سهير عبدالرحيم تغرد :سوداني وخليك سوداني … سوداني وليس تشادي
أول أمس كنت رفقة بعض الأصدقاء بمدينة الدوحة القطرية كان بصحبتنا الزميل الإعلامي النابه مراسل قناة الجزيرة في الخرطوم محمد عمر. تابعنا سوياً مباراة نهائي كأس آسيا بين منتخبي قطر والأردن من بوليفارد لوسيل .
طيلة زمن المباراة كنا نتحدث عن المعارك في السودان بين جيشنا و الميليشيا قطعت حديثنا عدة مكالمات على هاتف محمد عمر حيث كان مدير عام شركة سوداني ضيفاً على استوديو الجزيرة و مكالمة من الفريق الفاتح عروة العضو المنتدب لشركة زين.
لاحقاً علمت من مصادر خاصة أن ميليشيا الدعم السريع و بكل صلف و كذب و عنجهية قالوا أنهم لن يعيدوا الإنترنت إلى المواطنين وأنهم مسيطرون تماماً على شبكة الاتصالات .
حديث هؤلاء المرتزقة أوجعني و أفسد علي الأمسية شعرت بالكثير من الأسى و تساءلت كيف سمح الجيش لهؤلاء القتلة المأجورين بالتحكم في كيبلات و سيرفرات حساسة بهذا الشكل .
و من وسط آلامي تلك وجدت رسالة على هاتفي من مهندس أعرفه جيداً يعمل في شركة سوداني بشرني عقب قراءته مقالي حول إستغلال فندق كورال بورتسودان للمواطنين بأنه وخلال أيام ستعود خدمة الإنترنت والاتصالات لكل الولايات التي قطع أولئك المرتزقة الخدمة عنها .
أخبرته بمصدري وقول المرتزقة بإن الشبكة لن تعود أبداً.
قال لي المهندس بالحرف: (أنا أعمل على المعالجات بنفسي ….ناس المليشيات مسيطرين على السيرفر فى الخرطوم وخليناه ليهم، خليهم ماسكين الهواء ، بنشتغل من غيرو ) ثم أضاف: (خلال أيام ستعود الشبكة).
كم أعجبتني عبارة ( خليهم ماسكين الهوا ) وكم تمنيت سماع عبارة مثلها عن خطوط القتال. عقب ذلك كتبت رسالة لأصدقائي في هاتفي بأن هنالك خبر سعيد للمواطنين خلال أيام …
الآن قد أوفى المهندس السوداني الأصيل وزملاءه الشرفاء في شركة سوداني بعودة الشبكة فى كل من بورتسودان، كسلا، القضارف، عطبرة، كوستى، ربك و حالياً يعملون على إعادتها فى الخرطوم و دنقلا وكردفان.
ما ينبغي قوله أن قطوعات الشبكة أضافت دروساً جديدة وضحت جشع و استغلال أفراد و مؤسسات للأزمة مثل إدارة فندق كورال، كما أعادت لنا الكثير من الفرح والثقة بوجود مهندسين أكِفّاء في شركة سوداني كافحوا نهاراً و ساهروا ليلاً من أجل المواطنين .
وهذا لعمري الفرق الكبير بين أن تكون مواطناً سودانياً تعمل لأجل السودانيين و بين أن تكون مرتزقة تشادي تدمر خدمات السودانيين.
لذلك ….خليك سوداني