خلف الاسوار

سهيرعبدالرحيم تكتب: صباح الخير يا وزير التربية والتعليم

خلف الأسوار

 

عند الحكومات المؤتمنة على شعوبها والدول التي تحترم مواطنيها يسعى الوزراء و المسؤولون فيها لإزالة العقبات.. لا وضعها، لإدارة الأزمات.. لا صناعتها على تفكيك المشاكل.. لا تعقيدها، على راحة المواطن.. لا معاناته.

امتحانات الشهادة السودانية والتي انعقدت في ديسمبر الماضي جاء قرار إعفاء الطلاب من رسومها كواحد من القرارات التي يمكن تصنيفها بالإيجابية والوقوف إلى جانب المواطن وجبر الضرر والمساهمة الواضحة والحقيقية من الدولة في تخفيف العبء على إنسان السودان النازح اللاجئ في أصقاع الأرض .

مجانية الامتحانات جاءت برداً وسلاماً على الجميع؛ الأسر والطلاب والمعلمين ، وكان واحداً من القرارات الصحيحة توقيتاً وظرفاً .

الآن تفاجأ الجميع بقائمة رسوم وُضعت جزافاً وعبطاً دون أدنى معايير إنسانية تراعي ذات المواطن ولي أمر الطالب الممتحن النازح اللاجيء الذي يدفع رغم أنفه وقدرته واستطاعته فاتورة الحرب.. يوميا

السيد وزير التربية والتعليم المكلف د. أحمد خليفة عمر ما الذي تغير بين شهري ديسمبر وفبراير …؟؟
ما الذي يجعل طلاباً يجلسون لامتحانات الشهادة السودانية مجاناً في ديسمبر ولا يجلسون مجاناً في مارس؟
ما الذي يجعل امتحانات شهادة سودانية مجاناً وأخرى بمبالغ طائلة؟
هل انتهت الحرب؟
هل عاد المواطنون بما فيهم أولياء أمور أولئك الطلاب إلى منازلهم؟
هل استقر الآباء والأمهات في وظائفهم؟
هل عوضت الدولة المواطنين ما فقدوه؟
هل عادت الحياة إلى سيرتها الأولى؟

معلوم أن الإجابة على كل الأسئلة أعلاه هي لا …؟ بدليل أنك نفسك السيد الوزير أنت ومكتبك وسكرتاريتك و كونترول شهادتك السودانية ما زلتم جميعا نازحين .. وأسركم لاجئة ، فما الذي يحعل غيركم مستقرين؟

ثم إن كانت هنالك دولة تدفع لك السكن والتنقل والمرتب والنثريات، فملايين المواطنين هائمون على رؤوسهم في معسكرات النزوح و دول الجوار ، و سعيد الحظ فيهم من لديه قريب مغترب يعينه على الإيجار و سد الرمق.

السيد الوزير.. أخبرني أيضا ما السبب الذي يجعل رسوم الامتحانات في بورتسودان أعلى منها في الشمالية ….؟؟ هل يعتقد والي ولاية البحر الأحمر أن ولايته كاليفورنيا أم برشلونة..؟

السيد الوزير.. أنت تجلس الآن على نفس كرسي الوزير الحوري، عليه رحمة الله ، الحوري الذي ترتفع الأكف صباحا ومساء كل يوم بالدعوات له بالرحمة والمغفرة والعتق من النار وجنة عرضها السموات والارض، أعدت للمتقين.

ذلك أنه كان حريصاً على التعليم ومنهجه وعلى الطلاب و مستقبلهم وعلى المعلمين وحقوقهم … فرحل وترك خلفه إرثاً من السيرة الحسنة، كن مثله يذكرْك الناس بالخير ولا تجعل منصبك مرتبطاً بحرمان الطلاب من أداء الامتحانات.

خارج السور:
السيد الوزير.. أمُدُّ إليك يدي أني على استعداد للعمل معك على مبادرة تساعد الطلاب على الجلوس للامتحانات دون أن يُحرم منهم أحد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى