ونحن على مشارف ثورة ٢١ أكتوبر والتي سيهل علينا عقدها السادس يغيب عنا لسانها اللسن وحبرها الدفاق واحد قدحة زنادها وملهم ثوارها الدبلوماسي المدرسة والشاعر المعلم محمد المكي ابراهيم، صاحب المدرستين الثورية والعاطفية.
ومابين دواوين أمتي ويختفي البستان خلف الزهرة وفي خباء العامرية ، والتي فيها سكب شاعرنا العظيم عصارة مقدراته اللغوية والمعرفية والتي نهلها من مناهجه المعرفيه المختلفة ، فأخذ من تعاليم أجداده في قباب الفاشر من نحوٍ وصرفٍ وتجويد ليكمل ذلك في مسيرة التعليم النظامي السوداني فأجاد في اللغة العربية وبز أقرانه في الانجليزية وأضاف اليها الفرنسية.
وفي نشيد الطلبة يقول وبتحدٍ كامل كالبرنامجي الانتخابي
من غيرنا يعطي لهذا الشعب
معنى أن يعيش وينتصر
من غيرنا ليغير التاريخ
والقيم الجديدة والسير
من غيرنا لصياغة الدنيا
وتركيب الحياة القادمة
جيل العطاء المستجيش
ضراوة ومقاومة
المستميت على المبادىء مؤمنا
المشرئب إلى النجوم لينتقي
صدر السماء لشعبنا
جيلي أنا..
هدم المحالات العتيقة
وانتضى سيف الوثوق مطاعنا
ومشى لباحات الخلود
عيونه مفتوحة
وصدوره مكشوفة
بجراحها متزينة
متخيرا وعر الدروب وسائرا
فوق الرصاص منافحا
جيل العطاء لك البطولات الكبيرة
والجراح الصادحة
ولك الحضور هنا
بقلب العصر فوق طلوله المتناوحة
ولك التفرد فوق صهوات الخيول روامحا
جيلي أنا ..
جيل العطاء لعزمنا
حتما يذل المستحيل وننتصر
وسنبدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى
ونحمل عبء أن نبني الحياة
ونبتكر.
هذه النشيد تحدٍ كبير ليس في شموله وكماله إنما في ماحواه من برنامج سياسي للجيل الاكتوبري ويتمدد العطاء ، لاحظوا قوة التعبير ووضوح البيان في ( في هدم المحالات العتيقة وإنتضى سيف الوثوق مطاعنا) ويذهب لأبعد من ذلك في عجز البيت ( ومشى لباحات الخلود عيونه مفتوحةٌ وصدور مكشوفة )
قوة البيان وصلابة الموقف الثوري ، هذه أشياء لاتتوافر الا لمن ولج في أعماق الثورة ورأى بعينها فتحدث بلسانها.
لك المجد يامحمد المكي ابراهيم.
بروف متولي عبدالمجيد حسين