(1)
قبل إندلاع حرب 15ابريل2023 ببضعة أسابيع كتبتُ مقالاً وهو موجود الآن بإرشيف صحيفة الإنتباهة، وعلى حسابي بالفيسبوك، دعوتُ فيه إلى تكوين معارضة شعبية شاملة، يتم تأسيسها على عزل كل القائمين على المشهد السياسي، ورفض كل ماهو قائم، لأن ماكان قائما ولازال هو مسخ مشوه لكيان الدولة التي يفترض أن تُدار بالحزم والعزم، والشدة والحسم، والرحمة والعدل، وكلٌ في موضعه.. الحزم والعزم في تنفيذ الخطط الاستراتيجية والبرامج المستقبلية دون تراخ على نحو يليق بدولة محترمة قائمة على العلم والتخطيط الاستراتيجي ، و الشدة والحسم لمواجهة كافة مظاهر الفوضى والإنفلاتات الأمنية، والإقتصادية والسياسية ،و الحرص على تطبيق القوانين بما يحافظ على هيبة الدولة، والرحمة بالمواطنين رعايا الدولة والعدل والمساواة بينهم، لكن للأسف غاب الحزم والعزم، وتبعهما الشدة والحسم، وتوارت الرحمة والعدل فضاعت هيبة الدولة، فطمع القتلة والجهلة السُّكارى في القيادة، فتقدموا الصفوف، فحدث ما حدث، فهل هذا يحتاج إلى كهنة وعرافين ليتنبأوا بما سيحدث من هلاك لأمة صمتت حينما اعتلى صهوة جيادها الجهلة والقتلة والسُّكارى ومردة النفاق من ذرية إبن سلول..
(2)
كتبتُ حينها في هذه الزاوية :إن أمة يتقدم صفوفها الجهلة، والقتلة والإنتهازيون، ومردة النفاق والثعالب المكّارة، فإنها ماضية إلى حتفها لا محالة، لأن من يقودون خطامها من ذلك الصنف الرديء سيوردونها مورد الهلكة والضياع بلا أدنى شك وقد كنتُ على يقين تام أن ما حدث سيحدث تماماً بلا ريب، لم أجلس مع حميدتي لمدة ثلاث ساعات كما فعل الزميل عثمان ميرغني ليحدثني بما كان سيفعله ويقوم به، ولم اتنصت على البرهان، ولم أطلع على مخططات “الكيزان”، ولم أُحَطْ علماً بما جرى من تنسيق بين “الجنجويد” ومركزي التغيير، ولم نكن نعلم الغيب ولكن كنا نقرأ مابين سطور تصريحاتهم الهوجاء التي لاتعبر عن مواقف رجال الدولة، تلك التصريحات والمواقف المجردة من الحكمة والتعقل، وكنا ونرصد تحركاتهم التي تتقاطع مع مصالح الشعب السوداني وأجندة الوطن ومصالحه العليا..
(3)
الآن أرى أن نستفيد ولو لمرة واحدة فقط من دروس التأريخ، بأن لا نكرر الأخطاء المدمرة التي تقتل أمة، وتحطم مجدها، وتهدم بنيانها…لانسمح بأن يقود سفينة الوطن جاهل، ولاقاتل، ولامنافق معلوم النفاق، ولا أفاك أثيم، ولا إنتهازي طفيلي يقتات قاذورات السياسة…لا نسمح لناشط متهور يتمدد لملء الفراغ، ولا عاطل متسكع يمتهن السياسة لكسب العيش الحرام ،وأكل السحت والمال العام..
آن الأوان للوقف حائط صد يمنع تسلل الحرامية واللصوص وكل أولئك من الوصول للسلطة، فقط لأن السلطة في يد الجاهل القاتل سلاح مدمر يقتل أمة وليس فردا، ولأن السلطة في يد اللص والثعلب المنافق أداة لتحطيم الأمم وتدمير اقتصادها، ونهب ثرواتها..ولانسمح لأنفسنا بأن نكون جبناء خوارين حتى لانصنع طغاة جددا بأيدينا من فرط الجُبن والصمت المخجل…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة اخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.
تأريخ النشر15اغسطس2023