محجوب فضل بدری | فأقِم عليهم مأتماً وعويلا !!
– ماراعنی مشهد الوقفة الإحتجاجية التی نظَّمها أساتذة الجامعات،أمام رٸاسة مجلس الوزراء،بل صدمتنی المعلومة التی تقول بأن ضآلة مرتب الأستاذ الجامعی،لا تُصَدَّق ،وان اردتم معرفة ذلك تحديداً فانظروا فی الهيكل الراتبی للقوات المسلحة،واخفضوا بصركم الی ادنی الهيكل،ولا تتطلعوا الی (مرتب رتبة الفريق أول/ لواء !!) بل الی (فٸة جندی/وكيل عريف) !! عندها ستجدون ما يساوی مرتب الأستاذ الجامعی !! والله صحی!!
-وقد أَكَّد لی هذه المعلومة الأستاذ الدكتور/ اسماعيل محمد الفقير الجبوري. ( فقيری ) الأستاذ بكلية الإنتاج الحيواني وعضو لجنة المناهج بجامعة. بحری۔المدير السابق للمعهد السوداني الفرنسي لتقانات التناسل (سفاري).المستشار لعدد من الشركات والهيئات العامة والخاصة. رجل بهذه السيرة الأكاديمية الباذخة،والسمت الوقور،وسليل الأسرة المعروفة بالحكمة علی نطاق السودان،( عاٸلة الفقير الجبوری ) لا يمكن ان يشارك فی وقفات إحتجاجية إعتباطاً، إلا أن يكون الأمر فوق كل قدرة علی التحمُّل ۔ وليس ضعف المرتب وحده !!
-الوقفة الإحتجاجية لأساتذة الجامعات، مقرٶةً مع إضراب المعلمين،لا يمكن أن تكون ذات أجندة سياسية محضة، ولا يمكن لأساتذة الجامعات،والمعلمين،أن يكونوا مطية لأحزاب،أو أی تنظيمات سياسية أخری لولا إن (الحكاية وصلت اللحم الحی) فالمعلم عليه كل التعويل فی بناء الأمة،(من تربية النَشْء إلی تسليح الطلاب بالعلم النافع) ولسنا بحاجة الی التدليل علی دور المعلم والأستاذ فی مسيرة بلادنا فی المناحی كافةً،وأی محاولة لإذلال المعلم هو ضرب لأخلاق الأمة، مما يستدعی إقامة المآتم والعويل علی البلد كلها۔
قال أمير الشعراء أحمد شوقی :-
قُـم للمعلــمِ وفّـهِ التبجيــــــــــلا ،كاد المعلـمُ ان يكـونَ رسـولا
أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الـذي يبني ويُنشئُ أنفسـاًوعقــــولا
سُبحانـكَ اللهم خيــرَ معلــــم ،علّمتِ بالقلـمِ القـرونَ الاولــــــى
أخرجتَ هـذا العقل مـن ظُلُماتـهِ ،وهَديتهُ النـورَ المبيـنَ ســبيلا
أرسلتَ بالتوراةِ موسى مُرشـداً،وابـن البتـول فعلّـم الإنجيـــــلا
وفَجَرْتَ ينبوع البيـان محمداً ،فسقى الحديث ونـاول التنزيـلا
إن الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ،و وجدتُ شُجعانَ العقولِ قليــلا
إن الذي خَلَقَ الحقيـقـةَ علقمـــاً،لم يُخل من أهلِ الحقيقـةِجيـلا
تسدي الجميل إلى البلاد وتستحي،من أن تكافأ بالثنـاء جميـلا
واذا أصيب القوم فـي أخلاقِهـم ،فأقــم عليهـم مأتمـاً وعويــلا
وإذا النســاء نشـأن فـي أُميـــّـــة، رَضِعَ الرجال جهالـةوخمــولا
ليس اليتيمُ مـن إنتهى أبــواه،من همِّ الحـياةِ وخلّفـاهُ ذلـيــــلا
إن اليتيم هو الـذي تلقــــى لـه،أمـاً تخلّـت أو أبـاً مشــــغــــولا
(وإنَّ من الشعرِ لَحكمة،وإنَّ من البيان لسحرا)
أدركوا المعلمين،وأساتذة الجامعات وأنصفوهم قبل أن تتداعی أركان البلد علی رٶوس الجميع حكاماً ومحكومين !!