الكتاب

صبري محمد علي : المُرجفُون في سِنّار المدينة

خاص - صوت السودان

حالة بث الإشعات المُتسارعة والمُكثفة جداً من قبل غُرف إعلام (القحاطة) التي صاحبت دحر التمرد بمنطقة جبل (موية) وقطاع السكر الغربي عند كبري العرب غربي مدينة سنار لم تكُن جديدة ولن تكن الأخيرة

ففي ذات الوقت الذي تكون فيه (المليشيا) على مسرح العمليات تكون الغرف الإعلامية على أهبة الإستعداد لصناعة أي خبر مُزيّف لرفع الروح المعنوية لهؤلاء الغزاة و إثارة الهلع والبلبلة وسط المواطنين من جهة أخرى بهدف إضعاف الروح المعنوية للجيش والمستنفرين

 وهذا ما حاولوا فعله بالأمس (تمامن)

ولولا رجال مؤمنون من داخل المعركة كشفوا للرأي العام حقيقة ما يجري على الأرض و تصريح والي سنار الذي جاء متأخراً نوعاً ما يؤكد (تفحُم) المجموعة المهاجمة من ناحية كبري العرب والتي لم تتحاوز الثمانية عربات قتالية تم إبادتها عن بكرة أبيها لحدثت موجة نزوح كبيرة (والمواطن معزور) في ظل غياب الخطاب الرسمي

إذاً …..

لاحظ ضخامة الشائعات مع حدث لا يتجاوز الثمانية عربات مهاجمة (شغل إعلامي) مكثف

ولكي أقرب لك المعنى عزيزي القارئ فإليك هذا السيناريو المُتبع في كل محاولاتهم

تتم محاولة الهجوم

يتبعها إطلاق قذائف عشوائية نحو المناطق السكنية

تحدث حالة متوقعة من الذُعر بين المواطنين ومحاولة للنجاة

تحدث حالة هروب جماعي

وهنا يلتقط القفاز الجانب الإعلامي بدعم لمقاطع (فيديو) و صور من الطابور الخامس والمرجفون من داخل موقع الهدف

ليتم (الشُغُل) عليها بإفادات مكذوبة أن سنار قد سقطت مثلاً !

هذه كل الحكاية المتكررة في جميع محاولاتهم البائسة السابقة والتي ستأتي ….

و هُنا يطل السُؤال المُهم برأسه مستنداً على الحقيقة الفيزيائية أن أي

 فراغ (يملأه الهواء)

وطالما ظل هُناك فراغ إعلامي بهذه المساحة فستظل غرف المتمردين تملأه وهذه الحقيقة و للأسف .

ولكن كيف نملأ هذا الفراغ؟

ببساطة

بحضور المعلومة من قبل القيادة العسكرية في منطقة الحدث وتمليكها للرأي العام ممهورة بتوقيع القائد أو تصريح منسوباً له و بأعجل ما يُمكن فهذا من شأنه أن يكون بمثابة صاروخ (أرض جو) في وجه أي محاولة إعلامية من جانب العدوء ودحضها في مهدها

أو…..

أن يكون السيد الناطق الرسمي بإسم القوات المسلخة صاحي و قاعد (جنب التلفون) ليخرج على الشعب متزامناً مع تطور الأحداث على أرض المعركة اول بأول

 و لكن من الواضح يبدو أن هُناك تراتيبة يلتزم بها الجيش من حيث خروج المعلومة للرأي العام

 أعتقد هذا ليس محلها في هذا الظرف الإستثنائي

أيضاً…..

الفراغ الإعلامي و (المُتعمد) لوزارة الثقافة والإعلام يجب أن يتجاوزه السيد البرهان بإعفاء هذا الوزير فقد بلغ السيل الزُبى فإما أن تكون هناك حكومة داعمة لجيشها وإلا فلتذهب غير مأسوفاً عليها

نعم أقولها وبكل وضوح

من أكبر معضلات هذه الحرب المقدسة هو ضعف الإعلام

الرسمي فالوزير جراهام عبد القادر يجب أن يذهب والعميد الركن نبيل عبد الله يجب أن يُستبدل ويُشكر فقد قدم عُصارة ما يملك .

فلصالح مَنْ و الى متى يظل الجانب الإعلام مُهملاًَ في هذه الحرب ؟

*(يا سارية الإعلام)*

الأربعاء ٢٦/يونيو ٢٠٢٤ م

زر الذهاب إلى الأعلى