بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل
تنظيمات الجزيرة/ودمدني
جماهير شعبنا الصامد
تأكد بعد مضي عام على استمرار الحرب،أن طرفا الحرب في إطار تنافسهم على السلطة والمصالح شاركا في تأجيجها وتوسيع نطاقها جغرافيا واجتماعيا، ويتكاملان في تبادل الأدوار في التصعيد والتصعيد المضاد بإجهاض أي مسعى لوقف الحرب،
ويعملان وبتنسيق وتماه تام مع قوى التآمر المحلي أعداء الشعب والوطن وجهات إقليمية ودولية نافذة، على فرض واقع سياسي يستهدف توليد شراكة بينهما في إطار سلطة استبدادية بواجهة مدنية، زائفة تعمل على تصفية الانتفاضة الثورية وتقطع الطريق أمام تحقيق أهدافها في بناء سلطة التحول المدني الديمقراطي،
وتمهد الطريق لتقسيم بلادنا إلى دويلات متناحرة، وبدوافع التوجهات والمصالح المشتركة لهذه الأطراف، تحولت 10 ولايات إلى ساحات معارك وميدان اشتباكات وقتال مباشر وبكافة أنواع الأسلحة بين طرفي الحرب المجرمين ومناصريهم، شملت (العاصمة والجزيرة وجنوب ووسط وغرب وشمال وشرق دارفور بالإضافة لولايات شمال وغرب وجنوب كردفان)
مخلفة وراءها عشرات الآلاف من القتلى والمصابين والأسرى والمفقودين، وتشريد أكثر من 7 ملايين مواطن في أكبر عملية نزوح جماعي، مع استمرار تفاقم معاناتهم الإنسانية وآثارها من نقص الغذاء والدواء والمأوى،
بينما تعاني الولايات الثماني التي تقع خارج نطاق الحرب المباشرة وتتحكم في إدارتها والسيطرة عليها سلطات الأمر الواقع التي يقودها فلول النظام المقبور،حروب متعددة داخل الحرب الكبيرة المستمرة،
فبجانب معاناة الآثار والضغوط الكارثية المادية والإنسانية بتضاعف كلفة المعيشة وانهيار المؤسسات الخدمية والزيادات الجنونية في أسعار السلع والخدمات وشح وانعدام الدخول والمرتبات لكافة العاملين في قطاع الدولة والقطاع الخاص، بسبب استمرار واتساع نطاق الحرب،
فهي تعاني أيضا من وطأة الإجراءات التعسفية لسلطات الأمر الواقع الاستبدادية من التطبيق الانتقائي المتعسف لأحكام الطوارئ التي تستهدف قوى الثورة بالتخوين وتلفيق التهم والتضييق على الحريات العامة والانتهاكات الفظة لحقوق الإنسان،
والملاحقات الأمنية لأعضاء لجان المقاومة والقوى السياسية وغرف الطوارئ وحملات الملاحقة والاعتقالات الجماعية بطابعها الجهوي والعنصري المقيت ويأتي ذلك في إطار نهج وتوجهات سلطات الأمر الواقع الاستبدادية وأمراء الحرب لإضعاف وتصفية قوى الثورة من لجان المقاومة ولجان الخدمات والتغيير والقوى النقابية والأحزاب والقوى السياسية الوطنية.
▪️جماهير شعبنا الصامدة الصابرة
بعد مرور عام على الحرب شهدت ولاية الجزيرة وعلى مدى 5 أشهر بعد الانسحاب المفاجئ المذل للجيش وفلول النظام المقبور،
والذي فتح البوابات أمام اجتياح قوات الدعم السريع لمدينة ودمدني لتواصل عدوانها المستمر على قرى ولاية الجزيرة بتوزيع القتل اليومي الممنهج والحملات المنظمة من الانتهاكات والإذلال وامتهان كرامة الآلاف من المواطنين من الرجال والنساء والشباب والأطفال
حيث حاصرت واستباحت قوات الدعم السريع أكثر من 170 قرية معرضة حياة الآلاف من المواطنين لخطر الموت المحقق والترويع والتهجير القسري وتوزع عدوانها على مختلف محليات الولاية،
إذ سجلت محلية الحصاحيصا العدد الأكبر من الهجمات إذ تعرضت 49 قرية لهجمات منظمة ومتواترة شملت (ابوقوتة وطابت الشيخ عبد المحمود ونايل والفقرا ومعيجنة وام عضام وشرفت الحلاويين وأم دوانة والكبر والعقدة والمغاربة وتنوب وأبو عدارة والعيكورة وفارس الكتاب .. إلخ)
ويتواصل العدوان في محلية جنوب الجزيرة حيث تعرضت أكثر من 39 قرية لحملات مداهمات شملت قرى (المدينة عرب والجبلية والرضمة وودالماحي وروينا ومهلة والدوحة والعمارة ضيف الله وودالنور وو دالنعيم… إلخ) تليها محلية شرق الجزيرة وشملت الهجمات قرى (غريقانة والعوايضة وودالسيد والطلحة) واستمرت حملات الدعم السريع في محلية مدني الكبرى لتشمل 3 قرى هي (العريباب والكريبة وشندي فوق)
وتتواصل الاعتداءات في محلية المناقل حيث شملت (ود النويهي والمسلمية وأم حجير) تليها محلية ٢٤ القرشي التي طال العدوان عليها حلة عمر، وكانت حصيلة ضحايا عدوان الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة مقتل أكثر من 500 مواطن،
وأكثر من ألف إصابة ما بين الأذى البسيط والإعاقة الجزئية والشاملة، واختفاء العشرات من الشباب والنساء وتزايد الانتهاكات الممنهجة التي يلازمها العنف المفرط والإذلال والحط من الكرامة الإنسانية، رافق هذه الاعتداءات عمليات نهب منظم لممتلكات المواطنين من السيارات والذهب والأموال والمحاصيل من المنازل والمزارع وضرب وتخريب صهاريج المياه في القرى ونزع وتفكيك ألواح الطاقة الشمسية المشغلة لمضخات المياه،
وتزايد أثر هذا الاجتياح المنظم اتساع نطاق التهجير القسري من كل القرى بنزوح الآلاف من السكان يهيمون في المزارع دون غذاء أو دواء.
