أطلقت ميليشيا الدعم السريع المتمردة اليوم في حوالي الساعة الرابعة فجراً، أطلقت نيران المضادات الأرضية على طائرة شحن إماراتية عن طريق الخطأ بمنطقة مالحة بشمال دارفور، وأسقطتها في الحال مما أدى إلى تدميرها تماما ومقتل طاقمها المكون من خمسة.
وفي محاولة لتغطية هذه الفضيحة ادعت الميليشيا أنها تمكنت من تدمير طائرة أنتونوف تستخدمها القوات المسلحة السودانية كقاذفة.
غير ان الأدلة المستمدة من حطام الطائرة تشير إلى أن هذه الطائرة كانت في الواقع جزءاً من جسر جوي ترعاه دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم قوات الدعم السريع نفسها. ويبدو أن المقاتلين المبتهجين على الأرض الذين صوروا الحطام لم يدركوا أنهم أسقطوا طائرة شحن تستخدم لإمداداتهم وإمداداتهم اللوجستية.
وظهر علي رزق الله “سافانا”، أحد القادة البارزين لقوات الدعم السريع في شمال دارفور، في مقطع فيديو في موقع الحادث (أدناه)، قائلاً إنهم استخدموا “صواريخ موجهة” لإسقاط “الأنتنوف المصرية”. (يتبع هذا الخطاب خطى القائد العام لقوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الذي اتهم مؤخرًا “القوات الجوية المصرية ” بقصف قواته.
كان أحد أفراد الطاقم يحمل جواز سفر روسي . ورغم نجاة هذه الوثائق من الحطام، لم يتم الإبلاغ عن وجود أي ناجين من أفراد الطاقم، واحترقت الطائرة إلى حد كبير، مما أدى إلى إحداث حفرة كبيرة نتيجة الاصطدام. يتكون طاقم الطائرة IL-76 النموذجي من خمسة أفراد.
وتعود قطعة حطام أخرى إلى شركة نيو واي كارغو للطيران، التي شاركت في الجسر الجوي الإماراتي إلى أم جراس في شرق تشاد، وفقًا لتحقيق أجراه مؤخرًا مرصد الصراع ، وهو اتحاد أبحاث ممول من وزارة الخارجية الأمريكية
حدد مرصد الصراعات عدة طائرات من طراز إليوشن-76 قيرغيزستانية شاركت في الجسر الجوي الإماراتي إلى أمجراس، تشاد، بما في ذلك اثنتان تديرهما شركة نيو واي كارغو للطيران (EX-76010 وEX-76015)، والتي لديها طائرات مقرها في رأس الخيمة، الإمارات العربية المتحدة
وفي المجمل، حدد التحقيق سبع رحلات لطائرات شحن معروفة و35 رحلة شحن أخرى مجهولة الهوية إلى مطار أم جراس بين يونيو
2023 ومايو 2024، عندما انتهت فترة البحث. وتزعم الإمارات العربية المتحدة أن هذا الجسر الجوي كان لأغراض إنسانية، لكن الباحثين في مرصد الصراع قالوا على الأرجح إن طائرات الشحن كانت تحمل إمدادات عسكرية، وهو ما يؤكد النتائج السابقة التي توصلت إليها مصادر أخرى، بما في ذلك لجنة خبراء الأمم المتحدة، وصحيفة نيويورك تايمز.
وأشار مرصد الصراعات إلى أن إحدى طائرات شركة طيران نيو واي شاركت سابقًا في جسر جوي لدعم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر، في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن، وفقًا لتقرير للأمم المتحدة. كما تنتهك عمليات تسليم الأسلحة التي أرسلتها الإمارات العربية المتحدة إلى دارفور حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن في عام 2004 أثناء الحرب السابقة في دارفور.
وبالإضافة إلى ذلك، هبطت مؤخراً طائرات شحن مجهولة الهوية في نيالا بجنوب دارفور، وتوقع المراقبون أن تكون هذه الطائرات محملة بالإمدادات وإجلاء مقاتلي قوات الدعم السريع الجرحى. وكانت آخر رحلة من هذا النوع قد هبطت في مطار نيالا قبل أربع ليال، وفقاً لشهود عيان يعيشون في حي جبل.