منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، تضاعفت الأزمة الإنسانية في السودان بشكل مذهل.
وفقًا للجنة الإنقاذ الدولية، ما لا يقل عن 25 مليون شخص، من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 48.7 مليون نسمة، بحاجة إلى مساعدات إنسانية أساسية.
هذه الأرقام تشير إلى تصاعد الأزمة بشكل مستمر مع انتشار القتال إلى أجزاء جديدة من البلاد، مما يزيد من تعقيد الوضع. ويواجه 37% من سكان البلاد خطر انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد.
*الأرقام تتحدث عن نفسها: **
نزح 9 ملايين شخص داخل السودان، بينما اضطر 1.7 مليون آخرين إلى الفرار إلى بلدان مجاورة مثل تشاد، مصر، إثيوبيا، وجنوب السودان، والتي تعاني بالفعل من أزمات خاصة بها.
القتال الذي بدأ بشكل رئيسي في العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وكردفان، امتد الآن إلى مناطق أخرى مثل جزيرة سلة الخبز التقليدية للسودان.
*التقارير الأخيرة من لجنة الإنقاذ الدولية*
توضح أن “السودان الآن هو البلد الذي يضم أكبر عدد من النازحين وأكبر أزمة نزوح أطفال في العالم”. يأمل الكثير من المهاجرين في الوصول إلى المناطق الشرقية من السودان ومن ثم الانتقال إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومنها إلى وجهات أخرى.
*المجتمع الدولي واستجابة ضعيفة*
على الرغم من الجهود الدولية لوقف القتال،إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال. الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تعاونتا للتفاوض على ستة عشر اتفاقاً لوقف إطلاق النار، لكن جميعها فشلت.
من جهتها، حاولت مصر، الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية للتنمية تقديم بدائل ومنتديات للتفاوض، لكن دون جدوى.
*الأمم المتحدة طلبت مبلغ 2.7 مليار دولار*
لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور في السودان، لكنها تلقت حتى الآن 424.9 مليون دولار فقط. الصراع في السودان، الذي يمتد أثره إلى جيران مثل تشاد، جمهورية أفريقيا الوسطى، جنوب السودان، مصر، ليبيا، وإثيوبيا، قد طغت عليه الصراعات الأخرى في أوكرانيا وغزة.
*دارفور… جرح قديم يتجدد*
ولاية غرب دارفور شهدت بعض أسوأ أعمال العنف مما يعيد إلى الأذهان العنف الذي اندلع منذ عقدين. تقارير موثوقة تشير إلى العنف الجنسي، الطرد الجماعي، والتطهير العرقي. ميليشيا الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها استهدفت بشكل متكرر أعضاء جماعة المساليت العرقية، الذين يُعتبرون من أنصار القوات المسلحة السودانية.
*الحرب في دارفور تعكس صورة مصغرة للصراع الأوسع نطاقًا في السودان،*
لكنها تشير أيضًا إلى جذور الصراع المباشرة في التمرد ومكافحة التمرد في دارفور. الوضع في السودان لا يزال يتفاقم، والاستجابة الدولية تظل دون المستوى المطلوب. الحاجة ملحة لتحرك جاد وعاجل من المجتمع الدولي لإنقاذ الملايين من السودانيين الذين يعانون من أسوأ أزمة إنسانية في تاريخ البلاد الحديث.