أن هذه الجرائم المنظمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد السكان المدنيين في قرى ولاية الجزيرة تمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تضاف لسلسلة جرائمها المتواصلة في معظم ولايات ومدن بلادنا، وانتهاكا فظا لحقوق الإنسان وتحول خطير في مجرى الحرب ينذر بدخول الولاية إلى طور حرب الإبادة،
ينبغي توثيق وقائعها توطئة لتقديم المجرمين للعدالة الوطنية والدولية والاقتصاص للضحايا
▪️جماهير شعبنا الصامدة…
نجدد عهدنا لجماهير شعبنا بأن نعمل على بذل كل جهودنا بالتعاون والتنسيق مع كل القوى الحية الرافضة للحرب والتي تعمل على إيقافها وتناضل من أجل استعادة نهج الثورة وطريقها للديمقراطية والحكم المدني،
على تطوير وتعزيز العمل المشترك في سبيل وحدة قوى الثورة من خلال الجبهة الشعبية العريضة للديمقراطية والتغيير، من القوى السياسية الوطنية والثوار في لجان المقاومة ولجان التسيير النقابية ولجان وروابط المزارعين والتنظيمات النسوية والطلابية والقوى المدنية وأن نناضل معا وجنبا إلى جنب من أجل:
* المطالبة والعمل لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وصولا لوقف الحرب ومعالجة تداعياتها وآثارها وتوفير الممرات الآمنة لضمان عودة المواطنين إلى ديارهم ومنازلهم وتسهيل انسياب الخدمات الأساسية…
* إدانة وتوثيق جرائم استباحة قوات الدعم السريع لمدن وقرى الولاية ومقاومة ورفض ومنع تمددها وابتزازها وتهديدها لقادة ورموز المجتمعات الأهلية وتهديدها للسلم الأهلي والنسيج الاجتماعي لشعبنا
* التعاون والتنسيق مع القوى المجتمعية الأهلية الحية من أجل مقاومة وفضح وتعرية دعاة الحرب من الطرفين المجرمين، وعزلهم من أي حواضن اجتماعية ونزع أي غطاء شعبي عن طرفيها وتأكيد بعدهم عن الشعب ومصالحه العليا
* مقاومة وإفشال مخططات قوى الردة والفلول الرامية إلى التجييش القبلي والمناطقي وتوزيع السلاح للمدنيين في إطار التصعيد والتصعيد المضاد لإطالة أمد الحرب وتوسيع نطاق الاقتتال اجتماعيا وجغرافيا
* العمل المشترك والتنسيق مع كل قوى الثورة الحية، لحشد أوسع إرادة شعبية لوقف الحرب ومنع تداعياتها الأمنية والإنسانية والسياسية… إلخ بتقوية وحدة النسيج الوطني في مدن وقرى الولاية وإرساء وتعضيد قيم التعايش السلمي والتآخي الوطني في مواجهة خطاب الكراهية والتجييش والفتنة القبلية والعنصرية ودعاتها وهزيمة مشروع الحرب الأهلية والتقسيم
* التأكيد بأن وقف الحرب، يستند على إرادة الجماهير وتقاليد نضالها السلمي الديمقراطي في إطار جبهة شعبية عريضة للديمقراطية والتغيير تناضل لوقف الحرب وتحقيق السلام والأمن والاستقرار، والمحافظة على وحدة بلادنا وسلامتها وتقدمها، واستعادة مشروع الثورة وعنفوانها على طريق تجديد النضال من أجل الحرية السلام والعدالة
* عاش نضال شعبنا من أجل السلام والحرية والوحدة والعدالة
* المجد والخلود للشهداء الأكرم منا جميعا
* الحرية للمعتقلين في معتقلات وسجون طرفي الحرب القتلة المجرمون
*العودة الامنه لكل المهجرين والنازحين واللاجئين
حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل
ودمدني
15 أبريل 2024
#الهدف_بيانات