(1)
(بعض افراد الحركات المسلحة اتوا بعربات مسلحة الى منجم تعدين تقليدي بمنطقة ارياب محلية القنب والاوليب وطلبوا من صاحب المنجم دهب وأموال وعندما رفض مطلبهم قاموا بضربه واقتادوه إلى مكان غير معلوم ومثل هذه التصرفات من الحركات المسلحة لم تكن المرة الأولى من مهاجمة وتهديد المعدنيين بالسلاح بحثاً عن الذهب في شرق السودان وإنما تكررت هذه العمليات مراراًٌ من قبل الحركات المسلحة
-ننوه اخواننا المعدنيين في شرق السودان ان لا ينتظروا التصدي من حكومة الولاية للحماية من الحركات المسلحة المتفلتة ونحن في اتحاد المعدنيين فشلت كل محاولاتنا وبلاغاتنا وشكاوينا للحكومة لذا يجب ان لا يكون في خيامكم ذهب او مال حتى لا تتعرضوا للضرب والتهديد بالسلاح من اجله.
-نحن نعمل في دراسة اقتراحات في كيفية حماية انفسنا ونتمنى ان نجد حلا غير الذي يقودنا إلى تكوين حركة مسلحة او الانضمام لهم لنحمي أنفسنا واموالنا وإذا دعت الضرورة سوف نستخدم اي مقترح يمكن ان يكون لنا حماية ).
رئيس اتحاد المعدنيين بولاية البحر الاحمر
*أدروب الحسن*
(2)
هذه المقتطفات من البيان أعلاه تشرح نفسها بوضوح وتقرع الأجراس في زمن ليس مبكراً جدا ، محذرة مما هو آت..ولكن مَن تحذر ولمن تقرع الأجراس ..ألِمَن هم أمواتٌ غير أحياء، أم لمن هم نيامٌ غاطون في نوم عميق..؟؟..
فلا حاجة للتحليل والتعليق بأكثر من هذا السؤال: (هل يفعل عناصر الدعم السريع غير هذا الذي تفعله عناصر الحركات المسلحة في مناطق التعدين التقليدي، خاصة هو أمر تكرر دون حسم ، وهل كانت النار إلا من مستصغر الشرر..
وإذا كنا نحن حذرنا من الذي يحدث الآن ولم يُلقَ بالٌ لتحذيرنا فماذا عسانا أن نفعل…وما ذا علينا إذا كنا ندعو ليل نهار إلى إفراغ قلب العاصمة الخرطوم من الجيوش …جيوش الدعم السريع والحركات المسلحة والتي حدث منها الكثير من التفلتات فكانت مؤشرا كافيا لما حدث في 15ابريل2023.
(3)
غداة تواتر الأنباء عن فتح معسكرات للحركات المسلحة بشرق السودان قبل بضعة أشهر..كتبتُ مقالاً تحت عنوان:(إني أرى تحت الرماد وميض نار).. وتساءلت حينها:هل كانت لقوات “حميدتي” بداية إلا كهذه..قوات حميدتي التي قضت على كل شيء جميل في السودان، ولانزال نتوقع منها ما هو أسوأ إذا تمادت السلطات في مسلسل التهاون والتغافل.
الحكومة الغافلة فتحت المعسكرات للحركات المسلحة بالشرق وكان الأولى فتحها بدار فور المستباحة وصرفت علي هذه المعسكرات من دم قلب المواطن السوداني المقهور المفجوع المقتول يمشي مع الأحياء.. ودفعت الحكومة بالدولار لهذه الحركات للتجنيد والتدريب ..تدفع لكل حركة مسلحة 30 ألف دولار شهريا…ستنفقها ثم تكون حسرة عليها إما بالتفلت الحاصل الآن او التمرد القادم وكلاهما نصل حاد في خاصرة الوطن المكلوم…
(4)
الحكومة لم تتعظ من تجربة (حمايتي) الفاجعة المؤلمة وتريد أن تعيد ذات السيناريو القاتل في شرق السودان وها قد بدت أشراط ما كنا نحذر منه بالمسطرة..
(ما هو أصلو الحكاية بتبدأ كدى تدريب وتسليح وتفلت وفوضى ونهب وتمرد)…
تمرد على الدولة المستباحة التي ضاعت هيبتها وسلطانها وامتطى ظهرها الهوان، وتجرع شعبها كؤوس الذل كأساً بعد كأس.
(5)
سألتكم بالله يا قادة الجيش السوداني في بورتسودان ما الفرق بين مسلح يأتي مدججا بسلاحه على ظهر (تاتشر) ينهب موطناً في شرق السودان او ولاية نهر النيل او الشمالية، وآخر يأتي على ظهر موتر ينهب مواطنا في الجزيرة او الدندر او الجنينة؟ما الفرق بينهما…اللهم إلا أن الأول يفعل ذلك وهو في أماكن سيطرة الجيش، بينما الآخر يفعلها وهو في أماكن سيطرة الدعم السريع..
كان الله في عونك أيها المواطن المقهور المفجوع المنهوب الشريد الطريد تلقاها من وين ولا من وين…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.