السودان حين يأتي الحديث عنه، فأنت تتحدث عن صناع الحدث ومتصدري التاريخ،
السودان روعة الطبيعة ومنبع الحضارات الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.
السودان حين تسأل عن تاريخ ميلاده فأنت تسأل عن تاريخ ميلاد النيل.
عظمة هذا الشعب في روعة أخلاقه ورقي إنسانيته.
هذا البلد العريق العظيم بشعبه لا يقبل على نفسه إلا أن يكون عظيما حرا شامخا رائدا في مجال الفكر والعلم والتعليم لا يستطيع مناطحته أو مجاراته أو منازلته الطارئون على التاريخ.
السودان بطبعه شعبا يتمرد على الاستعباد والضيم، فكيف يقبل أن تسود عليه دولة طارئة مثل الإمارات.
في بداية الأحداث وبدايات تمرد مليشيات الدعم السريع كانت قناعتنا أن السودان لن يقبل على نفسه أن يكون يمنا آخر تسوده مليشيات طائفية شوهت تاريخه وسرقت حاضره ومستقبله وحولت جغرافيا اليمن إلى ساحة حروب إقليمية.
السودان يصنع انتصارا حضاريا وأخلاقيا ومجتمعيا وعسكريا.
لا أخفي أننا في لحظة خوف ورهبة أن ينتقل سيناريو العبث باليمن إلى السودان الشقيق، لأن سقوط السودان في مستنقع الفوضى واللادولة وتفكك الجيش السوداني كان من شأنه أن يجعل استقرار الدول المحيطة به من الماضي ويصعب مناله.
نحن في اليمن ننظر لانتصارات الشعب والجيش السوداني إشراقة شمس وصناعة أمل جديد بزوال مليشيات الدولة الطارئة (دولة الإمارات).
انتصر السودان حين انتصر قادة الجيش السوداني لوحدة وواحدية المؤسسة العسكرية، حين توحدت إرادة الشعب السوداني وراء قيادة المؤسسة العسكرية، انتصر حين قرر الجيش وقبله الشعب خوض المعركة حتى النصر والنصر لا غيره.
انتصر السودان حين رفضت قيادته تقديم أي تنازلات من شأنها أن تمنح مليشيات التمرد (الدعم السريع) فتح نافذة الطريق نحو الشرعنة برعاية الرباعية والخماسية والسداسية، حين خاض معاركة على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بإرادة واحدة النصر ولا غير النصر.
سيذكر التاريخ أن السودان العظيم بشعبه ومؤسسته العسكرية هو من كسر خشم الدويلات الطارئة وأعادها إلى واقعها ورشدها.
السودان اليوم وهو يحقق الانتصارات المتوالية يعزز بذلك استقرار دول المنطقة ويدافع عن عمق أمنها القومي.
أيها الشعب العظيم أيها الجيش السوداني الباسل البطل، أنتم اليوم لم تحافظوا على وحدة الشعب السوداني أرضا وإنسانا بل حافظتم على وحدة مصر وكل دول الجوار بما في ذلك الدول التي دعمت وساندت مليشيات التمرد.
لذلك نناشدكم مزيدا من الوحدة الوطنية، تمسكوا بوحدة المؤسسة العسكرية، لا تسمحوا وبصورة قاطعة لأي أحدا يمس وحدة الجيش السوداني، خذوا العبرة مننا نحن اليمانيون لقد كانت هزيمتنا حين سمحنا بتقسيم المؤسسة العسكرية، لقد هُزمنا حين صدقنا أصحاب مقولة هيكلة الجيش، حين صدقنا أن جزءا من جيشنا كان إخوانيا إسلاميا، اسمعوها مني أيها الأخوة الأحباب في السودان العظيم، لقد هُزمنا وتبعثرنا حين خذلنا وتنازلنا عن دم أول جندي استشهد في مواجهة التمرد الحوثي في صعدة.
سقطت الجمهورية حين قبلنا الجلوس على أول طاولة حوار مع التمرد الحوثي،
وذهبنا إلى واد بأقدامنا سحيق الظلمات والتوهان، حين صدقنا الرباعية وذهبنا لمؤتمر جنيف ومؤتمر الرياض والرياض 2 ومؤتمر جده 1 وووو، كان آخرها مؤتمر الانقلاب على رئيسنا الشرعي واستبداله بالثمانية، وما أدراكم ما الثمانية.
خذونا عبرة، ودرسوا أبناءكم والأجيال القادمة عن سيطرة المليشيات الطائفية الإيرانية شمالا ومليشيات الدولة الطارئة جنوبا، سجلوا في التاريخ أنه في الوقت الذي باعت قيادة السياسية في اليمن دم جنودها المسفوك بطائرات الإمارات كانت قيادة السودان في مقدمة الصفوف لمواجهة وهزيمة مليشيات الإمارات.
هذه حقيقة نعيش تبعاتها عذابات يومية لا حصر لها، وأن أكثرها وجعا وإيلاما وقهرا أن رئيسنا وحكومتنا لا تستطيع العودة أو البقاء في عاصمتنا إلا في حدود ما تسمح به دولة الإمارات.
لذلك ثقوا أن ما تدفعونه اليوم من ثمن لهزيمة مشروع هذه الدويلة ومن يقف وراءها يظل قليلا عن الثمن الذي كنتم ستدفعونه لو لا قدر الله وتمكنت هذه الدويلة من السودان.
إننا اليوم ننظر لانتصاراتكم بسعادة وفرح وخجلاً وشعور بالخزي في ذات الوقت،
هذه الانتصارات التي يحققها الشعب والجيش السوداني ضد مليشيات دويلة الإمارات، ذات الانتصارات هزمت في اليمن وعرت وفضحت أصحاب نظرية السلام والحوار السياسي ومداهنة القتلة .
شكرا للشعب السوداني العظيم وألف شكر للمؤسسة العسكرية السودانية وقادتها العظام، تعلمنا منكم درسا له تأثيراته الإيجابية على أرض بلدكم الآخر اليمن، وأنا بإذن الله على دربكم ماضون نخوض المعركة حتى النصر على المليشيات صفا واحدا مع جيشنا الوطني والمقاومة الشعبية.
سيف الحاضري