إنطوت أول الأمس صفحة الحياة الجسدية لشاعرنا الضخم محمد المكي ابراهيم ، لكن ماسطره هذا العملاق من شعر ونثر واعمال جليله ستظل محفورةً في ذاكرة الشعب السوداني العظيم، فالموت الذي يغيب الاجساد لايمحو الانتاج الفكري النظري أو العملي ، وقصائد ودالمكي التي تحولت الى سلاح فتاك استخدمه الثوريون لدك حصون الطغاة الجبابرة وكانت عنوانها الابرز.
ود المكي والذي تلقي تعليمه الاولي في الابيض وخورطقت الثانويه ثم كلية القانون جامعة الخرطوم ثم إلتحق بالسلك الدبلوماسي، ظل فريداً ومتفرداً في كل شيء بروحه الطيبه واخلاقه الدمثه وأدبه الجم، وظل نجماً حيثما حل وإرتحل .
كان كالنسمه بفوحه الطيب كما عطر سماوات الابداع فهو يعطر سماوات السمر وجلسات الاستماع والمؤانسه.
قصائد ودالمكي المتنوعة التي نشرها وعمق مدلولاتها تؤكد أنه غاص بعمق في درر ومراجع اللغة العربية وتمكن منها ليكتب بعد ذلك ماضهاهها بشكل لايغيب على كل من عرف مكوناتها وأمسك بخيوطها من دقة في الوصف وقوة في التعبير.
قصائد ودالمكي تقف جنباً وفي كثير من الاوقات تتفوق على قصائد فطاحلة العرب وعلى كافة المستويات، ولكنا وإما لتعاعسة اعلامنا والقائمين على أمر وهم يخرون صرعى امام الديكتاتوريات التي كبلتنا وأبعدت كل فننا المجيد وقفت حائلاً دونه والانتشار ، وهذه حسرات كبرى وآلام مُمِضه لانود الخوض فيها وهذا ليس مجالها.
محمد المكي ابراهيم والذي اخذته الوظيفه عن بلاده كان يحملها مابين اضلعه وجوانحه ويترجم نبض الشارع السوداني بشكل بديع..
اتذكر عند مقدمه الاخير للسودان ان ذهبنا دكتور صديق تاور وشخصي وآخرين لاستقباله في مطار الخرطوم كان ممتلئاً بالسعاده يكاد يطير بلا اجنحه فرحاً وهو يحط رحاله في وطنه ، وبعدها إلتقينا وجلسنا لعدة مرات متفاكرين في أمر السودان وكان ذلك همه الاول ، وشيئاً فشيئا عرجنا على دروب الشعر والفن والغناء، وظل تواصلنا مستمراً دونما أي إنقطاع حتى لحظة اصابته بالداء اللعين، وبعد ان تعافى منه عاد تواصلنا الممتد.
محمد المكي ابراهيم حياته سيرة ومسيرة حافلة بالعطاء والابداع لايمكن إجمالها في أسطر معدودات.
الجسد المتعب فشل في تحمل اكثر مما تحمل ففاضت روحه الطيبه ، لكن ثرواته الضخمه ستظل رمزاً شامخاً لادب ثوري خالد.
فياودالمكي لك الحضور في قلب العصر كما ذكرت.
بروفيسور احمد عبدالله الشيخ