الشوو)
و هُم لا يعلمون أساس كلماتها التي أُشٌتقت منها

ك (الفاو) ، (اليو . إن) ، (البي . بي. سي) (يونسكو) ، (آيسسكو) وغيرها

(فااا) أنصحك ….
الحاجات الكُبَار دي لو ما عارف اصلها أحسن تعمل (نايم) وبلاش منها يا قولها بالعربي يا (جلِيها) بالمرة

ذات مرة لاحظت أن زميلي في العمل أحد المهندسين
(من دولة عربية) يُكثر من تكرار إختصار أن ال (p. c.r) تبع الطريق الفلاني أقل من ٧٠٪ و لا يلزم ان نطلب له الموافقة على أمر صيانة

وكان يُكررها مع تكرار لفظ (آآ) مش حا ينفع مع رفع كتفية وهو (يلوك) في ثلاثية ال (p. c.r) تبعتها

فإستوقفته طالباً منه داخل الإجتماع أن يوضح لنا ماذا يعني ب(البي سي آر) حتى تعم الفائدة !
فأصابه نوعاً من الارتباك والخجل فقال
والله م بعرف !
لقيتا هيك مكتوبة !
يابني يا بني ….!
لومش عارف فلا تكن ببغاء
هذه إختصاراً لجملة (حالة رصف الطريق)
(paving condation rate)
فمحور نصيحتي لك عزيزي القارئ هنا وحتى ……
(لا يحشرك واحد في زاوية ضيقة)
كما حصل مع صاحبنا
فمن الأفضل لك ….
ان تعمل (سايرين) إن لم تكُن
(مالي إيدك) مِن ما تقول

و (سايرين) هذه ….
كلمة حصرية بسائقي اللّواري والمُساعدية و لها علاقة بالضغط على (الأبنص) وصوت الماكينة
كقول أحدهم ….
جيت فيهو سايرين يا مُعلِم
أي إذا تخطاه عُنوةً وإقتدارا

(دُمتم بخير)

الجمعة ٩/فبراير ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى