خلف الاسوار

خلف الأسوار..سهيرعبدالرحيم: 19ديسمبر ..لماذا..؟

خاص صوت السودان

أراد الشعب في 19ديسمبر الخلاص من المستعمر

وأراد الشعب في 19ديسمبر الخلاص من الديكتاتورية

رغب الشعب في 19ديسمبر أن يتنسم الاستقلال

ورغب الشعب في 19ديسمبر أن يتنسم الحرية

بحث الشعب في 19ديسمبر عن فجر الخلاص

وفي 19ديسمبر بحث عن جدوى الحياة

نجح الشعب في 19ديسمبر في نيل استقلاله

و فشل الشعب في 19ديسمبر في نيل استقلاله

جاءت 19ديسمبر لأجلنا ؛ لأجل مشاعر مكبوتة و عزيمة على التغيير وأرواح طاهرة و شباب غر و نفوس تواقة للحب والخير والجمال ، و رغبة في بدايات جديدة و وطن سمح المشارب

خرجنا في 19 ديسمبر بحثا عن دولة العدالة و المساواة و الحق و القانون و المؤسسات والنزاهة والشفافية ، خرجنا أملا في الديمقراطية والدولة المدنية والتداول السلمي للسلطة و الانتخابات الحرة النزيهة و إعلاء مباديء الولاء للوطن والسودان أولاً .

خرجنا بحثاً عن وطن حدادي مدادي ما بنبنيهو فرادي ولا بالضجة في الرادي ولا الخطب الحماسية ، عن وطن الجدود نفديك بالأرواح نزود .

خرجنا لمحاربة الفساد والمحسوبية والرُّشى ، خرجنا لمحاربة الظلم و الظالمين ، خرجنا لكسر القوانين الجائرة و بناء العدل وإيقاف التلاعب بمصالح العباد والمال العام وتسريع النماء بالتعليم والصحة والبنية التحتية والمشاريع التنموية لأجل وطن متماسك واحد وجيش قوي مهاب لأجل النظام والانضباط والنظافة و الرقي والوعي

خرجنا ضد حكم الكيزان وبطشهم و سوء إدارتهم و شموليتهم و فسادهم الذي استشرى في البر و البحر ، خرجنا لأجل أن ينعم أطفالنا بوطن صحي معافى ، خرجنا لأجل أن يكون بكرة أفضل من اليوم فماذا حدث ….؟؟؟؟

صحونا على سؤال مفزع؛ هل كان ما فعلناه ثورة؟

 هل هي ثورة أم انتفاضة؟ هل هي ثورة شعبية خالصة خرجت ضد حكم ديكتاتوري ورغبة في الديمقراطية أم ثورة ملونة لعبت أياد خارجية بإعداداتها وإعادة الضبط فيها؟

والسؤال الأهم هل تحققت من خلالها الشعارات المرفوعة أم أنها كانت مرحلة تخدير موضعي ليصحو الشعب على واقع آخر مختلف كليا؟

وهل من تسنم السلطة المدنية كان من رحم الثورة وقلب الشعب أم هي شخصيات كرتونية تم إعدادها وتعبئتها وتغليفها في مكان ما ثم ترحيلها لاحقاً لتصبح جزءاً من المشهد السياسي السوداني و تتصدره دون حق؟

اكتشفنا وللأسف عقب فوات الأوان و احتراق الوطن أننا خدعنا …؟؟.أنه تم التلاعب بإعادة الضبط في ثورتنا ، اكتشفنا في غمرة هتافنا للشهيد محجوب وطارق أن هنالك من يحمل فرشاة و يلون ثورتنا بألوان لا نعرفها ولم نخرج لها.

استبدلنا الكيزان بعملاء للسفارات…. استبدلنا حكماً شمولياً بناشطين….استبدلنا لصوصاً سرقوا الوطن باسم الدين والجهاد بلصوص يسرقون باسم الثورة والشهداء .

خارج السور:

قد تنعمون كيزان و قحاته ببعض أضواء ونفوذ و دولارات في جيوبكم المثقوبة بلعنات الشعب ….ولكن حتما سينجلي الظلام و نحيا كما ينبغي حين نتعلم فقط ألا نكون منافقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى