في بريد الصحفية سهير عبدالرحيم.. ( الساذج والحرب بالوكالة )
حوالي ثمانية أشهر منذ اندلاع الحرب الروسية الأكرانية في ٢٤ فبراير ٢٠٢٢م ، ويقدر الخبراء خسائر الأرواح الأوكرانية ما بين ٥٠ – ٢٠٠ قتيلاً يومياً ، وتدمير آلاف الدبابات والطائرات ، وخسائر البنية التحتية الأوكرانية تجاوزت التريليون دولار .. وبالمقابل فإن خسائر الجانب الروسي هي أيضاً نحواً من ذلك.
التغطية الإعلامية لهذه الحرب انعدمت فيها أي صورة لوحشية وفظائع الحرب التي تجري بأشد أنواع الأسلحة فتكاً ، فلا دماء ، ولا أشلاء ، ولا جثث ، ولا توابيت ، ولا حتى مظاهر للهلع أو الصدمات النفسية .. سوى ما تردد عن مذابح مدينة بوتشا مع صور لا ترقى لمستوى ما تحدث عنه الإعلام الغربي ، وعند مقارنة الصور المتداولة في التغطية الإعلامية مقارنةً مع تغطية ذات القنوات والوكالات لحروبٍ أخرى في السودان أو سوريا أو ليبيا … الخ ، فهذا يؤكد (على الأقل) أمرين:
كل الإعلام الدولي يتم التحكم فيه بدقة شديدة ، بما في ذلك ما يتم بثه على وسائط الانترنت ، وذلك لمزيد من إحكام السيطرة على الرأي العام الأوكراني ثم الأوربي ثم الغربي وأخيراً العالمي.
الجهات المُتحكِّمة في الإعلام والرأي العام تريد لهذه الحرب أن تستمر لأطول فترة ممكنة ، حيث أن أوكرانيا لا تمثل في هذه الحرب سوى المرحلة الأولى فقط.
واهمٌ وموغلٌ في السذاجة من ظنَّ أن الأوربيون سيسمحون بأن تصليهم نار الحرب فتُعيد بلادهم إلى القرون الوسطى ، بينما ينعم بقية العالم بالسلام والأمن والرخاء ، فالتاريخ ومجريات الحاضر تقول بعكس ذلك تماماً.
حالة عدم الاستقرار وحالة اللا دولة التي تمر بها العديد من دول المنطقة (العراق ، سوريا ، اليمن ، السودان ، إثيوبيا ، ليبيا ، تشاد ، إفريقيا الوسطى ، مالي ، بوركينافاسو …الخ) ليست وليدة الصدفة ، وإنما تأتي في إطار إعداد المسرح لميلودراما تراجيدية رخيصة ، وقد حشدوا لها العديد من الممثلين الكومبارس من طراز فلوديمير زيلينيسكي الذي سيحارب بالوكالة عن أسياده حتى آخر مواطن أوكراني كما فعل ميخائيل ساكاشفيلي من قبل.