تفاصيل لقاء عاصف بين “كرتي” و”حميدتي”
الخرطوم: صوت السودان
شهدت ضاحية كافوري، في الخرطوم بحري، لقاءً عاصفاً بين نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع، والامين العام للحركة الإسلامية الحالي علي أحمد كرتي، وجاء هذا اللقاء بطلب من حميدتي بينما اشترط كرتي تحديد وتأمين مكان اللقاء بحسب التفاصيل الدقيقة التي حصل عليها (مونتي كاروو).
وتشير إلى ان لقاء (كرتي وحميدتي) تم يوم الإثنين الماضي الموافق 22 من شهر أغسطس الحالي، وفي مضمون اللقاء اختلفت لهجة كرتي كثيراً مع حميدتي على عكس لقاؤهما الأول يوم 17 ابريل 2019 بعد 6 أيام من سقوط البشير، وفق المصدر المقرب الذي تحدث الى مراسل مونتي كاروو بالخرطوم .
واضاف المصدر ان علي كرتي تحدث في اللقاء الذي استمر اكثر من ساعتين مرسلا العديد من الرسائل ومتسائلا عن اسباب استعداء حميدتي للحركة الاسلامية ؟ (نحن ما غلطنا معاك في حاجه ) ومضى كرتي مذكراً قائلا (ان وجودنا – اي الحركة الاسلامية- في المؤسسة الام “الجيش السوداني” انت ما عارف حاجه عنه ووجودنا داخل مؤسستك دي – الدعم السريع- اصلا ما فقدناه) ورغم هجومك المستمر على الحركة الاسلامية ومؤسساتها لم نتخذ اي اجراءات عدائية ضدك.
واعاد كرتي تذكير حميدتي بأن الحركة الإسلامية هي التي صنعته وليس عمر البشير، وقال كرتي تفصيلاً: (انت تعلم ان قانون الدعم السريع الذي تم تشريعه واعتماده في البرلمان كان هو قرار الحركة الإسلامية وليس عمر البشير كما تظن)
واكتفى حميدتي في ردوده على كرتي بأن الهجوم على (الكيزان) جزء من المناخ العام وانه لم يصنع هذا المناخ.
واضاف المصدر ان حميدتي قام بتنوير دائرة ضيقة جدا من المقربين منه بمخرجات اللقاء وقال حميدتي ان لهجة كرتي تنم عن ثقة غير معهوده وكانت اقرب الى توجيه تحذيرات وتهديدات مبطنة.
وكانت مونتي كاروو قد انفردت بنشر تفاصيل اول لقاء تم بين كرتي وحميدتي في السابع عشر من ابريل 2019 اي بعد ستة ايام من سقوط نظام المخلوع عمر البشير.
في ذلك اللقاء الذي تم بمنزل حميدتي بضاحية جبرة بالخرطوم ، أشاد علي كرتي بمواقف حميدتي وبانحياز قواته الى جانب خيار الشعب في خلع البشير الذي حاول المؤتمر الوطني كثيرا ان يقنعه بالتنحي وعدم الترشح في انتخابات 2020 لكن دون جدوى.
وادعى كرتي لحميدتي حسب المصدر انهم لا يعتبرونه خائنا بل جنب البلاد المزيد من اراقة الدماء وفيما يتعلق بالفترة الانتقالية فإنهم كحركة اسلامية ، لا يطمحون في المشاركة في اي من مستوياتها سواء كانت تنفيذية او تشريعية وسيتوارون عن المسرح السياسي تماما شريطة ألا يشرك المجلس العسكري فيها اي من خصومهم التاريخيين من الشيوعيين والبعثيين، وأن يشكلوا حكومة تصريف اعمال.. ومن ثم عقد انتخابات بعد عام واحد مثلما فعل سوار الذهب عقب الاطاحة بنظام النميري في 86 وستتفرغ الحركة الاسلامية للاستعداد للانتخابات عبر واجهة جديدة.