لم يتصور أكثر الناس تفاؤلا حتي ترامب نفسه. و كل مراكز الاستطلاع.. ان يقلب الحزب الجمهوري الطاولة علي الحزب الديمقراطي و يحقق هذا النصر الاستثنائي و التاريخي،، الذي هو اشبه بالتفويض من الشعب الأمريكي.
أولا هذه هي المرة الثانية التي يحقق فبها مرشح من الحزب الجمهوري الفوز بولاية ثانية منفصلة.. ليس فوزا علي التوالي.. الرئيس الراحل ريقان حقق نفس الانتصار للمره الثانيه عام 1993 بعد ما في عام 1853. و الآن فعلها ترامب.. خيث فااز عام 2016 امام الديمقراطيه هيلاري كلينتون و مرة أخرى امام سيدة اخري…كاميلا هاريس. في انتخابات 2024..
ثانيا.. لم يحقق ترامب الفوز فقظ في المجمع الانتخابي.. اي تجاوزه للرقم السحري لنصاب الفوز،، 270 و من المقرر ان يتجاوز حاجز ال 300 مقعدا في المجمع الانتخابي ليصبخ الرئيس السابع و الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية… بل قاز ايضا بالتصويت الشعبي خيث تفوق علي هاريس بحوالي 5 مليون صوت شعي مباشر .
. و ما يجدر ذكره ان ترامب.. نعم فاز امام هيلاري كلنتون في عام 20016.. لكن الاخيره فازت في الاصوات الشعبيه و تفوقت بحوالي ثلاثة ملايين صوتا شعبيا..
و هنا نلاحظ المفارقة في الديمقراطية الأمريكية مقارنة مع مثبلاتها في أوروبا.. حيث التصويت الشعبى هو الحاسم في السباق علي السلطة. و حيث من يفوز بالتصويت الشعبي اي يتخطي حاجز ال 50 في المائة هو من ينتصر.. و لكن في أمريكا خسرت هيلاري كلينتون رغم انها فازت في التصويت الشعبى بفارق كبير عن منافسها.. كما تتميز الديمقراطية و النظام الانتخابي بما يعرف بالكليات الانتخابية.. حيث توزع مقاعد المجمع الانتخابي حسب الاحصاء السكاني لكل ولاية. و علي سبيل اهم هذه الولايات ما تسمي بالولايات المتأرجحة. اي الولايات التي تتقلب في تأييدها ذات اليمين و ذات الشمال.. و من يفوز في هذه الولايات السبع المتأرجحة هو في الغالب ما ينتصر قي الانتخابات. و علي راسها ولاية بلسنفيليا التي لها 20 مقعدا اكثر من اي ولاية اخري.. و قد كانت كاميلا هاريس تعول على هذه الولاية،، و لكن بمجرد اخفاقها و في عدد اخري من الولايات المتأرجحة، ،،فقد تم اعلان فوز ترامب قبل نهاية الاقتراع و الاعلان الرسمي للنتيجة النهائيه للانتخابات الرئياسة.
ثالثا.. احتقظ الحزب الجمهوري بأغلبيته في مجلس النواب و انتزع الاغلبيه في مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي.. و بذلك احتفظ بالكنغرس الأمريكية بغرفتيه، ،علي الاقل خلال العامين المقبلين حيث يتم عادة ما يعرف بالاخلال و، الابدال نصف السنوي في الكتغرس الأمريكي.. و لعل هيمنة الحزب الجمهوري علي الكونغرس ربما تطلق يده في هذا الجهاز التشريعي،، رغم ان الكثير من التشريعات تحتاج لثلثي الأعضاء لتمريرها..
ترامب استطاع و لاول مرة ان يجير لصالحه تأييد كبير من المستقلين و الأقليات اللاتينية الهسبانية و حتى الاقلية العربية و المسلمة.و،السود ، ، الامر الذي جعل ترامب يتباهي بما اسماه (( بالتيار او التحالف العريض)).
كما ان عامل الجندرة لم يصب كثيرا في صالح كاميلا هاريس..
. و لعل هذا التاييد التاريخي مرده الي عامل اقتصادي يتمثل في غلاء المعيشة و التضحم.. كما ان بعضهم ضد تايبد كامبلا هاريس لعمليات الاجهاض.
و لا شك ان ما حققه ترامب من فوز فاق كل التوقعات كان فوزا تاريخيا بكل المقاييس.. حيث فقد الحزب الديمقراطي حوالي مائة من مقاعده في المجمع الانتخابي… حسب النتائج الاولية. نسبة لفشل الحملة الانتخاباتية. . و لفشل الحزب الديمقراطي في ايجاد مرشح بديل للرئيس بادين قبل وقت كاف.،،نسبة لتمسك الاخير بالترشح لولاية ثانيه. .رغم تقدمه في السن و تعرضه لعدم التركيز الذي كان سببا أساسيا في فوز ترامب في المناظرة..
نعم لقد حقق ترامب ما يعرف في كرة القدم بالريمونتادا.
ان شاءالله في المقال التالي نتعرض لبعض التكهنات و، التحليل حول معالم السياسة الخارجية لادارة ترامب الجديده. و ماذا يا تري رؤيته عن الراهن السياسي في السودان..