ونسة، عن التغيير السطحى، و(التغيير الجذرى) !!
-محجوب فضل بدرى-
-رحم الله صديقى وحبيبى الشيخ نصر الله عبد الله نصر الله، الذى كان رجلا حلو المعشر، طيب القلب جدا، فقد حكى لى ذات مرة، طرفة حلوة، بلهجته الشايقية المحببة، بعد أن بدأ بعبارته التى لا يمل تكرارها كلما التقى بى (والله يامحجوب نحن بنحبك) أنزل الله على قبره شابيب الرحمة.
-جاءت امرأة كبيرة فى السن من بلدنا (قنتى)، للمساعد الطبى(مساعد الحكيم) وقالت له (انا نفسى مابية الأكل كلو كلو) فقال لها الحكيم: ياحاجة، جابوا ليك لحمة صاج ونفسك ابتها؟ فقالت لا. قال لها: جابوا ليك كبدة مطقطقة فى الزيت، ونفسك ابتها؟ فقالت لا. قال لها جابوا ليك سمك محمر، ونفسك ابتو؟ فقالت لا. قال لها جابوا ليك جدادة مكرفسة، ونفسك ابتها؟ فقالت لا. فقال لها مساعد الحكيم، نان الاكل وينو الابتو نفسك!! ياحاجة المشكلة ما فى نفسك المشكلة فى الأكل!!
-والطرفة مهداة للأسطى محمد مختار الخطيب الأمين العام للحزب الشيوعى السودانى (ان كان للشيوعيين أمانة)!! ومناسبة الاهداء، هو اعلانهم عن قيام تحالف جديد باسم التغيير السطحى آسف الجذرى كما قالوا !! وكأن البلد ناقصة مسميات، أولافتات، أوشعارات، أومؤتمرات صحفية!! ونقول للأسطى الخطيب، المشكلة مافى البلد براها،المشكلة فيكم أنتو!! قاعدين تغيروا فى المسميات، وأفكاركم ميتة فى راسكم، لا تتواءم مع مطالب الشعب، وأحلامه فى (الحرية والسلام والعدالة)، والعيش الكريم.
-وليس من الانصاف ولا العدالة ولا المنطق أن يطرح الحزب الشيوعى السودانى، ولا اى حزب من أحزاب قحط نفسه منقذا لبلادنا من دوامة المشاكل التى تعيشها البلاد لانهم جزء من المشكلة ولن يكونوا جزءا من الحل. وقد ساموا الشعب الخسف فى سنوات القحط العجاف، وهاهم بكل قوة عين يريدون أن يتحكموا مرة اخرى فى رقاب هذا الشعب المكلوم، الصابر المحتسب. وكأن حواء السودانية لم تلد غيرهم،ولاشئ فيهم يشبه السودان،غير (عمة عمك أسطى الخطيب للمقلوزة) !!
– -ان مجرد تكوين حزب سياسى او تحالف من اى عدد من الأحزاب، لن يعطيهم الحق فى تولى زمام الحكم فى البلاد!! الا بعد اجراء انتخابات عامة، يقول فيها الشعب كلمته، ويجئ من تختاره الأغلبية، وفق برنامجه المطروح، -وهل يجروء الشيوعيون على اعلان برنامجهم؟؟ -لينفذوا وعودهم الانتخابية، فى فترة محددة، تنتهى باجراء انتخابات اخرى، فيعود الحزب مرة اخرى، او يسقط، وهذه الامور من ابجديات العمل السياسى فى مايعرف بالديمقراطية، والتى هى حكم الاغلبية، والتى يخشاها، بل ويتجنبها الحزب الشيوعى، واحزاب اليسار كافة، ولا كيف يا اسطى!!
-أما ان يطلع علينا الحزب الشيوعى وهو يتوكأ على عصا الحركات المتمردة(عبد الواحد، والحلو) ويجاهر بتفكيك الجيش، والمؤسسات الأمنية، وتكوين جيش من الحركات المسلحة، غير الموقعة، على اتفاقية جوبا للسلام، ومن ثم يبدأ فى تغييره الجذرى المزعوم، والذى يبدأ بتفكيك الجيش، ولا ينتهى بتغيير عقيدة الأمة وايمانها بالله الواحد الأحد،فهذا ما لن يكون باذن الله،وفى الشعب عين تطرف،او عرق ينبض، وهاهو خالد سلك يسمى الجلالة التى يرددها العساكر لا اله الا الله انحرافا، اى والله اسماها انحرافا!! تبقى المشكلة وييين ياجماعة الخير!!
رحم الله شيخ نصر الله، وطرح البركة فى عقبه الى يوم الدين.