الكتاب

السفير الصادق المقلي يكتب: مهلا عثمان ميرغني.. سهل البطانة دفع الثمن بالدم و الدموع

صوت السودان

 

وصف عثمان ميرغني استسلام كيكل بأنه خبر سعيد.. و نموذج لسلام يتحقق دون قطرة دم..
لو أجل عثمان ميرغني تعليقه علي استسلام مجرم الحرب كيكل اربع و عشرين ساعه.. لادرك ان هذا الاستسلام لم يكن سلاما كما تسرع الي القول.. بل كان وبالا علي مدن و قري في البطانة التي كانت آمنة.
و عقب استسلام كيكل اندلع فيها الحريق و دفع الاهل في البطانة ثمن هذه الخطوة التي وصفها عثمان ميرغني بالسعيدة، بالدم و الدموع.. و ما برح سهل البطانة ينزف بعد ان استباحها الدعم السريع قتلا و نهبا مسلحا و ترويعا و تهجيرا قسريا لمواطني معظم مدن و قري شرق الجزيره..
و لعل تمبول التي كان لها نصيب الاسد في هذه الكارثه الإنسانية… شهدت و لأول مرة قصفا جويا.. جعل السكان بين مطرقة مليشيات الدعم السريع و سندان القصف الجوي.. كما روي عدد من الاهالي هناك.
. فعثمان ميرغني تعجل في تعليقه حيث استند علي الرواية الأولي،، ان كيكل استسلم بكامل قواته و عتاده.
..لم ينتظر عثمان ميرغني الرواية الثانيه او الوجه الآخر من العملة.. حيث من رحم هذا الإستسلام ولدت مأساة اخري في سهل البطانة التي كانت آمنة احد كبير ، .
.عثمان ميرغني لم يصبر و لو 24 ساعة لكي تكتمل الرواية الثانيه.. حيث راي الناس كيكل يسلم نفسه لاحد ارتكازات الجيش و لم يكن معه غير خمسة من حرسه الخاص..
يمكن القول أن قيمة انضمام كيكل العسكرية للجيش رهينة بما يحدثه من تحول في الميزان العسكري في منطقة الجزيرة التي كان قائدا للدعم السريع فيها.

