أخبار

السفير الصادق المقلي يكتب: قرار مجلس الأمن.. ليس فيه من جديد و لن يكون له ما بعده

صوت السودان

قرار مجلس الأمن أتى دون توقعات البعض بل جاء محبطا لها.
جاء فطيرا و لم يتجاوز محطات الادانة بالتركيز علي انتهاكات الدعم السريع في الجزيرة و في دارفور و سنار.. و موافقة الطرفين بعدم استهداف المدنيين و الاعيان المدنية و تنفيذ اعلان جده و خص بالذكر الخروج من منازل المواطنين و الاعيان المدنية دون ان يسمي الدعم السريع
ناشد اطراف النزاع بالعمل على وقف إطلاق النار و تسهيل انسياب العون الإنساني المتضررين..
حتي الفقرة العاملة الخاصة بانشاء آلية الامتثال، بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي ،اشترط فيها نتائج مشاورات الامين العام للامم المتحدة مع مجلس السيادة و اطراف اخري لم يسميها.. يعني لم يشر الي الدعم السريع بالاسم.
و بما ان القرار لم يصدر تحت الفصل السابع و لم يتجاوز محطات الادانات و المناشدات لاطراف النزاع…سوف لن يحدث اي اثر او تغيير علي صعيد مسار الصراع..
و بهذه الصيغة المخففة و التي اعتقد ان الوفد الروسي قد لعب دورا بالتنسيق مع بعثة السودان الدائمة في نيويورك.. قد لعب دورا كبيرا في ان ياتي هذا القرار بهذه الصورة الفطيرة التي هزمت توقعات الكثيرين خاصة المعارضة السودانية في الخارج.. حيث جاءت الرياح بما لا تشتهي سفنها..
و هذا القرار بهذه الصيغة المخففة البعيدة تماما من صيغة مشروع القرار صفر zero draft الذي صاغته بريطانيا بصفتها حاملة القلم the pen holder كما انها تراس هذا الشهر مجلس الأمن.. سوف يمر عند التصويت عليه بالإجماع او اسوا الفروض امتناع الصين او روسيا او الاثنين معا. و ارجح الاجماع من 15 عضوا في مجلس الامن.
و لذلك يجب عدم التعويل على الحلول الخارجية لمشاكلنا و التي كانت ديدن للنخبة السياسية و العسكرية و ادمان الفشل منذ خمسينات القرن الماضي. و في ظل تقاعس الدولي و طريقته السلحفائية في التعاطي مع النزاع في السودان،، لا حل الا داخل البيت. و لا بد من اجماع وطني علي وقف هذه الحرب العبثية العبثية تميهدا لحوار سوداني سوداني لا يستثني الا من اجرم في حق الوطن.. تجريم من قبل العدالة الدولية او الوطنية.
و دون ذلك طوفان لا يبقي و لا يذر.

زر الذهاب إلى الأعلى