في وقت كانت فيه الاتهامات تحاصر قادة تقدم في فرنسا خلال مشاركتهم بمؤتمر باريس، قبل نحو خمسة أيام، من قبل محتجين سودانيين، كانت الانظار ترنو نحو كريمة رئيس حزب الأمة القومي الراحل الإمام الصادق الصادق المهدي “مريم” وهي إحدى المشاركات سيما عقب محاصرتها بالهتاف كغيرها من قيادات التنسيقية، وهي تواجه ببيع تاريخ والدها وتاريخ الحزب.
ويأتي اتجاه الانظار نحو مريم تحديدا، لمطالبتها بمواقف قادمة، عقب تعاطيها مع المحتحين ب”الدمع ” مؤكدة انها لم تقم ببيع الوطن وتاريخ الانصار ، ما جعل الانظار تتجه لها عقب ماجرى فإلى أين ستتجه بوصلة سليلة المهدية؟
انتقادات
ظلت الانتقادات تلاحق مواقف حزب الأمة القومي منذ وفاة الامام المهدي بشأن مشاركته مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، قبل إعادة استنساخها في تنسيقية “تقدم”مؤخرا، وذلك نسبة لوضعية الحزب التاريخية منذ الاستقلال كمناصر للقضايا الوطنية .
وازدادت حدة الانتقادات اعقاب دعم الحزب من خلال انضوائه تحت التنسيقية الموالية لمليشيا الدعم السريع التي تمارس انتهاكات واسعة حيال الشعب السوداني.
وتأسف كثير من المراقبين على مواقف حزب الامة المؤيدة للدعم السريع فيما ظل الحزب يواجه تداع داخلي بشأن استمرار المشاركة في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية.
حالة تنازع
وفيما تتمتع مريم الصادق بثقل سياسي داخل الحزب المؤيد للدعم السريع، فضلا عن كونها ابنة الراحل الإمام الصادق المهدي وإحدى بناته المقربات له، فإن كثيرون يعولون عليها في وضع حد للمشاركة مع تقدم، مع تعالي الدعوات بضرورة الانسلاخ من هذا الكيان.
ويذهب مختصون سياسيون إلى أن مريم المهدي تعاني من حالة تنازع داخلي ما بين ما يحدث من انتهاكات تقوم بها مليشيا الدعم السريع، وبين طموحها السياسي الذي حققته من خلال مشاركتها مع مجموعة المركزي والذي جعلها تتقلد منصب وزير للخارجية في حكومة قحت الثانية.
وتتمثل حالة التنازع هذه في كون الصادق تعتقد ان “تقدم” من خلال استخدمها عصا المجتمع الدولي، حيال العسكر ستعيد لها منصبها الذي طمحت اليه.
اتجاه بوصلة
ويرى المحلل السياسي محجوب محمد، ان مريم الصادق عقب مااستمعت اليه من هتافات خلال مؤتمر باريس، فإنها بالتأكيد تعيش حالة من الصراع الداخلي وهو ما جعلها تتعاطى مع المحتجين السودانيين.
ويشير في حديثه في الكرامة إلى أن مريم ومحاولات التبرير توضح حالة الصراع الداخلي الذى تعيشه ، وكذا حالة التجاذب داخل الحزب الذي يعاني انقسام بشأن مشاركته في الحزب.
ويتابع: عقب ما جرى في باريس لا أعتقد أن بوصلة مريم ستظل على ماهي عليه، فلابد من حدوث تغيير ولكن ليس تغييرا سريعا مثل مايتوقع الجميع.
واضاف: حزب الأمة من الاحزاب العريقة في السودان وهو يستند إلى القاعدة الجماهيرية، والتي اذا فقدها فلن يصبح سوى لافته قديمة لحزب تاريخي واستمرار تاييده للمليشيا سيفقده هذه القيمة.
ثأر شخصي
في مقابل ذلك اعتبر استاذ العلوم السياسية الطاهر احمد، ان ما يحدث داخل حزب الأمة من صراع، يعتبر أكبر من مريم المهدي نفسها، مشددا في حديثه ل” الكرامة” على أنها لا تمتلك قرارا وان الصراع داخل حزب الأمة يتمثل في مجموعة مسيطرة على القرار تريد تحقيق أهدافها ضد العسكر من خلال تأييد المليشيا.
ويرى الطاهر ان توجيه اتهام في حق مريم ضمن قائمة أصدرها النائب العام الايام الماضية، سيجعلها تمضي في دعمها للمليشيا، لاعتبار ان الامر أصبح ثار شخصي مع الجيش وفلول النظام السابق، مؤكدا أن بوصلة كريمة المهدي لن تتغير عن اتجاهها.
وتابع: أي تغيير او تراجع في هذه الحالة يعني انهزام الحزب وعدم توافقه بشأن التمرد خاصة بعد توقيع اتفاق أديس ابابا مع قائد التمرد حميدتي
صراع
ويعاني حزب الأمة صراع داخلي كبير بشأن مشاركة الحزب في تنسيقة تقدم، وتاييده لمليشيا الدعم السريع، مع استمرار حالة الصراع هذه، يذهب متابعين إلى توقعات بحدوث انقسام داخل الحزب، لجهة ان الاستمرار في دعم المليشيا سيفقد الحزب وضعه التاريخي ويخرجه من اي حراك سياسي قادم.
وتنعكس حالة الصراع السياسي هذه على القيادات داخل الحزب نفسها مابين موال وداعم للجيش في معركة الكرامة، واخر يدافع عن مكتسبات مفقودة حققها عبر تنسيقية تقدم.
المصدر: الكرامة