خلف الاسوار

خلف الاسوار.. سهير عبدالرحيم: عمار شيلا ….وبيانات الحسادة

خاص - صوت السودان

من الواضح أننا لم نتعلم الدرس بعد…!! حرب عصفت بالأرواح والممتلكات والكسب والجهد وقبل هذا وذاك عصفت بأهم معنى وقيمة بالسودان الوطن الحبيب ولكنها على ما يبدو لم تعصف بالحسد والضغينة والمكر السيء في نفوسنا .

حرب لم تعلمنا أن المكر السيء يحيق بأهله و أن التضامن والتعاضد ينبغي أن يأتيا لأجل المؤسسات لا الشخوص وأن الولاء للوطن وليس للأجسام الهلامية الوهمية، نختلف ونتعارك ونتحارب في كل شيء وأي شيء ولا نتفق و نتوحد إلا لعرقلة وتحطيم أحدهم .

تابعت كغيري مساجلات تعيين الرجل المحترم والإعلامي الشامل عمار شيلا مديراً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، و رصدت حركة الثعابين هنا وهناك ، لم أبارك للرجل الوظيفة لأن الأمر يستحق المؤاساة قبل التبريكات.

إنه حوش الإذاعة والتلفزيون و ما أدراك ما حوش الإذاعة والتلفزيون أكبر معقل للنميمة والقيل والقال والحشف وسوء الكيل، و بلغة الشارع العام منبت (الحفر والدفن) وصناعة الضعفاء وتدمير الموهوبين، صعود عاطلي الموهبة والمقدرات و تهميش المبدعين.

حوش التلفزيون من يطأ بقدمه هنالك ينبغي أن يعلم أن المجهود الذي يبذله لتطوير العمل والارتقاء ببيئته تتزامن معه مقاومة طوفان اللوبيات و الإغراق في الشائعات و صناعة العثرات و وأد النجاح .

عمار شيلا يا هؤلاء ليس من الرجال الذين يهرلون نحو الوظائف ويفتخرون بالمناصب، شاهدته عن قرب وخَبِرْته عن تجربة وملاحظة حين تم إقصاء الجنرال حسن فضل المولى من إدارة قناة النيل الأزرق ويا للعجب وما قناة النيل الأزرق من دون حسن فضل المولى ….؟؟!! وماذا كان ليعني ذاك الاستديو الفقير من دون كاريزما وتخطيط ومتابعة الجنرال باذخ العطاء والرؤية.

أعود وأقول إنني تابعت رفض شيلا مجرد الانتقال إلى مكتب حسن فضل المولى لأكثر من عام كامل حيث ينبغي أن يدير القناة وظل يديرها من مكتب صغير في قسم التسويق، وبالمقابل شاهدت آخرين يلهثون إلى مكاتب زملائهم حين يتم تعيينهم بدلاً عنهم ولا ينتظر أحدهم أن يجف حبر تعيينه أو يتلاشى عطر زميله عن مكتبه.

ثم يا لسخرية القدر من بيان هزيل جاء توقيعه من نقابة العاملين بالتلفزيون لرفضهم تعيين شيلا وقولهم يجب اتباع تراتبية التلفزيون حيث هنالك من هم أكثر خبرة منه وأنه صغير العمر والتجربة.

وماذا استفاد المشاهد السوداني من أصحاب الخبرة والتجربة طيلة العقود الماضية غير شاشة رمادية مهزوزة ضعيفة المحتوى فقيرة المظهر طاردة للمشاهد تغرد خارج السرب في كل المناسبات والامتحانات التي تُمتحن فيها سرعة ونباهة ويقظة الآلة الإعلامية حتى أصبحتم مضربَ مثلٍ كعربة الإطفاء تصل عقب التهام النيران لكل شيء .

ثم سؤال للمعارضين تعيين شيلا؛ أين كنتم حين قامت الحرب…. ؟ أين كنتم حين كان الرجل يهرول من مبنى إلى مبنى يجمع كاميرا من هنا وبطارية من هنالك و إضاءة من أولئك، وعدسات من هنا..؟ أين كنتم وشيلا يستعيد الاستوديوهات من العدم و يخلق من فسيخ (القومي) شربات؟.

أصْدقكم القول؛ دعكم من تعيينه مديراً للهيئة يظل برنامجه كالآتي الأقوى والأجمل والأفضل محتوىً سواء أكان في النيل الأزرق سابقاً أم التلفزيون القومي الآن ، ألا تشاهدون ذاك القبول والثقافة العميقة والحضور المدهش وسلاسة اللغة وطلاقة اللسان وسرعة البديهة؟ إنه ما يسمى بالسهل الممتنع.

كان عليكم أن تستحلفوا الرجل ليقبل بالمنصب؛ فلديه من الأفكار والروئ و سعة الأفق ما يسعه لنقْلكم من وأدتكم…(ولكن المرمِي ما بتْرفع)

خارج السور:

عمار شيلا.. أنت من تشرِّف المناصب لا تشرِّفك هي وهنيئاً لمن يعرفون من تكون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى