صبري محمد علي (العيكورة) يكتب.. شُغل مُعلمين ياعمك .!
خاص بـ {صوت السودان}
(مُش) ….
عندنا فنان كده بغني
مرة أسرح
ومرة أفرح
ومرة تغلبني القراية ؟
حقيقة أنا أعترف بأنني أعيش هذه الحالة الآن
ولكن سنكتب رغم إختلاج المشاعر وتأججها
وسنعود لاحقاً بإذن الله
لنحكي عن هذه الملحمة البطولية وعن هذا النصر الذي حققته قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية والشرطية بولاية الجزيرة
هذا النصر الذي ….
أثلج صُدُور جميع السودانيين
واشفى صدور قوم مؤمنين
فسنعود بإذن الله
لهذه الملحمة البطولية
متى ما توفرت لنا
شواردها وخباياها
لكن …
تعال أحكي ليك عن حكاية (المُستطيل) الذي
أختتم به هذا النصر المُؤذر
والمستطيل الذي أعني …
عرضة يبدأ من شرق النيل بولاية الخرطوم و يمتد شرقاً حتى تخوم
( ابو دليق)
وطوله ينتهي جنوباً ب (ابو حراز) وكبري حنتوب
(فهمت عليً) !
وعندما نقول
(شُغُل معلمين)
نعني أن ….
الإستخبارت كانت في كل كيلومتر
ونعني …..
حكاية العشرين تاتشر (الكرت) التي أبيدت عصر اليوم
لم تنقر (سِلف) في حياتها
ونعني ….
الثلاثين عربة الملاكي المنهوبة التي قُبرت عند تخوم كبري حنتوب
ونعني ….
الرجال الذين كانوا خلف المدافع والدوشكات ونعني رجال الدمازين وسنار والقضارف
ونعني ….
القُنبلة التي إهتزت لها قرى الشرفات الثلاث صباح هذا اليوم
ونعني …..
فرد الإستخبارت الذي كان يرصُد و يُرسل من مكان عالٍ لا نستطيع وصفه
ونعني ….
(المكاوشة) التي تمت برفاعة وتمبول و ود راوة ….
والمكاوشة كلمة كنا نُطلقها على مُطاردة الدجاج حتى الإمساك به
المكاوشة التي حدثت اليوم وبالأمس للفارين من المستطيل كانت بسبب الجوع لا الحُكم
و الجوع كافر
و نعني ….
العربات التائه في سهول البطانة تسأل عن (الدرب)
والعربات تلك
كانت لقمة سائغة لسلاح الجو
وكله كان داخل المستطيل !
ونعني ….
البحر
والبحر كان هو الضلع الغربي للمستطيل
و البحر منذ الجمعة
حُرمت عليه المراكب
و بأمر الجيش
وقوارب شرطة الدفاع المدني كانت حينها
تصطاد شيئاً ما إبتداءاً
(مننن) منتزة الكاسح جنوباً
وحتى تخوم الباقير
والصيد كان
من غير هدوم
ومن غير عربي
ومن غير أخلاق
ومن غير سلاح
وعند عرض المستطيل الجنوبي
كانت (الرجال راكزة)
والمسافة (صفر) عن الكبري
وعن حنتوب
وعن مدني
والطيران يشتغل ويحصد
والرجال تمشط وتصطاد الهاربين
من القصف
و قادة …
(الأبابيل) الخمسة الأخيرة
قالوا …
(حرررم تزحوا لينا)
والتحليق المنخفض
(عدمهم طفاي النار)
وغرفة القيادة ….
بالمدينة تشير
أن (كفاية)
يا ضابط
إنضبط يا ضابط
والطيار …
يحرك السبابة أفقياً
ويقول …
(حررم) ما أخلي فيهم واحد !
وشغل (ناس) العمليات الخاصة بمدني اليوم نهاراً كان ملحمة عفوية
ولكن … ولكن
ونكررها عمداً
يبقي المهم ….
الذي يجب أن نُحذر منه وهو …
غداً ولربما الليلة سيحاولون العودة للهجوم (أقول لربما)
وسيعيدون نشر (فيديوهاتهم) القديمة ومعالجتها لإلصاقها بمدني والجزيرة لصناعة نصر كاذب
ولربما هاجموا قرية أو مدينة ما
أو مركز شرطة بغرض التصوير
ولربما …
صنعت لهم غرف (دبي) أفلاماً
لتثبيط الهمم ولربما افتعلوا نصراً كذوباً هنا وهناك
ولربما
ولربما
فكل هذه (السيناريوهات) متوقعة منهم ومن (قحطهم)
فالحذر
من (الإستكانة) والإفراط في التفاؤل والركون أيها المواطن
فالحرب سجال
وإن كان تلقائياً تُعتبر الخرطوم حُرة
متوجة بهذا النصر
عزيزي مواطن الجزيرة
وزائرها
كن رجل الأمن الأول حتى لا يُزعزعوا ثقتكم في جيشكم بمقطع (فيديو) مصنوع
وأخيراً …..
السيد والي الجزيرة
ها هي سنار …
وقد أعلنت عصر اليوم إعلان حالة الطوارئ أسوة بكم فلكم أجرها وأجر من عمل بها
ولكن من غدٍ فصاعداً
نريد (جزيرة غير)
فلا ستات شاي
ولا بائعات طعام
لا تسالي
لا ترمس
لا صبية اورنيش
لا لا لا
إلا …
تحت بصر سلطاتكم وسمعها
بتشريعات صارمة وأسواق محدودة و زمن محدد للإغلاق
سيدي الوالي ….
هل يعقل أننا
شعب (كييف) لدرجة ان (ننخمل) حول ستات الشاي حتى الثالثة صباحاً ؟
نظفوا الولاية يا سيدي
و بالقانون
الوحش يقتل ثائراً
والارض تنبت ألف ثائر
يا كبرياء (الجزيرة)
لو متنا …
لحاربت المقابر