لو انتظر عثمان ميرغني 24 ساعه لرأي بام عينيه كيف اقتحم الدعم السريع تمبول بعد وصول الجيش اليها و كيف اسر من اسر و قتل من قتل و استولى علي عشرات السيارات علي حد رواية الدعم السريع.. و كيف عاثت من بعد عناصر من الدعم السريع في المنطقة، قتلا و نهبا و تشريدا لعشرات الالاف في عدد من قري شرق الجزيرة و علي راسها تمبول نفسها و رفاعة و الهلاليه وفق شهادة احد اعيان المنطقة في البطانة….
… هكذا دفع الاهل في البطانة ثمن استسلام كيكل بالدم و الدموع..
تمددت استباحة الدعم السريع للمنطقه حيث شملت علي سبيل المثال، رفاعة، تمبول، ود السيد، الهلالية، البويضاء، العك بانت و أم القرى.. الغنوماب، صفيته، العزيبة التي قتل فيها حوالي عشرة أشخاص و مكنون التي تحدث اهلها عن مقتل خمس من النساء و عشرة من الرجال. و استمر نزيف الدم و عم القرى و الحضر في المنطقه..
و لعل هذه الرواية من استباحة الدعم السريع و انتهاكاته لحقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني في المنطقة علي اثر استسلام كيكل، ،تفند تماما قراءة الاستاذ ان هذا الاستسلام تم دون اراقة دماء. فالدماء.. استاذ عثمان ميرغني… ما برحت تنزف في سهل البطانة.. التي ( اترشت) بعد نهاية الخريف بوابل من رصاص الدعم السريع.. ..
و لعل هذه الانفس التي تزهق بغير وجه حق لمواطنين لا ناقة لهم في الحرب و لا جمل..علها تجعل الكل يحكم صوت العقل… فالكل أمام مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى و أمام التاريخ.. يجب ان تقف هذه الحرب اليوم قبل الغد… و كل من حرض عليها او شارك فيها او ينادي باستمرارها. فهو آثم قلبه.. .
نعم هناك الكثيرون ممن عولوا علي ان يحدث تسليم كيكل لتفسه طواعية فارقا في ارض المعارك.. فهذا ما سوف توكده او تنفيه الايام المقبله.، ،و إن كان قد سلم نفسه بمفرده او بقواته .. هذا ايضا ما تثبته او تنفيه مقبل الايام..
لكن يمكن القول إن قيمة انضمام كيكل العسكرية للجيش رهينة بما يحدثه من تحول في الميزان العسكري في منطقة الجزيرة التي كان قائدا للدعم السريع فيها و في سنار.
اما الحديث عن العفو العام الذي صدر في حق كيكل كما اشار بيان لمجلس السيادة فقد اثار جدلا لدي الكثيرين علي اختلاف قناعاتهم السياسية و حتي الدينية..
في اعتقادي، لا الشرائع السماوية و لا المواثيق الوطنية و الدولية منحت الحق للسلطان صلاحية العفو في الحق الخاص.. نعم القانون السوداني منح حق العفو العام للحاكم.. و لكن في دولة إسلامية لا يحق للحاكم اسقاط اي من العقوبات الحدية. .. و يظل كيكل المسؤول و المتهم الاول و بصفة خاصة في ولايني الجزيرة و سنار عن موبقات الدعم السريع، ،،، من نهب مسلح يرقي الي حد الحرابة.. من قتل و تطهير عرقي و نهب حتي لقوت الاهل في بيوتهم و حواشاتهم… من ترويع للآمنين و التشريد القسري لهم. فهناك من الاهل من حملوا كبارهم علي ظهر درداقة و مشوا بهم سيرا علي الأقدم لعشرات الكيلومترات…. و انتهاك لشرف الحرائر.
كل هذه التجاَََوزات مسؤول عنها في المقام الأول بموجب القانوت الجنائي السوداني مجرم الحرب كيكل ،، حيث تعريف الجريمة هو ( الفعل او الامتناع عن فعل) . و في نفس السياق جاءت الشريعة الإسلامية… بما يسمي في الفقه اغاثة الملهوف… اي ان عدم اتخاء خطوة تحول دون الأضرار بالناس.. ترقي جريمتها كما قال بعض العلماء الي الاعداد اذا تسبب هذا الضرر في موت ألاف الناس. و هذا ما حدث بالفعل في عدد من مدن و قري ولاية الجزيرة و علي راسها قرية ابو نورة، حيث المذبحة التي هزت ضمير العالم بأسره.. و في نفس السياق التشريعي جاء القانون الفرنسي.. حيث جرم الامتناع عن فعل من شأنه إنقاذ مواطن.
LE NON RECOUR A UNE PERSONNE EN DANGER

نعم للدولة… بتقديرات عسكرية بحته… ان ترحب بكيكل و يعتبره التلفزيون القومي بطلا قوميا..!!
و لكن يبقي كيكل و لو تعلق باستار الكعبة… مجرم حرب…مكانه المشانق او لاهاي. و بالمناسبة وفق ميثاق روما ايضا كيكل هو المتهم الذي تقع عليه المسؤولية الجنائية… اذا ان الميثاق نص علي ان جرائم الحرب تنعقد علي قيادات الجيش او قيادات المليشيات المسلحة.. او الرؤساء ان كانوا الحاكم بحكم منصبه القائد الأعلى للقوات المسلحة.. و لكن مكانه الدروة إذ ليس في لاهاي حكم بالإعدام… و قد علت اصوات كبيرة من أولياء الدم بضرورة القصاص من كيكل.
و عليه اي منح عفو لكيكل فهو… بموجب القوانين السماوية و المواثيق الوطنية و الدولية.. عطاء من لا يملك لمن لا يستحق. كما جاء في فتوي الشيخ حسن عبد الرحمن رىيس دائرة الافتاء حين قال ان للبرهان(( صلاحية العفو في الحق العام و هذا ما يكفله له القانون.. و لكن ليس له حق العفو في الحق الخاص و ان أولياء الدم.. كما قال الشيخ. يمكنهم فتح بلاغ في كيكل بتهم القتل او الجرح او النهب المسلح.))
نسأل الله تعالي ان يكشف هذه الغمة .. و أن يجنب البلاد والعباد مزيدا من شرور هذه الحرب القذرة..

زر الذهاب إلى الأعلى