الكتاب

العيكورة: ابو تمام في السوق العربي

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

و أبو تمام حين قال …

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت 

ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

كان يشير في صدر البيت الي ان في بعض الابتلاء نعمة . واعتقد ان الذي يحدث الان بالسودان هو نعمة بكل المقاييس اذا ما نظرنا للنصف (المليان) من الكوب .

قول لي كيفن؟

اول حاجة ….

نحن شعب كان ينقصه ان يعلم ماذا يعني له الوطن وماذا يعني ان يكون لك جيش . هذه كلمات كان (يلوكها) دون ان يدرك معانيها

طبعا (حا) تقول لي …

ما نحن عارفين الكلام ده من زمان يا استاذ !

اقول ليك لا …!

مش بهذا المعنى و لكن الان بعد ان غادر اهل الخرطوم خرطومهم علموا جيدا ما معني ان تكون (آمنا مطمئنا في سربك) . فكان لابد ان يعايش الناس (شيل البُقج) حتى يعلموا ان كثرة التنظير لن تحمي لنا وطنا والسلبية والفرجة لن تحمي ارضا ولا منزلا .

 فالذي يحدث الان هو نتاج تلك المواقف الرمادية التى قابل بها (دعنا نقول) بعض من الشعب السوداني

سنوات (قحت) العجاف حتى اذاقنا الله لباس الجوع و الخوف

يا بني آدم ….

القراي … القراي

عرض رسمة ضمنها المقررات المدرسية ل (مايكل انجلو) على انها تجسيدا للذات الآهية (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)

ويطلع واحد …

من السفهاء والمغيبين من يقول (القراي يمثلني) !!

الم يحدث ذلك؟

نصر الدين (مريسة) …

لم يترك شاردة ولا واردة لطمس التشريعات الاسلامية من القوانين السودانية إلا وقضى عليها …

الم يحدث ذلك؟

وزير التربية والتعليم …..

(الشايب العايب)

يطالب النساء بالتصالح مع اجسادهن مستنكرا عليهن التستر والعفاف

الم يحدث ذلك ؟

جمعية القرآن الكريم …

واذاعته الطاهرة تسلم دارا للمثليين والسحاقيات بعد ان استحدث حمدوك قبح الله وجهه أينما حل مستشارة له للنوع ويقصد بالنوع الجنس الثالث !

الم يحدث ذلك؟

وغير ذلك من الامثلة الكثير والكثير جدا التي يندى له الجبين !

فماذا كان ينتظر الشعب السوداني . و ما اصاب من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير . ويقينا ان هناك لطفا و قدرا من الله سبحانه وتعالى ان يخفف عن السودان ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض 

و من لطف المولى عز و جل علينا …

ان تُسحق (قحت) سحقا و ذات الجيل المخموم ما زال عائشا ليشاهد بأم عينية كيف غرر به لسنوات اربع جدباء ومن لطف المولى عز وجل بأهل السودان ان ازال عنهم رجس العلمانية والالحاد وطهر وطنهم كما لم يكن قد تطهر من قبل .

فالحمد لله الذي اذهب عنا الاذى وعافانا

واشهد على ذلك شبابهم ذات الشباب (الراكب الراس) 

لذا ليس بمستغربِ ان يُهرول حملة الجوازات الاجنبية من العلمانيين السودانيبن ضمن اول الهاربين .

 النعمة الاخرى ….

قد إنتهت طبقة ارزقية السياسة وبيوتات القداسة المتوارثة والي غير رجعة فلا اعتقد بعد اليوم ان سيكون من بين شبابنا من سيثق في آل بيت فلان او متنطع يساري بعد ان فضحهم وعراهم التاريخ

وعليهم ان يبحثوا عن (وظيفة اخرى) لكسب العيش

فيا لسُخف القدر ان لدينا بالسودان وظيفة اسمها 

(السياسة) .

 

النعمة الثالثة ….

والمهمة بنظري هي

الاحساس بقيمة الوطن وامكانية فقدانه باسرع مما كنا نتصور .

بعد ان كنا نكرر في عمى وغباء وصلف

ان السودان

ليست اليمن …

و ليست ليبيا !

ولكنه كاد ان يلحق بهما لو لطف الله علينا ثم التفاف الشعب خلف قواته المسلحة الابية . 

وهذه القيمة ستقودنا في مقبل الايام للاعتذار الجماعي للوطن والارض والسماء

والتوجه بكل حماس نحو التنمية والبناء وسنعترف بأننا قصرنا في حق وطننا و بلا إستثناء .

فلا بد ان كل منا قد شعر بإرتفاع هرمون الوطنية هذه الايام ، و هذا يستوجب منٌا عزل الخونة والعملاء في غير مواربة وتطهير صفوف هذا الوطن 

ولعل هذا هو من اوجب واجبات المرحلة المقبلة

وان نترك ونتخلى عن ….

النفخة الكضابة والغناء الفارغ وعجب النفس . و لتكن كل الدماء والعرق لهذا الوطن و الوطن وحده

المجد والخلود لشهدائنا الابرار وعاجل الشفاء للجرحى والنصر لجيشنا الباسل .

ولا نامت اعين الجبناء والعملاء والخونة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى