كشفت تقارير أمنية أن ميليشيا الدعم السريع تنشط بقوة في عمليات تهريب الذهب والمعادن الأخرى لدولة الإمارات عبر رحلات جوية بواسطة طائرات شحن إماراتية وبالمقابل تحمل ذات الطائرات الأسلحة والذخائر من الإمارات إلى داخل الاراضي السودانية في إقليم دارفور .
من أكبر المهددات الأمنية التي ظل يعاني منها السودان في عهد كل الحكومات المتعاقبة دون استثناء هو التهريب، وذلك لارتباطه بتدهور الأوضاع الاقتصادية وإهدار موارد البلاد وتبديدها عن طريق التهريب إلى دول الجوار التي استفادت من عمليات التهريب وتصدير الموارد المهربة باسمها.
*التهريب براً وجواً وبحراً:*
أكد خبراء أمنيون في ندوة عقدت في وقت سابق أن السودان هو الدولة الوحيدة في العالم التي يتم تهريب مواردها ومعادنها ومنتوجاتها الزراعية وحيواناتها البرية والأليفة براً وبحراً وجواً، نظراً لاتساع المساحة والحدود المترامية وضعف الرقابة وعدم وجود إمكانية لضبط ومراقبة الحدود.
*التهريب عبر مطار الخرطوم:*
وفي تطور جديد لعمليات التهريب، ومن أكبر الصدمات التي صعقت الشارع السوداني، هو تواتر الأنباء عن تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم بواسطة الخطوط الجوية الإماراتية وعبر صالة كبار الزوار وغيرها. كشفت تقارير رسمية عن تهريب 75% من إنتاج الذهب جواً وبحراً وبراً، وذلك في عهد نظام الإنقاذ.
*التهريب في أيام حمدوك:*
بما كانت تعاني من ضعف وشتات، لم تكن حكومة حمدوك تعرف حجم التهريب ولم تضع يدها على منافذه، وغابت تماماً عن مراقبة الحدود التي كانت تسيطر عليها قوات حميدتي، مما أسهم في اتساع رقعة التهريب وشجع المهربين بصورة لم يسبق لها مثيل. تحدثت تقارير صحافية وقتها عن نشاط لطيران سري يقوم بعمليات تهريب الذهب إلى دولة الإمارات، وألمحت التقارير إلى تورط قوات الدعم السريع في عملية التهريب، واستمرت في التهريب دون رقابة أو سيطرة من حكومة حمدوك بسبب ضعفها الشديد.
*التهريب بعد الانقلاب:*
بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، سكتت حتى التقارير الصحافية عن كشف عمليات التهريب، بينما ظلت قوات حميدتي تواصل عمليات التهريب في شتى المجالات إلى دول خليجية أبرزها الإمارات العربية، وكذلك دولة تشاد وغيرها. نشط تهريب إناث الإبل من جديد وكذلك الصمغ وموارد أخرى.
*التهريب أيام الحرب:*
بعد حرب 15 أبريل 2023، انفتحت قوات حميدتي على عمليات التهريب ووسعت نطاقه بصورة لم تكن في الحسبان. أصبح التهريب علامة فارقة في نشاط ميليشيا الدعم السريع بمساعدة الطيران الإماراتي عبر مطارات سرية بلغت في مجملها 10 مطارات. كشف والي جنوب دارفور عن ستة منها، بينما أشارت جهات أمنية إلى 10 مطارات تستخدمها الدعم السريع في تهريب موارد السودان ونفائسه ومحاصيله وكذلك المخدرات بتعاون وتنسيق كامل مع أبو ظبي.
وأمس، كشف والي ولاية جنوب دارفور مرسال عن استمرار تهريب الذهب من منطقة سونقو عبر مطار نيالا إلى دولة الإمارات. وأشار إلى وجود مهددات مازالت تحدق بالولاية، أبرزها الهبوط المتكرر لطائرات إماراتية لتزويد الميليشيا بالسلاح في 5 مهابط سرية بالإضافة إلى مطار نيالا ومدرج اليونميد. وأضاف أنه تم رفع هذا الأمر للجهات العليا للمعالجة.