الكتاب

جعفر عباس يكتب: رجل بيولوجيا فقط

رصد صوت السودان

قرأت تقريرا لمؤسسة بحثية يفيد بأن 60% من الرجال في إحدى الدول العربية يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم (وأنا أقول ليه ما قادرين نحارب اسرائيل.

بس كيف يا رجال نحارب اسرائيل والملايين منا تاخد بالجزمة من الزوجات؟ ورأيي الشخصي هو أن الرجل الذي يتعرض للضرب من زوجته مش راجل، ويستأهل الضرب، لأن من يسكت على العنف اللفظي أو الجسدي، شخص يفتقر الى الكبرياء والكرامة، وبنفس المستوى فإن الرجل الذي يمارس العنف بحق زوجته مش راجل)، وبعد قراءة التقرير تذكرت حادثا طريفا عن رجل في الـ34 (يعني أصغر مني ب5 سنوات) دخل قسم طوارئ أحد المستشفيات في مدينة *** في دولة عربية “جداً”، وكان ينزف دما من الأنف والأذن والحنجرة، وسأله الطبيب عن الكيفية التي أصيب بها، ورد الرجل على السؤال بسؤال: بذمتك مو تستأهل الطلاق؟

     أكثر ما أزعج الطبيب هو أن ذلك الرجل كان يتكلم عن جروحه التي تسببت فيها زوجته بصوت عال، ومن حوله عشرات المرضى ومرافقيهم، فقال له بهدوء: أنا مو أخصائي اجتماعي ولا مأذون وبعدين هذه مسألة عائلية ولا داعي لنقل تفاصيلها بالبث المباشر الى الجميع!! ولكن المجني عليه واصل العويل: تدري يا دكتور سبب المشكلة؟ صحيتها لصلاة الفجر.. وبعد شوي اكتشفت انها واصلت النوم فحاولت إيقاظها مجددا، فنزلت من السرير، وبدلا من التوجه للحمام للوضوء، أخرجت من تحت السرير عصا خيزران وانهالت علي ضربا. ما في رحمة بقلبها.. العصا وين ما تجي، تجي.. على الرأس والوجه والظهر والبطن والساق.. ربنا على المفترية!! قال له الدكتور: وطي صوتك يا أستاذ وبلاش فضائح، وخليني أعالجك!! ولكن الأستاذ تجاهل كلام الطبيب وواصل روايته: تصدق أنها أحيانا تضربني بالنعال، وعادي جدا تمنعني أجلس معها وعيالي الأربعة على مائدة الطعام.

ولو كنت ذلك الطبيب لأتيت بحقنة بنج من النوع المخصص في الطب البيطري لتخدير الأفيال وطعنته بها في لسانه لأضمن سكوته شهرا كاملا على الأقل، ولو أدت جرعة البنج القوية الى سكوته نهائيا لكان في ذلك راحة له ولجنس الرجال!

انسوا أمر الضرب، واستمعوا مجددا: عادي جدا تضربني بالنعال وتمنعني من الأكل معها وعيالي. وعندي منها 4 عيال؟ تأخذ بالجزمة على رأسك ويقدمون لك الطعام كما الكلاب في طبق منفصل ولديها عصا خيزران مصنوعة خصيصا لك وصبرت عليها وأنجبت منها 4 عيال؟ لحظة: ربما هي التي صبرت عليك؟ وأقولها مجددا: رجل ينضرب بالجزمة والخيزران بانتظام لابد ان يكون من الصنف الذي «يستأهل».

أي الذي يقال عنه إنه «ما يجي إلا بالضرب» ومن يسكت عن العنف المنزلي المفرط المنتظم رجلا كان أو امرأة، لا يعرف معنى الكرامة. أصلا من يتعمد تسبيب الأذى والألم لأي آدمي، شخص ينبغي ان يتفاداه ويتجنبه الناس أكثر من تفاديهم للمصاب بإنفلونزا الخنازير. ورجل يشتكي للطبيب من أنه يعاني من العقاب البدني والإذلال على يد زوجته، لا يستحق ان يكون زوجا أو أباً.

زر الذهاب إلى الأعلى