خلف الاسوار

خلف الأسوار.. سهيرعبدالرحيم: قاقرين …تاني قام واحد جميل في بلدنا مات

خاص صوت السودان

رَحل الرجل المهذب… السفير العلَم…..الدبلوماسي المختلف…. الوقور الرصين… رَحل صاحب السيرة النقية… والأيام المطبوعة… وذاكرة السودان المضيئة. رَحل كابتن منتخب السودان وفريق الهلال صاحب الأهداف الأروع والكأس العظيم…

رَحل صباح اليوم بالقاهرة السفير الدكتور علي قاقرين… تاركًا إرثًا ثليدًا وتاريخًا باذخًا وسيرة عطرة ويداً شريفة وقلباً كبيراً وطرفة حاضرة ونفساً عزيزة.

كان آخر حديث لي معه رغبته أن أكون المستشار الإعلامي للجنة العليا لتعويضات الشعب السوداني عما فقده في الحرب… اللجنة التي كان رئيسًا لها وشرع فعليًا في وضع مصفوفة لحصر كل ما فقدته كل أسرة من مال وذهب ومركبات ومتاع.

 اعتذرت له عن قبول التكليف وقلت له “ابعدني عن اللجان والمناصب… أفضل أن أخدم وطني عبر قلمي وليس عبر منصب… وغدًا إن غيرت موديل سيارتي ستنتاشني الاتهامات أني سرقت أموال التعويضات”.

طلب مني التفكير ومعاودة التفكير والتريث… وقلت له “قراري واحد لا رجعة فيه… اتركني في مكاني صحفية مراقبة للعمل العام”… وقد كان متابعًا لذلك الحديث الكاتب الصحفي الصفر البارد مستشار اللجنة حاليًا.

الآن …ها هو قاقرين يرحل بهدوء عقب أن ملأ الدنيا حراكًا وتفاعلًا ومودةً ورحمة… رَحل وقد ترك لكم لجنة التعويضات فكرةً وميثاقاً ومبدأً عساكم أن تجدوا رجلًا عفيف اليد واللسان يسد فراغه وهيهات.

اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة واحشره مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا

(إنا لله وإنا إليه راجعون).

*خارج السور*

على مجلس السيادة الذي ينقل بالطائرات الوفود الفارغة من غير أثر يُذكر أن ينقل جثمان الرجل ليُوارى في وطنه وأن ينعيَه بما يليق به، فهذا قاقرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى